«السيدة العجوز»… الكبار لا يموتون أبداً

عاد يوفنتوس إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بعد 12 سنة قاحلة شهدت هبوطه إلى الدرجة الثانية وبصبره في سياسة إعادة بناء فريقه عاد إلى طريق البطولات.

لاعب واحد عاش جميع هذه المراحل المتتالية هو جيانلويجي بوفون الذي يقول: «فخور جداً بالعمل الذي قمنا به والتحسّن الذي طرأ على هذا الفريق».

صلة الوصل بين هذه المراحل، حارس المرمى والقائد بوفون كان قد خسر نهائي عام 2003 أمام ميلان 0-0، 3-2 بركلات الترجيح ، وهو اللقب الوحيد الذي لا يزال يغيب دائماً عن سجله الزاخر بالألقاب. وسيعود بوفون إلى برلين حيث توّج بأحد أجمل ألقابه، كأس العالم عام 2006.

هبط بوفون ويوفنتوس إلى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة عصفت بالكرة الإيطالية وربطت فريق «السيدة العجوز» بالتلاعب بنتائج المباريات والتي كلفته حكماً قضائياً بتجريده من لقبي 2005 و2006.

ومن بين الأوفياء، «جيجي» البالغ من العمر 37 سنة، عاش سنوات قاتمة عندما حلّ سابعاً وفشل في التأهل إلى المسابقات القارية، لكنه بعد ذلك عاش أياماً رائعة مع لاعبين رائعين خصوصاً خط دفاعه الشهير «بي بي سي» أندريا بارزاغلي و ليوناردو بونوتشي و جورجيو كييليني، ومدرباً اسمه أنطونيو كونتي وضع الفريق على قمة عرش كرة القدم الإيطالية.

نجح كونتي الملقب بـ«المطرقة» لقدرته على زرع خططه التكتيكية في عقول لاعبيه من خلال تمارين يكررونها مئة مرة، في قيادة «السيدة العجوز» إلى 3 ألقاب متتالية محطماً الرقم القياسي في عدد النقاط في الكالتشيو عام 2014 بجمعه 102 نقطة.

الدمج بين اللاعبين القدامى والشباب اتضح جلياً من خلال العناق الطويل بين بوفون و الفرنسي بول بوغبا على ملعب سانتياغو برنابيو، عناق بين النجم الدائم ونجم المستقبل.

نجم آخر ساهم في إنجازات يوفنتوس هو الأسطورة أندريا بيرلو 35 سنة الذي حظي بتصفيقات حارة لدى خروجه من الملعب المدريدي، وذلك من خلاله لمساته الفنية ذات الطراز الرفيع.

لاعب مخضرم ثالث ساهم بشكلٍ كبير في عودة يوفنتوس إلى ساحة الكبار هو المهاجم الدولي الأرجنتيني كارلوس تيفيز الأصغر سناً من بوفون وبيرلو لكن «الأباتشي» 31 سنة لا يقلّ خبرة عنهما والدليل الموسم الذي يعيشه والذي يعتبر الأفضل في مسيرته الاحترافية.

يقوم هذا الثلاثي بتأطير اللاعبين الشباب الواعدين مثل بوغبا 22 سنة المنضم إلى يوفنتوس من مانشستر يونايتد من دون مقابل، والإسباني ألفارو موراتا الذي دفع ثمنه غالياً هذا الصيف لضمّه من ريال مدريد. وسجل الدولي الإسباني الواعد 22 سنة هدفين في مرمى فريقه السابق في دور الأربعة هدف ذهاباً ومثله إياباً كانا حاسمين في تجريد النادي الملكي من اللقب وبلوغ «السيدة العجوز» المباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 2003.

هذا البناء الحكيم للفريق يعود فيه الفضل أيضاً إلى عمل المسؤولين الذين أعادوا تقويم الموازنة وقاموا ببناء ملعب تعود ملكيته للنادي. وأكد المدرب السابق لميلان أريغو ساكي في هذا الصدد أنه: «بخصوص الإدارة، يوفنتوس يتقدّم بعشر سنوات في إيطاليا ويكون حاضراً في مستوى أكبر الأندية الأوروبية».

كما أن إدارة السيدة العجوز كانت متبصرة لإيجاد خليفة للرمز كونتي بتعاقدها مع ماسيميليانو آليغري الذي وصل إلى تورينو تحت صافرات الاستهجان كونه كان مدرباً للغريم التقليدي ميلان، لكنه سرعان ما توغّل في أعماق قلوب جماهير اليوفي. وأكد المدير الرياضي بيبي ماروتا أن «آليغري أكد أنه مدرب كبير سواء داخل أرضية الملعب أو خارجها بفضل مؤهلاته في الإدارة البشرية».

وانضم آليغري إلى دائرة المدربين الإيطاليين الذي بلغوا نهائي المسابقة القارية العريقة، ويبقى الآن فوزه باللقب وتحسين السجل الضعيف للنادي في المباريات النهائية للمسابقة القارية حيث خسر 5 مباريات نهائية وتوّج بلقبين فقط.

الفوز على برشلونة يبدو مستحيلاً لكن آليغري قال: «هناك فرق بين مواجهته برشلونة في مباراتين وفي مباراة واحدة»، مضيفاً «لديهم لاعبين رائعين، ولكننا واعون بقدراتنا ويتعيّن علينا لعب هذه المباراة النهائية ونحن مقتنعون بقدرتنا على الفوز بالكأس»، ولأن يوفنتوس في طريقه لحصد الثلاثية على غرار برشلونة، فعلى هذا الطريق تسير الأندية الكبرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى