في ذكرى النكبة… 67 عاماً وجرح شعبنا الفلسطيني ينزف عباس: «إسرائيل» فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية
يعيد الخامس عشر من أيار التذكير بجرح شعبنا الفلسطيني النازف منذ سبعة وستين عاماً، فعلى الرغم من أن النكبة وقعت في ذاك التاريخ، إلا أن فصولها ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، بل إن البعض يرى أن ما هو حاصل الآن يفوق من حيث الخطورة ما جرى آنذاك، في ظل زيادة المساعي الصهيو-غربية لإغلاق هذا الملف من دون أي تغيير للأمر الواقع الذي فرضه الكيان الغاصب طوال هذه العقود، مستغلاً سنوات المفاوضات على نحو خاص في تمرير المزيد من مخططاته التهويدية والعدوانية.
سبعة وستون عاماً على نكبة فلسطين وشعبنا الفلسطيني يحيي الذكرى بمسيرات وفعاليات في المدن والبلدات، وفي هذه الذكرى أصاب جنودُ الاحتلال «الإسرائيلي» عشرةَ فلسطينيين على الأقل بالرصاص الحي والمطاطي خلال مواجهات دارت شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية اثر تظاهرة فلسطينية انطلقت إحياءً للذكرى السابعةِ والستينَ لاحتلالِ فِلسطينَ.
ووقعت مواجهاتٌ في محيط سجن عوفر غرب رام الله، وكذلك واجه جنودُ الاحتلال المتظاهرين في بلدة نعلين بالرصاص الحي والقنابل الغازية والصوتية ما ادى إلى وقوع عدد من الاصابات.
كما انطلقت في الاراضي المحتلة بعد صلاة الجمعة تظاهراتٌ تلبيةً لدعوة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، واللجنةِ الوطنية لاحياء ذكرى النكبة، وقد رفع المتظاهرون لافتاتٍ تؤكدُ التمسكَ بحق العودة ورفضَ الاحتلال.
وفي هذه المناسبة، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن مخططات حكومات «إسرائيل» المتعاقبة فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وأن ما جرى عام 1948 لن يتكرر أبداً.
وقال عباس، في كلمة وجهها لأبناء فلسطين في الوطن والشتات بمناسبة الذكرى الـ67 للنكبة، مساء أول من امس: «إننا بوعينا ووحدتنا سنتصدى للمؤامرات وللدسائس التي تحاك لتهميش قضيتنا الفلسطينية من خلال محاولات تمرير مشاريع مشبوهة مثل دولة في غزة، أو دولة ذات حدود موقتة».
وأضاف أن «قضية فلسطين لم تعد مختزلة بكونها قضية لاجئين، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بقضية فلسطين قضية تحرر وطني، وأن الاحتلال «الإسرائيلي» وكل ممارسته مرفوضة ومدانة ومخالفة للقانون الدولي، وأنه لا شرعية لكل ما تقوم به «إسرائيل» من استيطان، بما في ذلك القدس الشرقية التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وهي العاصمة الأبدية والخالدة لدولتنا الفلسطينية المنشودة».
وقال إن الفعاليات الشعبية السلمية لمقاومة الاحتلال ومستوطنيه ستتواصل، مضيفاً أن مقاومة الاحتلال تشمل تعريته وعزل السياسات «الإسرائيلية» وإدانتها وتقديم المسؤولين عما يرتكب من جرائم للمحكمة الجنائية الدولية، وبخاصة في موضوعي الاستيطان وما ارتكب من جرائم أثناء العدوان على قطاع غزة.
وأعرب عباس عن فخر كل فلسطيني بما سيعلنه قداسة بابا الفاتيكان عن تطويب راهبتين فلسطينيتين، كأول قديستين في التاريخ المعاصر.
وجدد التأكيد على أن العودة للمفاوضات تتطلب ثلاثة أمور أساس، هي وقف النشاطات الاستيطانية، وإطلاق سراح الأسرى وبخاصة الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، ومفاوضات لمدة عام ينتج منها تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال خلال مدة لا تتجاوز نهاية عام 2017.
وجدد عباس العهد والقسم أنه لا تنازل عن ثوابتنا الوطنية ولا مساومة عليها، و«ستبقى قضية إطلاق سراح أسيراتنا وأسرانا البواسل همنا الأول وشغلنا الشاغل، فهم الضمير الوطني ورمز التضحية والوحدة والصمود».