وداعاً يا صديق…
إميل إميل لحّود
مات صبحي ياغي. القلب الذي يملك ما يكفي من المحبة ومن الجرأة تخونه الذبحة أحياناً.
مات الصديق الصادق الذي عرفته مقداماً من دون تهوّر، وجريئاً من دون وقاحة ومنفتحاً من دون أن يتخلّى عن مبادئه.
لم يكن صبحي ياغي باحثاً عن مناصب أو أدوار. كان رجل الكواليس، وقلْ كلمتك وامشِ.
كان فاعلاً في حزبه وفي المجتمع، وكم بلغتني أخباره من أصدقاء مشتركين، قبل أن أتعرّف عليه في العام 2005، حين أتت موجة الكذب والنفاق وهرب الجميع، فظهر قربنا كصديق وحليف، تماماً كما وقف الى جانب مدينة بيروت التي عاش فيها وأحبّها وحماها مع رفاقٍ له من موجات التطرّف التي كانت، ولا تزال، تعصف بها.
وكان صبحي ملتزماً الى أقصى الحدّ بحزبه، بل كان مترسّلاً لنشر أفكاره، لا يعرف تعباً ولا يسقط في تجربة ولا يضعف أمام اختبار ولا يتنازل أمام مواجهة.
وحده القلب الذي باغته بضعفه غلب صبحي. فوداعاً يا صديقاً سنفتقدك في عزّ مواجهة المشروع الذي كنت رائداً في التصدّي له، من حقد «الإسرائيلي» الغاصب لفلسطين، إلى إرهاب التكفير الذي يشكّل نقيضاً لعقيدتك وعقلك المنفتح، ناهيك بتهاون بعض العرب، كي لا نقول تآمرهم…
عساك تلاقي زعيمك اليوم، وعساك تنال الخلود في وجدان من عرفك فأحبّك، كما نال الخلود في وجدان رسله، وقد كنت من المميّزين بينهم.
رحمة الله لك والصبر لعائلتك والتعزية لحزبك.
نائب سابق