مسيرات واعتصامات في ذكرى النكبة: التمسّك بحقّ العودة وتحرير فلسطين
أحيت الفصائل الفلسطينية الذكرى السابعة والستين لنكبة فلسطين، باعتصامات ومسيرات، كما صدرت بيانات أكدت التمسك بحقّ العودة وتحرير فلسطين من الصهاينة المغتصبين.
وفي هذا الإطار، نظمت الجبهة الديمقراطية الذكرى في بلدة مارون الراس عند الحدود للبنانية – الفلسطينية، مسيرة جماهيرية انطلقت من مدخل البلدة باتجاه المنطقة المقابلة للنصب التذكاري حيث سقط عدد من الشهداء في انتفاضة اللاجئين عام 2010.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل كلمة شدّد فيها على «التمسك بحقّ العودة»، مجدّداً الدعوة إلى «مرحلة جديدة من النضال بزج كلّ طاقات الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن القضية والحقوق الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ «بوصلة شعبنا وقواه الوطنية ستبقى باتجاه النضال من أجل الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حقّ العودة ورفضنا لأي محاولة تسعى إلى الزجّ بنا في أتون الصراعات المحلية».
ثم تحدث القيادي في حزب الله أبو وائل زلزلي الذي اعتبر أنّ «رسالة الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة هي التمسّك بالأرض وبالحقوق مهما طال الزمن، ولا بدّ أن يأتي اليوم الذي تحرر فيه هذه الأرض بسواعد وبنادق المقاومين».
كما تحدثت ابتسام أبو سالم باسم المنظمات الجماهيرية، مؤكدة أنه «لا يمكن لأية قوة على وجه الأرض أن تفرض على الشعب الفلسطيني اتفاقات وخيارات لا تلبي حقوقه الوطنية».
وقام وفد من تجمع مؤسسات صيدا، في حضور زلزلي وفيصل، إلى جانب ممثلي المؤسسات، بزراعة شجرة زيتون في ميدان حديقة إيران،»تحية إلى أرواح شهداء 15 أيار 2010، الذين سقطوا في المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على الشريط الشائك في بلدة مارون الراس، خلال إحياء ذكرى النكبة».
ووضع المشاركون إلى جانب الشجرة، لوحة رخامية بأسماء الشهداء الستة.
وفي المناسبة عينها، نظم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني اعتصاماً أمام مقرّ الأمم المتحدة في وسط بيروت، بمشاركة ممثلين عن المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية وعدد من الأطفال والفرق التي جسدت مشهدية النكبة في صورة رمزية تحاكي معاناة الشعب الفلسطيني.
وتحدث خلال الاعتصام عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سامر مناع الذي أكد أنّ «الأمل هو بشباب فلسطين الذي أثبت أنه قادر على فعل الكثير وهو أكثر تمسكاً بحقوقه الوطنية وبحقّ العودة».
كما تحدثت عضو قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني زهراء حجازية التي اعتبرت «أنّ القضية الفلسطينية تستحق أن تحظى بدعم كلّ شعوبنا العربية بديلاً للصراعات الجانبية».
وألقى كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني عضو قيادة الاتحاد ربيع قطب الذي دعا «منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل أماكن تواجده، إلى إعادة الاعتبار لمكانة فلسطينيي الشتات ومتابعة قضاياهم الوطنية وهمومهم المحلية».
وفي مخيم الجليل في بعلبك، نظمت حركة «الجهاد الإسلامي» مسيرة بعد صلاة الجمعة، بمشاركة الفصائل الفلسطينية. ورفع المشاركون شعارات العودة وصور المجازر التي ارتكبها العدو «الإسرائيلي» في فلسطين.
وأكد مسؤول الجهاد في المخيم عطا سحويل أنّ «الشعب الفلسطيني الذي اختار الجهاد والمقاومة طريقاً للعودة، مطلوب منه اليوم تعزيز الوحدة الوطنية، على أساس التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بها، وأبرزها حقّ العودة إلى فلسطين وعدم المساس بالمقدسات».
من جهة أخرى، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن:» في ذكرى نكبة فلسطين، يلازمنا القلق على مصير القضية الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى يبقى الأمل بتحرك عربي مشترك للارتقاء إلى مستوى التحديات المصيرية التي تجابهنا، ولإبقاء راية قضية الحق فلسطين مرفوعة في جميع المحافل العربية والدولية»، متوجهاً «إلى الفلسطينيين أنفسهم ألا يسمحوا لخلافاتهم الداخلية أو لتداعيات الأوضاع العربية بتضييع هدفهم الأساس ألا وهو مواجهة الاحتلال الغاشم وارتكاباته، والحفاظ على روح المقاومة في وجهه حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وذكّر حزب شبيبة لبنان العربي «في هذه المناسبة الحزينة، الرأي العام الوطني بالأبعاد الإنسانية والأخلاقية لهذه القضية وأن يضع الصراع في إطاره الحقيقي كصراع بين حق وباطل، طرفه الأول العرب والمسلمون وأنصار الحرية في العالم، وطرفه الثاني الصهيونية العالمية ودعاة الاستعمار والامبريالية الغربية».
وأضاف الحزب في بيان:»هي مناسبة أيضاً لنعلن وبكل حزم ووضوح انحيازنا الفطري ودعمنا المبدئي لمشروع المقاومة والممانعة في وجه مشروع ذي وجهين قبيحين، في فلسطين احتلال صهيوني خبيث، وفي أمتنا سرطان تكفيري مجرم، ولنجدّد دعوتنا إلى توحيد الجهود ورَصِّ الصفوف لمواجهته، ورفضنا القاطع لدعوات الفتنة الطائفية والمذهبية التي يروج لها إعلام الرجعية العربية البائس».
وفي المناسبة أيضاً، أصدرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان «شاهد» بياناً، طالبت المجتمع الدولي بـ«ضرورة العمل الجاد لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث أن لا إمكانية لتحقيق السلام من دون المحافظة على الحقوق الفلسطينية كاملة، وعلى رأسها حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948».
ودعت الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً في لبنان إلى «ضرورة احترام حقوق الإنسان الفلسطينيين، وتسوية وضع اللاجئين الفلسطينيين من سورية».
وحيا الأمين العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة يحيى غدار «شعب فلسطين ومقاومته الباسلة والشعب العربي والإسلامي المقاوم على مساحة الأمة والذي أمامه الآن لحظة امتحان تاريخي حيث المخاطر محك الاختبار الذي أثبت أنّ فلسطين وأي بلد عربي غير قادر بمفرده على مواجهة المشروع الصهيوإمبريالي ومقاوليه الرجعيين والارهاب على أنواعه بتشكيلاته الإجرامية، ما يستدعي خطة طريق بفرض رسم استراتيجية ممانعة ومقاومة تؤكد تجميع وتنسيق موارد القوى العربية والإسلامية، تحقيقاً لقيامة الأمة من كوابيسها وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر».
ودعا «التجمع الوطني الديمقراطي في لبنان»، إلى «أوسع حالة التفاف شعبي لبناني وسوري حول المقاومة والجيشين السوري واللبناني حتى استئصال بؤر الارهاب التكفيري القاعدي».
وشدّد، في ذكرى النكبة، على «ضرورة توحد الفلسطينيين حول خيار المقاومة طريقاً أوحد لتحرير فلسطين وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».