حوار الرياض… مخرج «كامب ديفيد» بعد فشل العدوان السعودي على اليمن
ناديا شحادة وتوفيق المحمود
في ظل التصعيد العسكري الذي شهدته الساحة اليمنية جراء الحرب السعودية على الشعب اليمني والذي كانت بدايته في 26 من آذار من العام الحالي بحجة اعادة الشرعية، وفي ظل استمرار المملكة السعودية في ارتكاب مجازر بحق اليمنيين وتصعيدها للأعمال العسكرية بعد فشلها في تحقيق الاهداف المعلنة والغير معلنة جراء هذه الحرب، أجرت الولايات المتحدة الاميركية مشاورات عاجلة لعقد هدنه انسانية من خلال ارسال وزير خارجيتها جون كيري الى الرياض، حيث عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وتم الاتفاق على الدخول في هدنة انسانية تستمر مدة خمسة ايام للسماح بإغاثة الشعب اليمني، ولكن على رغم الإعلان عن الهدنة لم تلتزم السعودية بذلك، بل استكملت عدوانها بحجة عدم التزام الجيش اليمني واللجان الشعبية فقد دعت الأمم المتحدة السعودية إلى تخفيف نظام تفتيش السفن والطائرات القادمة إلى اليمن وذلك لتسريع وصول المساعدات الانسانية وتصاعدت التحذيرات الأممية من إعاقة إيصال المساعدات الانسانية مع استمرار القتال والمناوشات في مناطق يمنية عدة من بينها عدن وتعز على رغم الهدنة، وأكد الناطق باسم الجيش اليمني العقيد شرف لقمان أن الهدنة تمثل عقداً واجب التنفيذ، مشدداً على ضرورة التزام الجميع بما تم الاتفاق عليه.
وبعد ان اثبتت المملكة السعودية فشلها في اليمن فالواقع الميداني اكبر دليل على الفشل الذريع الذي لحق بها، ومع تفاقم الازمة الانسانية ازدادت الاصوات الدولية والاقليمية للمطالبة باستئناف الحوار والدعوة لحل الازمة اليمنية سياسياً، وأكد ذلك وزير الخارجية الاميركية جون كيري في 25 من نيسان من العام الحالي، وان التوصل لحل سياسي بات امراً ضرورياً وان الاطراف اليمنية مستعدة للعودة الى طاولة الحوار.
مع استمرار دعوة الولايات المتحدة الى عودة الاطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار وبعد اللقاء الذي تم بين الرئيس الاميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في 14 من الشهر الجاري في منتجع كامب ديفيد، تلك القمة التي شكلت أهمية استثنائية في مسار العلاقات بين الطرفين الاميركي والخليجي التي تتسم بأبعاد استراتيجية، جاء موقف القمة من الازمات الاقليمية وعلى رأسها اليمن متوافقاً مع الطروحات السابقة التي تقوم على أساس تفعيل الحل السياسي القائم وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني السابق، فقد انطلق مؤتمر الرياض للقوى السياسية اليمنية أمس بمشاركة الاطراف السياسية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وحوالى 400 مندوب وبعض الاحزاب السياسية اليمنية التي رحبت بهذا العدوان في محاولة سعودية لإيجاد مخرج من تورطها العسكري وللامساك مجدداً بالقرار اليمني، ولكن هذا المؤتمر يعقد في غياب قوى سياسية يمنية أساسية في مقدمها حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحركة انصار الله التي تعد رقماً صعباً في الحسابات السياسية اليمنية، وقد أكدت الحركة رفضها إجراء الحوار خارج الاراضي اليمنية من خلال العديد من تصريحات المتحدث باسمها محمد عبد السلام، معتبراً ان الرياض لم تعد طرفاً نزيهاً في الأزمة اليمنية فهي طرف يدعم التكفيريين و«القاعدة» والعناصر الاجرامية، إضافة الى تأكيد القيادي محمد البخيتي في 5 أيار رفض الحركة مؤتمر حوار الرياض لحل الازمة اليمنية. وطالبت الحركة بنقل الحوار الى جنيف.
فبعد جلسات العمل المغلقة في منتجع «كامب ديفيد» الرئاسي في ميريلاند والصورة التذكارية، حاول أوباما تبديد هواجس وتخوفات الخليجيين من إيران، دافعاً بهم إلى القبول بالاتفاق النووي كأمر واقع قائم إلى جانب ضمان أمنهم، وأكد اوباما أن الولايات المتحدة والحلفاء الخليجيين يتفقون على أن إبرام اتفاق نووي مع إيران يخدم مصالحهم الأمنية وأن واشنطن ستضمن تسريع نقل السلاح الى دول الخليج وهذا ما أكده الأمير القطري تميم أن جميع دول مجلس التعاون ترحب بالاتفاق مع إيران، وتأمل دول المجلس في أن يكون عامل استقرار في المنطقة. فبعدما كسر اليمنيون الخط الاحمر الذي لطالما كرسته السعودية التي تعتبر اليمن ولاية تابعة لها، سعت السعودية لإعادة شعبها الى بيت الطاعة بعد إصابتها بالهستيريا نتيجة تحسسها بأن اليمن اخذ يتحرر من هيمنتها، حيث سلكت جميع الطرق لإخضاعه عسكرياً ولكن النتيجة كانت الفشل، فهي الآن تسعى الى الحل السياسي في مؤتمر الرياض بغياب اهم مكون سياسي في اليمن. يبقى السؤال هل سيتم سحب اليد السعودية من اليمن ام ستستمر في حربها وبسياستها الفاشلة ضد الشعب اليمني؟