بعد كيري نولاند في موسكو لبحث الملف الأوكراني
وصلت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأورو آسيا فيكتوريا نولاند الى موسكو صباح أمس في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها مسؤولين روساً رفيعي المستوى لبحث الخطوات اللاحقة حول تطبيق «اتفاقات مينسك» لتسوية الأزمة الأوكرانية.
و أكد نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين إن موسكو تعول على أن تناقش مع فيكتوريا نولاند مسألة إجراء حوار بين كييف ودونيتسك ولوغانسك، وقال: «نبحث عملية التسوية وقبل كل شيء تنفيذ اتفاقات مينسك وإقامة حوار بين كييف ودونيتسك ولوغانسك».
وأفاد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في وقت سابق بأنه سيلتقي هو وكاراسين مع نولاند اليوم بوزارة الخارجية الروسية، مضيفاً أن الجانبين سيناقشان خلال المشاورات العلاقات الأميركية – الروسية والوضع في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية من جانبها، إن نولاند ستبحث في موسكو العلاقات الثنائية و«تلتقي ممثلين عن المجتمع المدني».
وأضافت نولاند خلال زيارة للعاصمة الاوكرانية كييف أن «شعب الولايات المتحدة يقف الى جانب الشعب الأوكراني في سعيه إلى إقامة دولة ديمقراطية مستقرة، وأوروبية مزدهرة».
وأضافت إنها التقت خلال ثلاثة أيام في كييف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، ورئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك ورئيس الرادا البرلمان فلاديمير غرويسمان، ووزراء الخارجية بافيل كليمكين، والداخلية أرسين أفاكوف، والمالية ناتاليا ياريسكو، فضلاً عن برلمانيين وعمدة كييف فيتالي كليتشكو وزعماء المعارضة وممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأشارت المسؤولة الاميركية قبل مغادرتها الى أنه «تم خلال هذه اللقاءات بحث المسائل المتعلقة بإصلاح أوكرانيا والإصلاح الدستوري واللامركزية»، مؤكدة: «أغادر بشعور متفائل كوني أرى أنكم تعملون بجد في هذه الأوقات الصعبة. بغض النظر عن إشكالية الإصلاحات فإنكم تعملون على إقامة أوكرانيا الأوروبية الديمقراطية الجديدة».
وتأتي زيارة نولاند إلى موسكو عقب زيارة رئيسها المباشر، وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى مدينة سوتشي الروسية، والتي جاءت بعد قطيعة دامت عامين لروسيا، حيث أكد تمسك بلاده باتفاقات مينسك كطريق رئيسي نحو السلام في أوكرانيا، وحذر ضمنياً الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو من مغبة شن أي عملية عسكرية في جنوب شرقي البلاد، وذلك في معرض رده على سؤال حول موقفه من إعلان بوروشينكو عن نية كييف استعادة السيطرة على مطار دونيتسك بالقوة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أعلن في وقت سابق أنه لم تحصل هناك بعد تغييرات في السياسة الأميركية حول الملف الأوكراني، وأنه لا ضرورة لانضمام واشنطن الى «رباعية النورماندي».
وقال رداً على سؤال حول حدوث تغييرات في موقف الولايات المتحدة حالياً «صراحة لا أرى أية تغييرات كافية في اللهجة»، و وأضاف: «نستخدم بالطبع أي اتصال بالزملاء الأميركيين لدفعهم إلى الامتناع عن الخطاب المدمر، والأهم إلى تصحيح سياستهم إزاء الوضع الأوكراني، ومن المبالغة قول إنه تم التوصل إلى النتائج المرجوة هنا، يجب علينا العمل بنشاط أكبر».
وفي ما يخص كييف، قال الدبلوماسي الروسي إن «موقفنا ينبع من ضرورة إدخال كييف، من أجل الاستقرار والتسوية، في حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك، والامتناع حتماً عن أية محاولات لزعزعة الاستقرار، وسندفع منطقنا هذا قدماً».
وتابع قائلاً: «عندما نلحظ تغييرات في الأفعال مثل ما لحظناها في اللهجة الواقعية للإدارة الأميركية فمن الممكن الحديث حينئذ عن شيء محدد أكثر».
كما لفت ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة تبدي اهتماماً ليس إزاء «إطار النورماندي» روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا فحسب، بل وبخصوص مجموعة الاتصال لتسوية الأزمة في أوكرانيا «وقد قضيت الكثير من الوقت أدرس التصريحات وأحلل ما يقال لنا خلال الاتصالات معنا وممثلينا وراء الأبواب المغلقة، وقد سجلت منذ زمن بعيد سعي الجانب الأميركي للانضمام إلى العمل في هذه المجموعة النورماندي والاتصال ، لكننا لا نرى سبباً ومعنى لذلك».
جاء ذلك في وقت رصدت استخبارات «جمهورية دونيتسك الشعبية» تحركات لراجمات صواريخ ودبابات للقوات الأوكرانية باتجاه الخط الفاصل جنوب شرقي أوكرانيا.
وأعلن إدوارد باسورين، الناطق باسم قوات الجمهورية المعلنة من طرف واحد أمس أن « استخبارات الجمهورية رصدت تحركات لـ 15 منظومة من صواريخ «غراد» و«أوراغان» بالإضافة إلى نقل دبابات على حاملات شحن من جانب كراماتورسك» باتجاه الخط الفاصل.
وكانت استخبارات الجمهورية كشفت خططاً لأجهزة الأمن الأوكرانية لارتكاب سلسلة أعمال إرهابية في دونباس قبل عقد قمة الاتحاد الأوروبي في ريغا في 21 أيار.
وقال باسورين في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي إنه «حسب معطيات استخباراتنا، فإن أجهزة الأمن الأوكرانية أقدمت، اعتباراً من اليوم، على تنفيذ خطة لإجراء سلسلة أعمال إرهابية بهدف اتهامنا بعد ذلك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية».