«داعش» يسيطر على الرمادي… و«إسرائيل» تنعى القلمون نصر الله المنتصر يفتح باباً للرئاسة من مبادرة عون

كتب المحرر السياسي:

المنطقة تعيش الرقص على صفيح ساخن، ووجهة المحورين الدوليين الإقليميين اللذين تواجها في حربي سورية والعراق وتالياً في حرب اليمن، ومن ثم في حرب القلمون، لم تتحوّل إلى وجهة تسويات من جهة وتعاون في وجه الإرهاب من جهة مقابلة، كما يفترض أن ترتسم صورة المنطقة وفقاً للبيانات الأميركية.

لا تزال المواجهة مستمرة، ولا يزال الإرهاب أداة مشروعة أميركياً لحلفائها، ففروع «القاعدة» بتسمياتها المختلفة لا تزال هي الجيش الذي يقاتل بالوكالة عن حلفاء أميركا، خصوصاً المحور السعودي الفرنسي القطري التركي «الإسرائيلي».

في اليمن وجسر الشغور وإدلب والرمادي والقلمون، «القاعدة»، بنسختها الجديدة «داعش» أو بنسختها الأصلية «النصرة» أو باسمها المباشر كما في اليمن.

فيما تسقط القلمون ببعدها الاستراتيجي بيد حلف الجيش السوري والمقاومة، وتنطلق التحليلات «الإسرائيلية» للتحدث عن حسم هذا البعد بمجرّد قطع الكتلة المقاتلة الرئيسية لـ«جبهة النصرة» عن الجنوب، الممتد من الزبداني وصولاً للمصنع وانتهاء بالقنيطرة، تعتبر «إسرائيل» أن هذا القطع هو القيمة الاستراتيجية لحرب القلمون وما تبقى على رغم انه أكبر وأوسع فهو بعد سوري لبناني خالص، كما قالت «القناة الإسرائيلية العاشرة»، التي خصصت حلقة لحرب القلمون وصفت فيها ما يجري بالمواجهة الفاصلة بين «جبهة النصرة» و«داعش» بوجه حزب الله، المواجهة التي تقرر مصير الفريقين بين منتصر ومهزوم، ومعهما تقرر مصير الحزام الأمني في الجولان، ومصير أمن دمشق وريفها، وخلصت للقول أن الرئيسي في هذه الحرب قد حسم لمصلحة حزب الله.

جاء الرد على التغيير بالتوازنات الذي أحدثته حرب القلمون والذي ترجمه الجيش السوري بحسم سريع لخرق «داعش» في مدينة تدمر وصحرائها، فقام تنظيم «داعش» بدخول الرمادي بدعم وتحريض من تركيا، التي لا تزال تجمع أوراقها لتقرر صرفها لاحقاً في المواجهات أو المفاوضات المقبلة.

في اليمن تواصل «القاعدة» القتال، وتخسر المزيد من جبهات القتال خصوصاً في تعز، بينما يعقد الفريق السعودي اليمني مؤتمراً مبتوراً للحوار في الرياض، يغيب عنه الحوثيون وحلفاؤهم أي الخصم المقابل في الحرب، وما وصفه السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بالحوار الذي لا ينتج شيئاً، بينما بدأ المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد مساعيه لتمديد هدنة الأيام الخمسة لخمسة أخرى بانتظار نهاية مؤتمر الرياض ليبدأ التحضير لمؤتمر جنيف.

في هذا المناخ من خلط الأوراق، كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مكرسة لشرح أبعاد ومعاني نصر القلمون، وفتح الباب لمعركة مفتوحة يبدو أنها ستتواصل فصولاً في الامتدادات الجغرافية التي تتصل بلبنان في جرود عرسال وتتصل بسورية في صحراء حمص وريف دمشق.

فتح السيد نصرالله ملف الانتخابات الرئاسية، ملقياً الضوء على قدر عال من التبني لمبادرة العماد ميشال عون، التي تضمنت مجموعة مقترحات، بديلة عن التوافق المستحيل، والذي يبدو أنه غير قابل للحلحلة، ومنها الانتخابات النيابية كطريق لانتخابات رئاسية.

من موقعه في حرب القلمون يدعو نصرالله لمقاربة مختلفة للشأن الرئاسي، مغلقاً الباب على التفكير بحلول عنوانها تعب الانتظار، ليقول لمن تعب من الانتظار، لا جدوى من مزيد من الانتظار وتعالوا نبحث عن حل غير الانتظار، وغير البحث عن رئيس وسطي، فالمفردتان لهما معنى واحد، تعالوا نبحث آلية دستورية ديمقراطية تخرجنا من المأزق.

الانتصار الاستراتيجي لمعركة القلمون

عكس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الانتصار الاستراتيجي لمعركة القلمون، على الوضع اللبناني والسوري على حد سواء فضلاً عن تأثيره على مجمل الصراع الصهيو أميركي. وتحدث السيد نصر الله عن مسؤولية الدولة في تنظيف وتطهير عرسال من الإرهابيين وإلا يتولى الشعب ذلك. أما في الملف الداخلي، فأظهر خطاب السيد نصر الله حجم تأييد حزب الله لمواقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الملف الرئاسي، مرتباً مسؤولية إضافية على العماد عون في إدارة الملف الداخلي.

وأشار السيد نصر الله إلى أنه طالما أن المسلحين موجودون في جرود عرسال والمناطق المتبقية من القلمون لن يتحقق الأمان بالكامل، منتقداً قيام قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها بالدفاع عن الإرهابيين الذين قتلوا جنوداً من الجيش اللبناني وخطفوا جنوداً من الجيش اللبناني ويقصفون ويعتدون على مواقع الجيش ويخطفون من أبناء عرسال ويقتلونهم ويعتدون على أبناء العائلات في بعلبك الهرمل وأدخلوا سيارات مفخخة إلى لبنان ونفذوا تفجيرات إرهابية في لبنان ويحتلون أكثر من 300 كلم من جرود عرسال.

وقال: «من حق اللبنانيين ومن حق كل البقاعيين وبالأخص أبناء بعلبك الهرمل أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون في جرودهم إرهابي واحد وأن لا يعيشوا بجوار لا «النصرة» ولا «داعش»، وهذا اليوم سوف يأتي وإذا الدولة لن تتحمل مسؤوليتها فهذا الشعب سوف يتحمل مسؤوليته ولن تمنعهم خطوط حمراء من ذلك، مشيراً إلى أننا في معركة مفتوحة في الزمان والمكان والمراحل مع الإرهابيين وإذا لم تتحمل الدولة مسؤوليتها فأهل البقاع سيقومون بذلك».

ونوّه السيد نصر الله إلى أنه في معركة القلمون اختلطت الدماء اللبنانية والسورية دفاعاً عن الأمة في وجه المشروع التكفيري، مشدداً في الوقت نفسه على «أننا لم نكن نريد توريط الجيش اللبناني في المعركة ونحن حريصون على دماء كل عسكري».

لأخذ ما طرحه عون بجدية عالية

وفي الشأن الرئاسي، دعا السيد نصر الله إلى أخذ ما طرحه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بجدية عالية وأن نبحث عن طريقة لانتخاب الرئيس فلا مصلحة لأحد بفراغ رئاسي في لبنان، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظار الخارج لن يؤدي إلى انتخاب رئيس وحصل رهان على الحوارات التي حصلت ولم نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية وحصل رهان على حوار حزب الله والمستقبل ونحن أكدنا جاهزيتنا لكن هذا الموضوع يبحث مع العماد عون».

لن يكون للإرهابيين ملاذ آمن في عرسال

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الأمور في منطقة عرسال لم تدخل في الثلاجة، ولن يكون للإرهابيين ملاذ آمن في عرسال، خصوصاً أنه بات معلوماً أن جزءاً من هؤلاء الإرهابيين لجأ إلى عرسال وجرودها متحصناً بأمرين: الأول التزام الجيش المعلن على لسان قيادييه بعدم الاشتراك في معركة القلمون وعدم مواجهة الإرهابيين. والثاني الحالة الطائفية والمذهبية التي يقودها تيار المستقبل لمنع حزب الله من التطهير ولمنع الجيش من متابعة العمل، لكن ذلك يبدو أنه خطأ في حسابات لأن المنطقة لا تحتمل جزيرة إرهابية. وإذ سألت المصادر من الذي يضمن من السياسيين في لبنان عدم استئناف الإرهابيين أعمالهم ضد القرى والأحياء السكنية في لبنان، أشارت إلى «أن أحداً لن يجرؤ على هذا التعهد، بالتالي حزب الله لن يتقبل الجزيرة الإرهابية».

ولفتت المصادر إلى «أن موضوع عرسال سيعالج، وأن حزب الله أعطى الدولة اللبنانية مهلة غير مفتوحة لمعالجة الأوضاع في عرسال وجرودها، فإن عالجت تكون قد قامت بواجبها الملزمة به، وإن لم تعالج فلا يلومن أحد حزب الله إذا غادر للعمل دفاعاً عن لبنان وأمن المواطنين».

وشددت المصادر على «أن القرار في معالجة الأوضاع في عرسال وجرودها نهائي لا رجعة عنه، كما كان القرار في معركة القلمون».

حوار المستقبل حزب الله في سياق الجلسات السابقة

وتعقد جلسة جديدة من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل غداً الثلاثاء في عين التينة، ستكون في السياق نفسه الذي تجرى فيه الجلسات السابقة لجهة التأكيد على تخفيف الاحتقان المذهبي، وتفعيل عمل المؤسسات، والوضع الأمني. وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنه كما فشلت الحرب التهويلية التي قادها تيار المستقبل قبل جلسة الحوار السابقة لثني حزب الله عن معركة القلمون، فإن معالجة وضع عرسال بما يريح الوضع اللبناني، سيكون من دون التوقف عند الحرب التهويلية بنسختها المستقبلية الجديدة، لا سيما أن حزب الله كما تقول المصادر لن يبادر إلى هذه المعركة إلا إذا أظهرت الدولة عجزها وتقاعست عن واجبها». وكانت مصادر قيادية في تيار المستقبل أكدت لـ«البناء» «أن تيار المستقبل في الحوار الأمني مع حزب الله أعلن أن لا خيار إلا خيار أن تسلم كل القدرات الأمنية التي لها علاقة بالأوضاع الأمنية إلى الجيش اللبناني»، مهددة بأن مشاركة حزب الله في الحرب ضد المسلحين في عرسال من شأنه أن يؤدي إلى أسوأ من نسق الحوار».

توقيف سوري في بر الياس لانتمائه إلى مجموعات إرهابية

وأحبط الجيش اللبناني مساء أمس محاولة تسلل في وادي حميد وحقق إصابات في صفوف المسلحين. وأوقفت دورية من مديرية المخابرات أول من أمس في محلة بر الياس، السوري يعرب عبد العزيز الفرج الملقب بـــ يعرب أبو جبل ، والمطلوب لانتمائه إلى مجموعات إرهابية، ولمشاركته بالقتال في صفوفها. وكان الموقوف قد انتقل من عرسال إلى أحد المخيمات في البقاع مستعملاً هوية مزوّرة باسم أحد السوريين الموجودين حالياً في عرسال.

وقد اعترف المدعو الفرج بانتمائه إلى كتائب الفاروق ومجموعة الإرهابي أحمد زكريا سيف الدين، واشتراكه مع آخرين بتشكيل مجموعة مسلّحة قامت بعمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية.

كما اعترف بقيامه بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة لمصلحة المسلحين في جرود عرسال، وبتعاطي الحبوب المخدّرة وتجارتها، وبأنه يحظى بحماية أحد رجال الدين الذي أمّن له مسكناً وعملاً في إحدى الجمعيات في محلة بر الياس وقدّم له الرعاية والمساعدة اللوجستية.

وتستمر التحقيقات مع الموقوف بإشراف القضاء المختص لكشف العمليات التي كان يخطط لها في الداخل اللبناني، كما تجري ملاحقة المتورّطين معه.

ولايتي في لبنان

من ناحية أخرى يبدأ علي أكبر ولايتي مستشار السيد علي الخامنئي، زيارة رسمية للبنان اليوم، يلتقي خلالها رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام، وعدداً من الشخصيات.

التغيير والإصلاح يبدأ جولات اليوم على القيادات السياسية

وتبدأ وفود من تكتل التغيير والإصلاح اليوم جولة على القيادات السياسية لتقديم رؤية رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون للحل والتي وردت في مؤتمره الصحافي الأخير. وعلمت «البناء» أن الجولة هي لوضع القيادات السياسية في أجواء مبادرة الجنرال عون وحيثياتها، ومدى التجاوب معها ومجال اللقاء على قواسم مشتركة، لا سيما أن المرحلة خطيرة، وهي ليست صراع سلطة إنما مسألة كيانية. وستسلم الوفود القيادات السياسية مذكرة عبارة عن المبادرة التي تقدم بها الجنرال.

ويزور اليوم وفد يترأسه أمين سر «التكتل» النائب إبراهيم كنعان ويضم النواب ألان عون، فريد الخازن، نعمة الله أبي نصر وسليم سلهب، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب القوات سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل. على «أن يجول غداً وفد يضم النواب نبيل نقولا عباس هاشم فادي الأعور زياد أسود اميل رحمة وناجي غاريوس على رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية وحزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ويلتقي وفد آخر يضم النواب ألان عون، حكمت ديب، ناجي غاريوس، وإدغار معلوف الأربعاء، تيار المستقبل، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط. ويزور وفد يضم النواب نبيل نقولا، اميل رحمة، إدغار معلوف ناجي غاريوس رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، والأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان، وحزب البعث.

الموازنة تعترضها العديد من العقبات

حكومياَ، تعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم في السراي الحكومية لمتابعة البحث في ملف موازنة عام 2015. وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ «البناء» «أن جلسة اليوم محصورة بمناقشة الموازنة التي يبدو حتى الآن أنها غير مسهلة وتعترضها العديد من العقبات، منها قطع الحساب وسلسلة الرتب والرواتب وأي ضرائب ستضاف والمشاريع القديمة الجديدة والإنماء المتوازن وتمويل المحكمة الدولية». وأشار إلى «إمكانية حصول تقدم إيجابي في الجلسة إلا أن حسم الموضوع يتطلب عدة جلسات».

فيما أشار وزير البيئة محمد المشنوق لـ«البناء» إلى «أن البحث سيتطرق إلى الفصل المتعلق بالأحكام الأساسية بالنسبة للواردات، لافتاً إلى أن الأمور تسير في شكل جيد حتى الآن وأن ما نسمعه في شأن الموازنة هو كلام سياسي ولم يتم الغوص في صلب الموازنة وتفاصيلها التي تتطلب جلسات عدة كموضوع السلسلة وتمويل المحكمة الدولية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى