آل سعود… تكنولوجيا متخلفة وأجنحة متطرفة

ناديا شحادة وفاديا مطر

منذ بدأت الحرب التي تقودها السعودية ضد الشعب اليمني في 26 آذار من العام الحالي، لم يعد يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي. وسط هذا القصف العنيف تزايدت معاناة المواطن اليمني الذي كان أصلاً ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والسبب الأكبر في معاناته المملكة السعودية، فبعد ازدياد معاناة الشعب اليمني دخلت الاطراف المتصارعة في هدنة انسانية مدتها 5 ايام بهدف ايصال الأغذية والمؤن الى ملايين اليمنيين المحاصرين منذ بداية الغارات الجوية، تلك الهدنة التي انتهت مساء الاحد، والتي شهدت بعض الخروقات، حيث أكد مصدر عسكري في الجيش اليمني ان قوات التحالف الذي تقوده السعودية والمسلحين المواليين لرئيس عبد ربه منصور هادي ارتكبوا 269 خرقاً خلال فترة الهدنة، ولكن ما يؤكد عليه المتابعون للشأن اليمني انه برغم الخروقات التي شهدتها تلك المدة والتصعيد في قصف طيران التحالف لبعض المدن اليمنية فإنه سيتم تمديد الهدنة، وما يؤكد ذلك اصرار بعض الدول الإقليمية على تمديدها إضافة الى دعوة مبعوث الأمم المتحدة لليمن لتمديد الهدنة لمدة خمسة ايام أخرى على الأقل، مناشداً الاطراف المتصارعة كافة الى تجديد التزامها بتلك الهدنة وذلك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار اليمني الذي انطلق أول من أمس في الرياض.

يؤكد المتابعون ان الحرب اليمنية تشهد ايامها الأخيرة، فهي عملياً انتهت وما نشهده من تصعيد اليوم من قبل السعودية في غاراتها على مناطق عدة في صعدة شمال البلاد وقصف بعض المدن في عدن في جنوب البلاد، هذا التصعيد ما هو إلا محاولة من الأخيرة لزيادة الضغوطات عليها لوقف الحرب، ومع دخول السفينة الايرانية «إيران شاهد» والتي تحمل المساعدات الغذائية والمواد الطبية الى خليج عدن من دون المساس بها او اعتراضها وستصل ميناء الحديدة اليمني في 21 من الشهر الجاري برعاية الامم المتحدة، حيث كان الايرانيون وعلى أعلى المستويات هددوا أنهم لن يسمحوا بأي مس بهذه السفينة وأرسلوا سفناً حربية لمرافقتها دعماً لموقفهم هذا، حيث حذرت وزارة الدفاع الايرانية في بيان لها يوم 14 من أيار من عرقلة مسار ارسال المساعدات الايرانية الى اليمن، مؤكدة ان السعودية والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية تداعيات اية خطورة استفزازية في مسار ايصال المساعدات الايرانية. فما على الاطراف المعنية إلا أن تأخذ هذه التهديدات بجدية اذا ارادت تجنب الحرب، فالايرانيون ليسوا الحوثيين ولا الرئيس علي عبد الله صالح وقواته، وما قامت به السعودية بحصار الموانئ اليمنية وإغلاقها في وجه المساعدات الانسانية ليس تصرفاً حكيماً، وربما كانت تحاول استفزاز ايران التي لديها دور ايجابي يمكن ان تلعبه من اجل انهاء الأزمة في اليمن وهذا ما أكده المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة استيفان دوغريك مؤكداً ان رسالتنا واضحة الى السعودية ومفادها وقف العنف.

فمع انتهاء المهلة الانسانية التي خصصت لتمرير المساعدات الغذائية ومع توجه الانظار في الساعات القليلة المقبلة للحظات وصول سفينة المساعدات الايرانية التي يتنظرها الشعب اليمني وما ستحمله الساعات المقبلة بعد انتهاء مدة الهدنة وسط جو من التفاءل حيال المساعي المبذولة من قبل جهات متعددة كايران والامم المتحدة في وقف العدوان السعودي على اليمن، يبقى السؤال هل في المقبل من الأيام سنشهد اعلان هزيمة السعودية ووقفها القصف الجوي نهائياً ضد الشعب اليمني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى