موسكو: تحسين العلاقات مع واشنطن ممكن لكن الموقف الأميركي لا يساعد
أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا تستبعد تحسين العلاقات مع واشنطن، مضيفاً في الوقت ذاته أن موقف الولايات المتحدة لم يساعد بعد في تحقيق ذلك.
وقال ريابكوف إنه أعرب عن عدم ارتياح موسكو لحالة العلاقات الروسية ـ الأميركية أثناء محادثاته مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأوراسيا فيكتوريا نولاند في موسكو أمس.
وأكد المسؤول الروسي أن موسكو شعرت باهتمام واشنطن بالحوار ، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم وجود أية أوهام لدى الجانب الروسي بهذا الشأن، مضيفاً أن زيارة الدبلوماسية الأميركية لم تخطط مسبقاً وتأتي نتيجة للنقاش بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في سوتشي، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تبحث نولاند مع نائب وزير الخارجية غريغوري كاراسين الشأن الأوكراني.
وأوضح ريابكوف أن محادثاته مع نولاند ركزت على قضايا عديدة في العلاقات الثنائية، بدءاً من المجال السياسي العسكري وانتهاء بالشؤون الإنسانية، بما في ذلك وضع عدد من المواطنين الروس المعتقلين في الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود مسائل كثيرة عالقة بسبب عدم وجود قنوات للحوار والتعاون بشأن الجوانب التي كان من الممكن إقامة التعاون فيها.
يذكر أن زيارة نولاند الحالية هي الثانية إلى روسيا خلال أسبوع بعد أن زارت سوتشي ضمن الوفد الأميركي برئاسة وزير الخارجية كيري الذي أجرى هناك محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية لافروف.
من جهتها، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن نولاند وصلت إلى روسيا لمناقشة الخطوات اللاحقة لتنفيذ اتفاقات مينسك بعد زيارتها كييف في 14 16 أيار، وكذلك زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى سوتشي ، وأنها ستبحث قضايا العلاقات الثنائية مع مسؤولين روس وستجتمع أيضاً مع ممثلين عن المجتمع المدني.
وكانت نولاند قد أجرت في كييف لقاءين مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك والرئيس بيترو بوروشينكو، وأعلنت بعد زيارتها رغبة الولايات المتحدة في توسيع مشاركتها في ضمان تنفيذ اتفاقات مينسك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول رباعية النورماندي .
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد أعلن قبل تصريحات نولاند أن واشنطن تبدي اهتماماً ليس فقط بالمشاركة في رباعية النورماندي ، بل وكذلك في مجموعة الاتصال الخاص بتسوية الأزمة الأوكرانية.
وقال: قضيت فترة طويلة في دراسة التصريحات والبيانات وما يقال في الاتصالات معنا ومع ممثلينا خلف الأبواب المغلقة. ولاحظت سعي الجانب الأميركي للانضمام إلى العمل في إطار رباعية النورماندي ومجموعة الاتصال ، إلا أننا لا نرى جدوى في ذلك .
وأكد ريابكوف أن لهجة واشنطن بشأن الأزمة الأوكرانية لم تتغير حتى الآن، وأضاف: نحن بطبيعة الحال نستخدم كل اتصال مع زملائنا الأميركيين من أجل تشجيعهم على التخلي عن اللهجة الهدامة، والأهم على تعديل سياستهم بشأن أوكرانيا ، مشيراً إلى أن جهود موسكو في هذا المجال لم تحقق نتائج مطلوبة.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن الموقف الروسي يتمثل في ضرورة أن تقيم كييف حواراً مباشراً مع دونيتسك ولوغانسك وتمتنع عن أية محاولات لزعزعة الوضع بالقوة من أجل تحقيق الاستقرار والتسوية.
وفي سياق متصل، دعا حلف شمال الأطلسي أمس طرفي النزاع الأوكراني إلى تطبيق اتفاقات مينسك وتهيئة الظروف لعمل بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
جاء ذلك على لسان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لدى وصوله لحضور اجتماع مجلس الأمن الأوروبي على مستوى وزراء خارجية دول الاتحاد.
من جهة أخرى قال ألكسندر فيرشبو، نائب أمين عام الناتو خلال كلمة أمام الجمعية البرلمانية في العاصمة المجرية بودابست، إن روسيا قد تواجه عقوبات جديدة وعزلة أكبر في حال فشل اتفاقات مينسك.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في تصريح له أن لا آفاق لمحاولات التلويح بالمواجهة والضغط على روسيا عبر العقوبات.
وقال لافروف إن روسيا بينت، خلال لقاءاتها مع جميع الأطراف المعنية بتطبيق اتفاقات مينسك، إنها ستظل تصر على أمر واحد وهو تنفيذ ما تم التوقيع عليه في وثيقة مينسك الصادرة في 12 شباط بإخلاص ومن دون تهرب.