لافروف: كييف تحاول استبدال الحوار الحقيقي بأطر جديدة
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحكومة الأوكرانية تتهرب من الحوار المباشر من خلال طرح أفكار وصيغ جديدة لم تناقش ولم تقر في اتفاقات مينسك في 12 شباط الماضي.
وأشاد الوزير الروسي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة وزراء مجلس أوروبا في بروكسيل أمس بجهود مجلس أوروبا في إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الأوكرانية، داعياً إلى توسيع تفويض المجلس في شأن التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في ميدان الاستقلال في كييف وفي أوديسا العام الماضي وغيرها من الجرائم.
وأكد لافروف أن الأزمة الأوكرانية أصبحت انعكاساً للمشاكل الأساسية في منظومة الأمن الأوروبي والتي نشأت بسبب عدم تنفيذ الالتزامات بإزالة خطوط الفصل القديمة ومنع ظهور خطوط فصل جديدة.
وأشاد الوزير الروسي بأهمية لجنة الوزراء لمجلس أوروبا لأنها المنظمة الأوروبية الوحيدة التي تقوم على أسس قانونية دولية واضحة وليس على بيانات سياسية، مؤكداً أن بلاده تلاحظ تحقيق «تقدم معين» في إقامة الحوار مع الاتحاد الأوروبي بعد محادثاته مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند والمفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني.
وقال لافروف إن موغيريني أكدت له أن تعاون الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء في برنامج «الشراكة الشرقية» لن يتطور على حساب مصالح روسيا، مشيراً إلى ضرورة أن يهدف التعاون بين الاتحاد الأوروبي و«الشراكة الشرقية» إلى تحقيق انسجام مع عمليات التكامل في شرق أوروبا من دون أية مواجهة.
وأشار إلى وجود تناقضات بهذا الشأن ومحاولات لإظهار الوضع وكأنه «لعبة بمجموع صفري» تؤدي إلى نتائج سلبية، معرباً عن أمله في أن تتحول تصريحات موغيريني إلى خطوات معينة.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستدرس باهتمام إجراءات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى منع الهجرة غير الشرعية من شمال إفريقيا، و«لن تسمح بوجود نقاط غامضة في تفويض محتمل في شأن إجراء عمليات أمنية».
وقال إن مبادرة الاتحاد الأوروبي الخاصة بمنع الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا قضية معقدة، لأنها مرتبطة باللجوء إلى استخدام القوة في حالات معينة.
وتعليقاً على عقد لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قال الوزير الروسي إن موسكو لا تتهرب أبداً من اتصالات مع حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أنه مستعد للقاء ستولتنبرغ الثلاثاء في بروكسيل، وذكّر بأن تجميد العلاقات بين روسيا وحلف «الناتو» جاء بمبادرة من الحلف.
وفي السياق، قال مسؤول في حلف «الناتو» إن «موقف حلف الأطلسي لم يتغير في ما يتعلق بضم روسيا الاتحادية غير القانوني للقرم ولكن قنوات الحوار مفتوحة»، مضيفاً: «أن الحلف سيصر على دعم روسيا لاتفاق مينسك للسلام لتخفيف الصراع في أوكرانيا».
وقال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إنه لا وجود لأي قوات روسية في دونباس شرق أوكرانيا».
وجاءت تصريحات بيسكوف عقب نشر وسائل إعلام أوكرانية فيديو يظهر فيه بعض الأشخاص المحتجزين لدى السلطات الأوكرانية التي تزعم أنهم ينتمون إلى قوات روسية تقاتل إلى جانب قوات الدفاع الشعبي في دونباس.
وكانت أوكرانيا اتهمت روسيا مراراً بدعم قوات الدفاع الشعبي بالعداد والعتاد خلال العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا، لكن روسيا نفت أي تدخل عسكري لها في المنطقة.
ميدانياً، أعلنت الإدارة المحلية لدونيتسك مقتل شخص إثر استئناف القوات الأوكرانية ليلة أول من أمس قصف مناطق متفرقة من المدينة، وبخاصة المطار.
وقالت الإدارة إن «القوات الأوكرانية استأنفت ليلة 19 أيار قصف دونيتسك في شكل مكثف»، وإن «المدينة شهدت ليلة متوترة»، وأضافت: «أن القصف طاول بناء سكنياً من طابقين، ما أسفر عن تدمير سطحه وثلاث شقق في الطابق الثاني ومقتل أحد قاطنيه».
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم المركز المشترك للمراقبة والتنسيق في وقف إطلاق النار زيادة كثافة القصف على منطقة مطار دونيتسك حيث سجل تواجد مكثف للآليات الأوكرانية على الجانب الأوكراني لبلدتي بيسكي وأوبيتنويه.
وأكد أن منطقة المطار تعرضت عشر مرات الليلة الفائتة لقصف من سلاح ثقيل بما فيه الدبابات والمدفعية والهاون عيار 120 ملم والصواريخ، ولم يتوقف إلا عند الواحدة ليلاً.
وأفادت وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك الشعبية» بأن القوات الأوكرانية قصفت نحو 30 مرة، خلال 24 ساعة بلدات ومواقع قوات «الدفاع الشعبي» في دونباس باستخدام المدفعية الثقيلة 6 مرات، والهاون 16 مرة، والدبابات 5 مرات، وراجمات القنابل وأسلحة نارية مرتين.