قل كلمتك وامشِ
قل كلمتك وامشِ
تتميز «البناء» بكثير مما يسميه أهل المهنة بالسبق، فهي أول من تحدث عن رحيل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وترشيح خافيير سولانا وميغيل آنخل موراتينوس مكانه، وأوّل من نشر تقريراً عن إقصاء بندر بن سلطان عن موقعه كرئيس للاستخبارات السعودية، وأوّل من علم بعودته للمملكة من دون أيّ دور سياسيّ أو أمنيّ، وأوّل من رسم خارطة حمص وموعد نهايتها، وأوّل من نشر تقارير صفقات السلاح الفرنسية السعودية إلى لبنان وكشف أسرارها، وأوّل من فضح الشقق المستأجرة للاستخبارات الفرنسية في لبنان واستخداماتها، وأوّل من تداول اسم النائب إميل رحمة كمرشّح محتمل لقوى الثامن من آذار، وأوّل من نشر تقريراً عن المفاوضات السرّية بين إيران والسعودية في مسقط عاصمة سلطنة عمان. لكن يمكن أن يبقى من يقول إن «البناء» غير مهنية لمجرّد أنها تصدر عن حزب عقائدي، ونحن نقول إننا سنبقى نواصل أداء أمانة المهنة والحرص على الوفاء للقضية ونحتكم للناس الذين وحدهم الحكم.
بعض الذين يقولون عن مهنية «البناء» الكثير من التعالي المبني على الجهل، سارعوا للاتصال بسنترال «البناء»، طلباً لرقم هاتف زميل نشر تقريراً متفرّداً عن بلد أجنبيّ تحرص استخباراته على متابعة مصدر التقرير، وكيفية تسرّب المعلومات لـ«البناء». وبلغ عدد المتصلين الراغبين بالحصول على هاتف الزميل الشخصي بداعي الإعجاب والرغبة بالتعرّف، أكثر من نصف دزينة من أسماء تباهي بخيارها السيادي، حتى قال السفير الفرنسي في بيروت: «فشل المتعاملون معنا بجلب المعلومة التي نريدها عن تفاصيل صاحب التقرير وكيفية حصوله على المعلومات».
السفير الأميركي في بيروت يحرص على التحقق من زوّاره قبل التحدّث بما يخرج عن مهمته الدبلوماسية، والكلام المنتقى بدقة، وهو مصدوم بكيفية تسرّب ما قاله عن نصر الأسد في حمص في لحظة انفعال، وقيامنا بنشره على الصفحة الأولى.