هبة محفوض تكتب شعراً تناقضات امرأة عاشقة

اللاذقية ـ ياسمين كروم

تحاول الشاعرة هبة محفوض من خلال ديوانها الشعري الأول «لحبك لون» أن تقدم قصائد وخواطر تعبق برائحة الياسمين الدمشقي وتفاح الساحل ولون البنفسج الجبلي، لتصور تناقضات امرأة عاشقة نقلت أحاسيسها على الورق وبثت مشاعر تفيض بخوالج الأنثى، في اختزال للمشاعر البشرية، فنراها تعشق بجنون أحياناً وبعقلانية أحياناً أخرى.

قالت محفوض خلال حفل توقيع الديوان الذي استضافه مقهى «آرت غاليري» في اللاذقية إنها اختارت قصيدة «لحبك لون» عنواناً للديوان لأن اللون يستطيع تجسيد حالات العاشق المختلفة بشكل كبير وشفاف ويرمز إلى شيء بداخلها لا يمكن لمسه لكنه يعطي البهجة والضوء لكل ما يحيط بها. وأضافت محفوض إن الحب هو العنوان العريض للديوان لأنه الحافز الأساسي للمشاعر على اختلاف أنواعها، مبينة أن قصائد ديوانها الجديد عبارة عن هواجس لا يمكن تصنيفها ضمن إطار أدبي معين، لكنه أسلوب استخدمته الأديبة الكبيرة غادة السمان ويتميز بالتمرد على نسق القصيدة المتعارف عليه وهو يشبه الشاعرة إلى حد كبير. وتابعت قائلة: «اتجهت في قصائدي إلى تصوير الأنثى بمختلف حالاتها، فكل قصيدة تجسد شعوراً معيناً فنراها مرة تستجدي الحبيب، ومرة ثائرة عليه، وتارة ترفضه بجنون من دون إغفال الرجل في القصائد فيظهر عابساً ورومانسياً وغداراً، وهي انفعالات لا نجدها إلاّ في حالة الحب الأمر الذي يعطي تلك الحالة ألقاً وغموضاً في الوقت عينه».

قرأت محفوض قصيدة «مريضة بالذاكرة» التي تصور فيها حالة امرأة عاشقة: «ولا زلت مريضة بالذاكرة… لا زال العطر غارقاً في وسادتي لا زال الباب يرجف… لا زلت أوصيك بأن تخفض صوتك… ولا زالت صديقتي تؤنبني لأنني غرقت بك».

تضيف الشاعرة أن الجمهور الذي انجذب إلى قصائد ديوانها أثنى على قصيدة «لحبك لون» التي تعتبرها القصيدة الأولى والأخيرة في قلبها وتقول فيها: «لون المدينة غارق في الضجيج لون السكارى في شوارع المدينة القديمة يرقصون على هزج أصواتهم». من ناحيته، تحدث فرحان خليل ناقد ومخرج مسرحي عن أهمية السياق التصاعدي الذي اعتمدته الكاتبة في سرد قصائدها، متجنبة الوقوع في تراكم الأخطاء وتكرار المشاهد الشعرية، إذ يرى انسيابية جميلة في عرض الصور الشعرية. وأضاف خليل: «لاحظت في قصائدها استخداماً متميزاً للشعر الحر الحداثوي الذي يشكل انعتاقاً من الأوزان والتفعيلات الشعرية، فالشعر يجسد الانسيابية والجموح، الأمر الذي يجهد الكاتب بشكل كبير. لكن يمكن القول إن التجربة الأولى للشاعرة جيدة ويجب أن ندعمها ونشجعها لتكون حافزاً لأقرانها من الشبّان والشابات المهتمين بالأدب والفن والثقافة».

صدر ديوان «لحبك لون» صادر لدى دار العراب في دمشق ويضم 27 قصيدة كتبتها الشاعرة على مدى عامين، وصمم الغلاف الفنان التشكيلي عمر كيلاني واستوحاه من لوحات عالمية.

الشاعرة هبة محفوض من مواليد جبلة، محافظة اللاذقية، لها عدة نصوص شعرية منشورة في عدة مواقع وصحف مطبوعة وإلكترونية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى