«المستقبل» يصوّب عليها ويعد بدرسها! وميقاتي مع انتخابات رئاسية ثم نيابية
فيما رحّب الرئيس نجيب ميقاتي بأي مبادرة يمكن أن تخرج لبنان من المأزق عبر انتخاب رئيس تحت مظلة اتفاق الطائف، اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة أنّ التعاطي بجدية مع مبادرة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون»ينتج حلولاً»، في حين أقرّ تيار المستقبل والتكتل بوجود خلافات بينهما ولا سيما في موضوع الانتخابات والتعيينات الأمنية مع توافقهما على اتفاق الطائف، لكنّ المستقبل أكد أنّ «ما طرحه العماد عون سيدرس بعناية انطلاقاً من اتفاق الطائف».
وكانت وفود التكتل تابعت جولتها على الكتل النيابة، شارحة مبادرة عون، وقد التقى وفد ضمّ النواب: ابراهيم كنعان، ألان عون، وحكمت ديب، الرئيس ميقاتي في مكتبه في «ستاركو»، في حضور الوزير السابق نقولا نحاس.
وسلم الوفد نصّ المبادرة إلى ميقاتي الذي تشاور في اتصال هاتفي مع النائب أحمد كرامي حول الموقف منها.
وبعد اللقاء أعرب ميقاتي عن «ترحيبه بأي مبادرة يمكن أن تخرج لبنان من المأزق عبر انتخاب رئيس تحت مظلة اتفاق الطائف». وإذ رأى أنه «ربما يجب القيام ببعض الإصلاحات الضرورية في اتفاق الطائف، وهو ليس منزّلاً»، أعرب عن اعتقاده «أنّ الطريقة الفضلى للخروج من الأزمة، هي في الاتفاق على قانون انتخاب عصري يؤمن حسن التمثيل لكلّ الجهات، ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية فوراً، وبعد انتخاب رئيس جديد يتمّ حلّ مجلس النواب وتجرى انتخابات نيابية على أساس القانون المقرّ، ومن ثم يصار، تحت قبة البرلمان، إلى البحث في كلّ الإصلاحات الضرورية المطلوبة».
وقال كنعان، من جهته: «أكدنا، للمرة الخامسة منذ بدء الجولات التي نقوم بها، أننا لا نطرح تعديلاً دستورياً ولا تعديل وثيقة الوفاق الوطني، بل نطرح فقط أربعة مخارج لأزمة سياسية كبيرة ومستعصية، تقوم على الاستفتاء. ومن هنا، التقينا مع دولة الرئيس على البند الرابع في هذه المبادرة، وهذا ما عبر عنه الآن، وهو قانون جديد للانتخابات وإجراء انتخابات نيابية وفق هذا القانون بحسب الدستور، أي بالمناصفة والشراكة الوطنية التي تحمي لبنان، وفي الوقت ذاته، إجراء انتخابات رئاسية تعطي كلّ الشرعية الدستورية والشعبية والميثاقية المطلوبة لموقع رئاسة الجمهورية».
وزار وفد آخر، من التكتل ضمّ النواب: إميل رحمة، عباس هاشم، نبيل نقولا، وناجي غاريوس، كتلة الوفاء للمقاومة في مقرّها في حارة حريك، في إطار الجولة التي يقوم بها على الكتل النيابية لشرح مبادرة عون، وكان في استقبالهم رئيس الكتلة النائب محمد رعد والنواب علي عمار، حسن فضل الله، نوار الساحلي، وعلي فياض.
وبعد اللقاء، أكد رعد «حرصنا جميعاً على أن نخرج من الأزمة بحلول واقعية لامستها المبادرة»، معتبراً «أنّ التعاطي الجدي مع المخارج المطروحة يمكن أن يفضي إلى إيجاد المخارج».
وتحدث رحمة باسم الوفد، مطالباً «المعنيين بالأمر، وخصوصاً القيادات السياسية، بألاّ ينظروا إلى هذه المبادرة نظرة السجال والجدلية السياسية، بل أن يستووا تحت سقف العودة إلى الشراكة الحقيقية، وإلى إنتاج الوحدة الوطنية، والعودة إلى إنتاج شراكة حقيقية متوازنة».
وزار وفد ثالث ضمّ النواب: آلان عون، ناجي غاريوس، حكمت ديب، ووليد خوري، كتلة المستقبل في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في «السادات تاور»، وحضر عن الكتلة، إلى جانب السنيورة، النواب: أحمد فتفت، سمير الجسر، عاطف مجدلاني، عمار حوري، جمال الجراح، محمد الحجار، هادي حبيش، أمين وهبي، وخضر حبيب.
وبعد اللقاء قال عون: «توضحت الصورة واستطعنا تقريب وجهات النظر. هناك خلافات حول بعض المفاهيم كالانتخابات والتعيينات الأمنية، ونأمل في المرحلة المقبلة نزع الحواجز التي تمنعنا من الوصول إلى نتيجة سعيدة ترضي جميع اللبنانيين». ولفت إلى أنّه «خلال 8 سنوات لم نصل إلى ما نريده من الحوار مع تيار المستقبل وخلال سنة ونصف السنة استطعنا تقريب وجهات النظر».
وتحدث فتفت باسم المستقبل فلفت إلى أنّ «الخلافات بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر سياسية لكن هناك إصراراً من الطرفين على الطائف»، مشيراً إلى أنّ «ما طرحه العماد عون سيدرس بعناية، انطلاقاً من اتفاق الطائف».
وقال: «طلبنا من التكتل أن يعيد دراسة ما طرحه الرئيس سعد الحريري منذ سنتين في ما يخصّ الحلّ المتكامل لتطبيق الطائف عبر تجسيد إعلان بعبدا في مقدمة الدستور وانتخاب مجلس شيوخ وفق النظام الأرثوذكسي وتطبيق اللامركزية الإدارية ووضع قانون انتخابات وفق دوائر مصغرة».
إلا أنّ النائب الجرّاح صوّب على المبادرة التي اعتبرها «خارجة عن الدستورعن إطار الدستور والآليات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية».
ورأى في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، أنّ «هناك هدفين من وراء مبادرة العماد عون، أولاً، تمديد مدة الفراغ لتغطية حليفه حزب الله الذي ينتظر تطورات إقليمية معينة في سورية تصبّ في مصلحته، وعندها تتم الانتخابات الرئاسية في ظلّ ظروف مختلفة عما هي عليه اليوم، وثانياً، إبعاد مسؤولية الفراغ عن التيار الوطني الحر، بما يوهم الرأي العام، وخصوصاً المسيحي، بأنه طرح المبادرات من دون أن يتجاوب أحد معه».