لماذا وافق «الشهابي» الآن؟
يوسف المصري
أخيراً تم تشكيل قوة من كل الفصائل الفلسطينية مكونة من 40 عنصراً، ومهمتها مراقبة حي الطوارئ، انطلاقاً من حاجز موجود عند مدخله، ومنع الجماعة التكفيرية بداخله من تنفيذ تجاوزات ضد أمن المخيم وجواره. وبالأساس منعهم من فرض أحداث أمنية وسياسية تجعل المخيم ينزلق لفتنة داخلية أو فتنة مع محيطه اللبناني تنفيذاً لأجندة الجولاني والبغدادي.
صار واضحاً الآن لماذا تأخر بت هذا الإجراء شهراً كاملاً أولاً، لأن الفصائل الفلسطينية كانت مختلفة حول هوية القوة التي يجب أن تقف عند الحاجز المذكور !! . ثانياً، لأن تكفيريي حي الطوارئ لم يكونوا موافقين على هذا الإجراء. ثالثاً، لأن مخيم عين الحلوة غير ممسوك أمنياً، لا من داخله من قبل الفصائل الوطنية والإسلامية ولا من خارجه من قبل تفاهمات رام الله بيروت السياسية.
والآن تشي عملية التوصل إلى تشكيل قوة من كل الفصائل الفلسطينية لمراقبة حي الطوارئ من عند مدخله على حاجز جلول نسبة لتسمية المنطقة ، بأن هناك مراجعة فلسطينية حصلت للموقف الذي استجد منذ اشتعال نار أحداث مخيم اليرموك في سورية، خصوصاً لجهة تعاظم تأثيراته على سلوك الجماعات التكفيرية في عين الحلوة التي قامت خلال الشهرين الماضيين فقط باغتيال أربع فلسطينيين بداخله ولبناني واحد، ينتمون لسرايا المقاومة اللبنانية التابعة لحزب الله.
ترافق ذلك مع تناغم قامت به جهات محسوبة على الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية في آن، حيث رأت أن الحل لتجاوزات التكفيريين في المخيم تكون باتخاذ حزب الله قراراً بإخراج سرايا المقاومة من مخيم عين الحلوة.
يوضح هذا المطلب أنه جرت خلال الفترة الماضية وبالتزامن مع دخول «داعش» إلى مخيم اليرموك في سورية، محاولة هدفت لأخذ عين الحلوة إلى سيناريو يكرر فيه نفس سيناريو «شقق سرايا المقاومة» في عبرا الذي كان افتعله الشيخ أحمد الأسير لتبرير إنشاء مسار صدام عسكري مع الحزب في منطقة صيدا.
ربما كانت معركة القلمون ونتائجها الحاسمة قامت بدور نفسي ومعنوي في قمع هذا المشروع الفتنوي داخل عين الحلوة، والذي كان مرشحاً أيضاً ليطاول جواره اللبناني.
ويبدو لافتاً أنه كما آن تعديات جماعة التكفيري أسامة الشهابي على عناصر تنتمي لسرايا المقاومة في المخيم تزامنت في توقيتها مع هجوم «داعش» الذي تواطأت «النصرة» معه، على مخيم اليرموك في سورية، فإنه كان لافتاً أيضاً آن تراجع هذه التعديات وقبول جماعة الشهابي بنشر قوة من الفصائل الفلسطينية عند مدخل حيها في الطوارئ لمراقبته ومنع تجاوزاته، جاء توقيته أيضاً مع انهيار مشروع «داعش» و«النصرة» في القلمون اللبناني والسوري.
يبقى القول إن «داعش» و«النصرة» لم يخرجا بعد من مخيم عين الحلوة، وحالتهما هناك دخلت الآن في مرحلة استكانة بفعل أن مشروعهما الأم في القلمون انهار وتبدد ودحرته المقاومة. وهذا الواقع يطرح سؤالاً عما إذا كانت نار عين الحلوة قد خبت فعلاً، أم أن النار لا تزال تستعر تحت رماد هزيمة «النصرة» و«داعش» في القلمون!؟