اليمن: المبعوث الأممي يزور طهران تحضيراً لمؤتمر جنيف

واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد زيارته إلى طهران وتمحورت محادثاته فيها حول موضوع مؤتمر جنيف والإطار الذي تتبعه الأمم المتحدة، مشيراً إلى وجود اختلافات في الرؤى مع طهران حول حل الأزمة في اليمن.

من الرياض إلى جنيف انتقل الحوار اليمني، لم تمضِ ساعات على مغادرة إسماعيل ولد الشيخ أحمد المملكة إلى القاهرة، حتى أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن رسمياً أنه التقى جماعة أنصار الله، وأن لديه ضمانات بأنهم سيحضرون اجتماعات جنيف لحل الأزمة.

هذه المبادرة تأتي بعد غياب دور فاعل للمنظمة الدولية في وضع حد للعدوان على اليمن، وبناء عليه يتساءل المتابعون حول إمكانية نجاحها في تكريس الحل السياسي وتجاوز كل العراقيل التي بدأت تظهر قبل عقد المؤتمر في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

وكانت إيران أول المرحبين بالمؤتمر، وشددت على أهمية حياد البلد المضيف، وضرورة أن يكون الحوار بعيداً من أي ضغوط إقليمية وخارجية.

المباركة الإيرانية للمؤتمر قابلها امتعاض سعودي واضح، حتى اللحظة لا يبدو أن الرياض راضية عن المؤتمر الأممي، حيث يرى مراقبون أن المملكة وحلفاءها في اليمن يتأرجحون بين خيارين، إما تعطيل الحراك الدبلوماسي أو على الأقل إفراغه من محتواه، وهذا ما ظهر في شروط وزير خارجية هادي، رياض ياسين، بنزع السلاح من جماعة أنصار الله وانسحاب الجيش اليمني من بعض المدن، وإلا فإن حكومة عبد ربه منصور هادي لن تذهب للتفاوض في جنيف.

وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن أمله بأن تؤدي منظمة الامم المتحدة دوراً مستقلاً ونشطاً في أزمة اليمن، مؤكداً ضرورة ان يكون الحوار من اجل السلام يمني الطابع.

وخلال استقباله في طهران أمس المبعوث الخاص للامين العام لمنظمة الامم المتحدة في شؤون اليمن، اعتبر ظريف الكارثة الانسانية واستمرار الحصار والقصف على اليمن بأنها مرفوضة وأعرب عن الامتعاض لضآلة المساعدات الانسانية الواصلة خلال ايام الهدنة الخمسة الى اليمن، وأضاف: «ان الجمهورية الاسلامية في ايران تدعم المبادرات التي يمكنها ان تأتي بجميع الاطراف اليمنية الى طاولة المحادثات وتعتقد بانه ما عدا المكونات اليمنية ينبغي عدم مشاركة اي دولة»، وزاد: «انه في حال الضرورة يمكن ان تؤدي ايران ودول اخرى دوراً مساعداً في هذا المسار».

واعتبر وزير الخارجية الايراني إقرار الهدنة نقطة البداية لأي مسيرة سلام لحل الازمة اليمنية.

وفي اللقاء وجه المندوب الخاص للأمين العام لمنظمة الامم المتحدة في شؤون اليمن الشكر والتقدير للجمهورية الاسلامية في ايران لاجراءاتها الرامية الى عودة الامن والاستقرار الى اليمن، بخاصة المشروع الرباعي لحل هذه الازمة، معرباً عن امله في اقرار وقف اطلاق النار المستديم في اليمن بجهود الامم المتحدة.

وقال اسماعيل ولد الشيخ احمد: «نحن ايضاً نصر على حوار يمني يمني، وواثقون من انه لو اجتمعوا ستصبح الفرصة مواتية بصورة اكبر للوصول الى الحل السياسي، وانه لا بد من مشاركة جميع الاطراف اليمنية في هذه المسيرة وان لا يتم استبعاد اي جماعة من ذلك».

ميدانياً، دخل الجيش اليمني على خط المواجهات إلى جانب القبائل اليمنية على الحدود مع السعودية حيث هاجم عدداً من المواقع السعودية في المناطق الحدودية وسيطر على عدد منها، فيما اتسعت رقعة المواجهات الحدودية من صعدة إلى مناطق حدودية أخرى.

وكان مقاتلو القبائل سيطروا على جبل الرديف السعودي وأحرقوا عدداً من الآليات العسكرية فيما لاذ الجنود بالفرار.

يأتي ذلك غداة كمين نصبته القبائل لإحدى الآليات السعودية في منطقة مقابلة للحدود اليمنية، وتمكنت من قتل وجرح من فيها، بحسب ما نقل مصدر عن أبناء هذه القبائل.

وكانت وسائل إعلام يمنية أفادت بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية سيطروا على جبل الرديف السعودي وأحرقوا عدداً من الآليات وسط فرار الجنود السعوديين، وذلك بعد ان تمّ استهداف موقعي برج أبو الكساف والرديف العسكريين السعوديين بـ50 قذيفة مدفعية من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية.

وأكدت مصادر يمنية «مقتل قرابة 17 عسكرياً سعودياً في قصف صاروخي ومدفعي نفذه الجيش اليمني واللجان الشعبية على موقع وعوع السعودي»، وأشارت الى ان «أكثر من 10 عسكريين سعوديين قتلوا كما تمَّ إعطاب آلية عسكرية في موقع عليب العسكري شمال منفذ البقع جراء قصف صاروخي ومدفعي من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية»، ولفتت الى ان «حصول هروب جماعي في صفوف الجيش السعودي من موقع المخروق العسكري تحت ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية».

من جهة ثانية، استمر العدوان السعودي الاميركي باستهداف اليمن وشعبه حيث أطلقت قوات العدوان أكثر من 50 صاروخاً على سوق الملاحيظ في محافظة صعدة في شمال اليمن.

وقالت المصادر إن «أكثر من 25 شهيداً في غارات شنها طيران العدوان السعودي – الأميركي على مسافرين في منطقة برط في محافظة الجوف اليمنية»، وتابعت ان «طيران العدوان السعودي – الأميركي شنَّ أكثر من 10 غارات على منازل في قرية المروي في محافظة صعدة اليمنية»، وأضافت ان «5 صوماليين قتلوا وجُرح اثنان آخران في غارات شنها طيران العدوان السعودي – الأميركي على مقر لإيواء اللاجئين في منطقة ميدي في محافظة حجة اليمنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى