تحيا مصر

ماجدي البسيوني

ستشهد مصر على مدى الأيام المقبل حوادث أقل ما يمكن وصفها بالمأسوية، وتستلزم من كل منّا اليقظة والحيطة، بل ينبغي وأدها قبل أن تحدث.

الهدف كما أعلن وكما يخفون، يكمن فى إحداث حالة من الفوضى تعكر البلاد وتحيل دون اتمام الانتخابات الرئاسية. لا يريدون لمصر الاستقرار وعبور النفق المظلم.

الساعون إلى إشعال مصر وطعنها يدركون أنّ الشعب أسقط مخططاتهم، ليس فى مصر فحسب، بل في المنطقة العربية كلّها، ولذلك لا يريدون لمصر ولا لمن قطع عليهم الطريق أن يؤخذ بيد مصر الى شاطئ الامان.

أضحى جميع أفراد الشعب يعرفون تماماً مَن يريد لمصر الشر، فلم يعد خافياً على أحد أنّ الجماعة الإرهابية بأذرعها كافة لن يرتاح لها بال ولن تتوانى عن المزيد من التقتيل والتخريب وأكل أكباد بنى الوطن. ولم يعد خافياً على أحد من الذين يديرون الشأن الأميركي بأجهزته كافة، يتربّصون بمصر بعدما أسقط الشعب ومن ورائه جيش مصر الوطني المشروع الأميركي، ليس فى مصر وحدها بل في عالم العرب أجمع.

تعرّى أمام الشعب المصري مشروع أردوغان العثماني الذى ظن أنه اقترب من إعادة مصر وكامل خريطة الوطن العربي إلى عصر الاحتلال بدعوى الخلافة، وبهذا نعود الى عصور الجاهلية والباب العالي.

أدرك كل مواطن على أرض المحروسة أن مليارات آل حمد وصلت إلى أياد بعينها بغية حرق الأخضر واليابس. الشعب المصري نفسه يعي تماماً أن لا فرق ما بين «الخوّان» والوهابيين، فمنابع الإرهاب واحدة ومحرك الإرهاب واحد.

أضحت مصر تدرك أن فلسطين ليست حماس التي صار هدفها هو هدف الكيان الصهيوني نفسه في تمزيق الوطن، وليس توحيده لتحرير فلسطين التى غيّبت عمداً عن المشهد.

بلى، هؤلاء جميعاً الذين هزموا على يد الشعب المصري والجيش المصري الوطني لن يستسلموا، ولن يعلنوا عن هزيمتهم، ولن يرتاح لهم بال فيما مصر تعبر إلى برّ الأمان، لذا علينا بالحيطة واليقظة ووأد الخطر قبل أن يحدث.

العبور بالانتخابات الرئاسية ليس المنتهى، بل البداية لانطلاق مصر إلى ما يريده الشعب المصري، ولن يتنازل عنه بعدما تحمّل عهوداً من القهر والحرمان والنهب والتبعية، حتى باتت مصر بتاريخها كلّه مطمعاً لآل حمد، رغم أنّ عمر سيدة الغناء العربي أم كلثوم أكبر من تاريخ قطر نفسها.

بلى، مصر تحتاج إلى رجال، إلى أسود، إلى إرادة لا تنثني…

قلناها منذ البداية، إنّ مصر فى خطر لكنّها تأبى الانحناء ولن تعود خائبة…

مصر تحتاج إلى الروح نفسها التي علا بها صوت عبد الناصر يوماً حين قال: يد تبني ويد ترفع السلاح، ولن يتأتى هذا إلّا بتخليصها من الفساد والمفسدين.

بلى، مصر لا تحتاج إلى كومبارس، ولا تحتاج إلى أياد مرتعشة… تحيا مصر.

رئيس تحرير جريدة العربي

Magdybasyony52 hotmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى