الراعي: العودة إلى الدستور هي مدخل انتخاب الرئيس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قداس أحد العنصرة على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة قال فيها: «إننا نصلي من أجل المسؤولين السياسيين في لبنان، وبخاصة من أجل الكتل السياسية والنيابية، لكي يعودوا إلى حقيقة الدستور والميثاق الوطني، وإلى رباط المحبة التي تجمع وتبني، فيتمكنوا من القيام بواجبهم الوطني في إيجاد مخرج لأزمة الفراغ في سدة الرئاسة الذي يطوي سنة كاملة في هذا اليوم، وينتخبوا رئيساً للبلاد، فيخرجون هم والبلاد من «برج بابل» الجديد الذي يعيشونه».

وأضاف: «لا جدوى من التراشق بالتهم، ومن تجنب الحوار الوطني المسؤول والصريح، ولا من الادعاء بالموقف الفردي وكأنه وحده الصواب ورفض أي موقف مغاير ورأيٍ آخر. ينبغي الإقرار بخطأ أساسي هو مخالفة الدستور المتمادية. من دون هذا الإقرار، لا تستطيع الكتل السياسية والنيابية إيجاد الحل. وليعلموا أنّ المدخل الرئيسي إلى انتخاب الرئيس إنما هو العودة إلى الدستور واستلهامه في كلّ مبادرة فعلية ومنطقية من شأنها أن تؤدي إلى الحلّ المنشود».

وختم: «نصلي في هذا الوقت من أجل أن يحلّ الروح القدس، روح السلام، على البلدان التي تعاني من ويلات الحرب والدمار والقتل والتهجير، في فلسطين والعراق وسورية واليمن وسواها، وأن يمس بناره، نار الحقيقة والمحبة، ضمائر أمراء الحرب والمتحاربين، لكي يرموا السلاح ويلجأوا إلى الحلّ السلمي بالحوار والتفاوض، ويعملوا على إحلال سلام عادل وشامل ودائم في هذه البلدان المتألمة».

من جهة أخرى، دعا الراعي خلال جولة له على أبرشية البترون المارونية، القيادات السياسية والجهات المسؤولة في لبنان إلى «التحلي بروح المسؤولية والحكمة، وأن يكونوا على مستوى الظرف يملكون الشجاعة وحرية الرأي وحسّ المسؤولية للجلوس على الطاولة والتوصل إلى مخرج لهذه الأزمة من أجل معالجة كلّ المشاكل العالقة»، كما شدّد على «أن يكون للبنان رئيس للجمهورية من صنع الوطن».

وأضاف: «نريد رئيساً على مستوى الظرف الذي نعيشه يكون جامعاً وحكيماً وفَطناً ولديه تاريخ لإعادة دور لبنان ومكانته».

ولفت إلى «أننا نعيش محنة اليوم في ظلّ الصراع القائم في الشرق الأوسط الذي يهدف إلى إظهار أنّ الأديان المختلفة لا تستطيع العيش مع بعضها البعض».

وخلال محطته في بلدة مراح شديد، زار البطريرك الراعي عائلة الشهيد المعاون إدمون رياض سمعان في صالة رعية السيدة، حيث قدم التعازي إلى والديه وأفراد عائلته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى