تأجيل مؤتمر جنيف لليمن
ناديا شحادة
السعودية التي اختارت المواجهة على الارض اليمنية وبدأت بحملة عسكرية لتغير موازين القوة وإعادة الشرعية للشعب اليمني المتمثلة بالرئيس المستقيل هادي، في محاولة منها للتربع على مقعد قيادي في الشرق الاوسط وان تتوج زعيمة له بتدخلاتها العسكرية في اليمن وسورية والعراق، ومن هذا المنطلق ترفض المملكة فكرة الخسارة والفشل التي تلقتها من خلال قيادتها لهذه الملفات، وبالاخص في الملف اليمني الذي بات فشلها واضحاً لكل متابع، وأكد سماحة السيد حسن نصر الله على فشل السعودية في اليمن حيث قال في 24 من أيار ان العدوان الكبير على اليمن لم يستطع ان يحقق أياً من اهدافه لأن من يواجهه الجيش اليمني والمقاومة والشعب.
فالحوثيون الذين يملكون قدرة كبيرة من الخبرة على المناورة وقدرة عالية على ضبط النفس تجعل منهم قوة لا يستهان بها وتسبب التوتر والاستسلام للطرف المعتدي عليهم، واستطاعوا مع متطوعين من قبائل يمنية ان يوصلوا قذائفهم الى داخل المملكة التي زادت من التصعيد في قصفها الاراضي والشعب اليمني في الآونة الأخيرة، علّها تستطيع ان تحقق شيئاً ملموساً على ارض الواقع بعد فشلها في محاربة الحوثيين، حيث يؤكد المتابعون ان السعودية تسعى لإعلاء شروطها في التفاوض في مؤتمر السلام حول اليمن الذي كان مقرراً أن يبدأ في 28 من الشهر الجاري وسط غموض حول هوية المشاركين فيه.
مفاوضات جنيف حول السلام في اليمن الذي تم إرجائه اليوم، حيث أكد مسؤول في الامم المتحدة انه تم ارجاء مفاوضات السلام حول اليمن والتي كانت مقررة بجنيف في 28 أيار برعاية المنظمة الدولية، هذا الإرجاء الذي يراه المراقبون انه جاء نتيجة ضغط سعودي ومؤشر على نوايا المملكة في التمادي أكثر في عدوانها على الشعب اليمني، ومحاولة منها ومن حلفائها الاميركيين تحقيق أي تغير في موازين القوى على الاراضي في المناطق المشتعلة منها الجبهة السورية، التي تسعى السعودية من خلال دورها بالأحداث الجارية بسورية لتغيير النظام فيها، حيث تعتقد المملكة ان تغيير النظام بسورية سيكون نقطة البداية في قلب موازين القوى في المنطقة، فالسعودية تشعر انه بسبب الأحداث التي جرت في منطقة الشرق الاوسط أضرت موازين القوى بموقعها وبخاصة مع توسع وتعاظم الحركات الشعبية المقاومة في الشرق الاوسط وتعاظم الدور الايراني، فالسعودية التي تسير على خطى النظام الصهيوني في العالم الاسلامي وهذا ما أكده الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني، وحلفاؤها يستخدمون كل الاوراق والامكانات المتاحة لقلب موازين القوى في المنطقة لربما تستطيع التفاوض من خلال من يمثلها من منطلق القوة.
يؤكد المتابعون انه في ظل التصعيد العسكري واستمرار الجدل السياسي في الأزمة اليمنية التي تعتبر واحدة من اهم الملفات الحيوية التي تمس أمن الخليج في شكل مباشر، وباتت الشغل الشاغل لدول الخليج تحاول سلطنة عمان التي امتنعت عن المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» مما يؤهلها للعب دور الوسيط وبحكم موقعها الذي جعلها واحدة من الفاعلين الاساسيين في الأزمة اليمنية حاولت مؤخراً الظهور من خلال حديثها عن ادوار دبلوماسية لحلحلة الأزمة وسعت لبحث المشكلة اليمنية قبل المشاركة بجنيف فاستقبلت قياديين حوثيين للوصول الى مخرج لانقاذ اليمن، فمع الفشل السعودي في ملفات المنطقة وبالأخص الملف اليمني ومع مساعي سلطنة عمان لحل الأزمة اليمنية وايجاد مخرج لها يبقى السؤال ما هو الدور الذي تستطيع سلطنة عمان القيام به خصوصاً ان علاقتها جيدة بجميع الاطراف المتداخلة بالأزمة اليمنية أي بين السعوديين والاميركيين وبين ايران حيث امتازت العلاقة المتبادلة بين ايران وعمان بدرجة من العمق التاريخي اذ كان هناك عدد من المبادارت المشتركة بينها، وسعت بحسب مراقبين الى لعب دور بارز في استضافة محادثات بين مسؤولين اميركيين وايرانيين في الاشهر التي سبقت مفاوضات جنيف والتي نتج منها اتفاق موقت حول البرنامج النووي الايراني في تشرين الثاني عام 2013، وكانت سلطنة عمان الدولة الخليجية التي باركت اتفاق الإطار بين ايران والدول الست حول برنامج طهران النووي واعتبرته اتفاقاً تاريخياً جاء ذلك من خلال بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية في 3 ايار من العام الحالي، فهل تستطيع السلطنة تكرار دورها كوسيط قوي في جنيف اليمن؟