ديمقراطية واشنطن تتلاعب بالأديان وتحرق الأوطان
لمى خيرالله
تحت ذريعة الديمقراطية وفي سياق تشويه الأديان بدأ الطريق تحت شعار الله أكبر من تونس الى مصر وصولاً الى ليبيا فاليمن وليس آخرها سورية.
أداة أحكمت أميركا صنعها منذ سنوات، فكانت البداية أفغانستان وأوجدت تنظيم «القاعدة» بذراعها بن لادن ومنها ابتدأ المشوار لمحاربة الإرهاب.
مجموعات مسلحة بمسميات مختلفة استخدمتها واشنطن وأذرعها الإقليمية كأداة من أدوات إنتاج دول المنطقة والأنظمة السياسية لتحقيق أهداف السياسة الغربية الخارجية في الشرق الأوسط، ولتنحو واشنطن من أهدافها كان لا بد لها من تقديم دعم لوجستي وعسكري وآخر سياسي على المستوى الدبلوماسي، فتعاملَ الغرب مع التنظيمات الارهابية بمعيار مزدوج واعترفَ ببعض عناصرها تحت مسمى مجموعات معتدلة أو ثوار، فيما انتهج تدريب الفصائل المسلحة الأخرى بذريعة محاربة الإرهاب متمثلاً بـ»داعش» فقط، لتشكل مدخلاً سياسياً للقوى الكبرى في المنطقة كل هذا بات جلياً وواضحاً من خلال إعلان وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة، من حيث المبدأ، على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسة، ولم يقدم أوغلو تفاصيل عما يعنيه «من حيث المبدأ» أو نوع الدعم الجوي الذي سيقدم أو من الذي سيقدمه! ما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعاً بمشاركة واشنطن في الصراع الأمر الذي لم يؤكده بعد المسؤولون الأميركيون، فواشنطن تحجم حتى الآن عن الالتزام بفرض «منطقة آمنة» للمقاتلين السوريين خشية اعتباره اعلاناً للحرب على الدولة السورية، ولتتضح أكثر ازدواجية المعايير ما كان من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا التشديد على ضرورة محاربة «داعش» مؤكداً على تشكيله تهديداً ليس للشرق الأوسط فحسب إنما للعالم بأسره، مشيراً الى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة «من أجل رؤية المأساة وسماع الصرخات ووقف شلال الدم المتدفق في المنطقة» متناسياً دعمه اللامتناهي لتلك المجموعات.
ولتتسع رقعة الاقتتال أكثر كان لدول الجوار دور أكيد ففي الـ8 من الشهر الجاري أعلن مسؤول أميركي، أن جيش بلاده بدأ بتدريب ما يسمونه مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن استعداداً لمحاربة تنظيم «داعش»، فيما كشفت عمان على لسان وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، أن تدريب داعش في الأردن قد بدأ فعلاً.
مشروع تمدد «داعش» الممتد من أقصى الخليج العربي للمحيط الأطلسي بات ساحة مفتوحة للصراع عبر خلق فسيفساء جديدة متناحرة ومتقاتلة بين شعوب الدولة الواحدة ومع الجوار تحقيقاً للفوضى الخلاقة التي رسمتها واشنطن بثوب الربيع العربي الذي عاث في الوطن العربي الفساد.