المعارضة السورية خارج اللعبة…
جمال العفلق
قد يكون توصيف الحرب الكونية على سورية باللعبة هو أكثر توصيف مناسب لهذا الواقع الذي دفع آلية السوريين قسراً وهم الجالسون في بيوتهم آمنين، حيث أتت اليهم الحرب وهم لم يطلبوها. ولكن هذا لا يعني بالنسبة للغالبية السورية أن تقبل الهزيمة واذا كانت هذه الحرب فرضت نفسها فإن انتصارهم سيفرض نفسه على المعتدين.
وللبحث في أسباب هذا العدوان على سورية يكفي ان نقف عند عبارة واحده أن سورية لم توقع اتفاق استسلام لما يسمى «إسرائيل» كما فعلت دول الجوار والدول العربية التي تقيم منذ سنوات علاقات سرية مع هذا الكيان الغاصب واليوم هي ليست بخجوله بإعلان هذه العلاقة وبطرق مختلفه، واليوم علينا ان نقول لمن يطلقون على أنفسهم اسم معارضة سورية شكراً ايها الساده انتهت اللعبة وأنتم خارجها فقد قدمتم لعدو بلادكم الكثير ووصلتم وإياه الى ما يريد، فاليوم من يسيطر على الساحة وأقصد بالسيطرة الفعلية والتواجد هم المجموعات الإرهابية التي تحمل الفكر التكفيري والتي أعلنت البيعة لأمير «القاعده» أيمن الظواهري.
فهذه المجموعات وعلى رأسها «النصرة» والتي اطلقتم عليها في يوم من الأيام اسم البنادق الشريفه هي اليوم تشكل مع اربعة وعشرين فصيل آخر من المرتزقة والمدعّمين من السعودية وقطر واميركا و«إسرائيل» والاردن وتركيا القوه العسكرية التي تهاجم الجيش السوري وتقطع الطرق وتقتل الأبرياء وتلاحق كل من يخالفها حتى وان كان معارضاً للسلطة، فهي تحمل فكراً ارهابياً سلفياًَ اساسه إلغاء الآخر والقضاء عليه ولا تختلف بأهدافها عن «داعش» التي تشكل الجزء الآخر من الجماعات الإرهابية وتقوم بما تقوم به وبتغطية سياسية منكم ومن الدول الداعمة لهذا التنظيم الدموي الذي لا يعرف كما عصابات الهاغانا العيش من دون دماء.
وجدانياً هذا هو الواقع، أما سياسياً فقد اخترتم انتم ان تتمترسوا خلف قرارات سيدكم الصهيوني ورفضتم كل الحلول وكل ما كان يمكن ان يمهد لعمل وطني مشترك بحجة انكم ثوار وانكم اخذتم على عاتقكم تحرير الشعب السوري! واي تحرير هذا الذي يعيشة السوريون اليوم، آلاف من الإرهابيين، قتل وتدمير وسرقة للنفط والآثار، قتل للانسان وتشوية للتاريخ، وانتم على الخطاب الفارغ نفسه بعبارات الديمقراطية والحرية والعداله، فسخروكم لمشروع أسلمة الدولة السورية والقضاء على تنوعها الطبيعي والثقافي، فكنتم خير جند لهم في تنفيذ هذه الجريمة التي سيدفع العالم بأسره ثمناً لها فهذا الدمار الذي انتم سببه ولا احد غيركم في بلد كان عبر التاريخ الإنساني مرجع حضاري وثقافي.
ان واقعكم ودوركم كمعارضة اليوم لا يختلف عن دور «داعش» و«النصرة» ومن في فلكها ولا يختلف عن دور ما يسمى جيش الدفاع «الاسرائيلي»، اتفقتم بالأهداف واتفقتم بآلية العمل فكانت رغبتكم في خدمة اعداء وطنكم اكبر بكثير من رغبتكم في تغير واقع الشعب السوري.
واذا كان دوركم الاعلامي لم ينتهِ بعد ولكنه الى الزوال قريباً لأن الدور الفعلي للمخربين اليوم في وقت انكشف ادعاء التحالف الدولي الذي رحبتم به وطبلتم له في محاربة «داعش» الذي طالما ادعيتم أنه من صنع النظام، بل هو النظام لدى إعلامكم وكتابكم الصحافيين في الصحف الصفراء. التي طالما دافعت عن هذه الجماعات ووصفتها وما زالت تصفها باسم ثوار ومعارضين!
اما الجانب الوطني في سورية وهو جانب مقاوم متمسك بأرضه مخلص لوطنه يعلم واقعكم ويدرك مدى غرقكم بالخيانة وهذا أقل ما يمكن وصفكم فيه اليوم. فتحمل الناس وما زالوا للحصار والغلاء ومنع وصول الدواء والغذاء اليهم وكل هذا من دون دولارات تدفع ولا فنادق تفتح ابوابها لهم انما لأنهم اقسموا على الوطن والبقاء من أجل الوطن او الموت من دونه فقوافل الشهداء وتوحد المصير بين شعوب المنطقة اليوم من فلسطين الى العراق أثبت ان إفشال المشروع الصهيوني امر ممكن واليوم لا تقاس القضايا بزمن او اشهر او حتى سنوات، فهذه حرب مفتوحه اخترنا فيها نحن المقاومة وكل سبل المقاومة مفتوحه اليوم وكل الجبهات هي ارض معركة واذا فرض علينا القتال فهذا لا يعني ان يفرض علينا الاستسلام.
واذا كان لدى من يدعي انه معارضة بقية باقية من الانتماء للوطن، فعليه أن يحزم أمره ويتخذ قراره اما بأن ينسى ان له وطناً اسمه سورية او عليه ان يلتحق في الدفاع عن تراب هذا الوطن، فاللعبة الدولية اكبر بكثير من دور هؤلاء السياسي، فعملية نفخهم الإعلامية أوصلتهم الى هذا الطريق واذا كان يعتقد ما يسمى ائتلاف الدوحة انه صاحب قرار ومقتنع بهذا الأمر ليثبت لنفسه اولاً ولجمهوره اذا كان لديه جمهور انه قادر على حسم الأمور سياسياً، وقادر على محاربة هذه القطعان من المرتزقة والتي للاسف حتى اليوم يشكل فيها عدد الاجانب العدد الاكبر، وليس هذا وحسب انما هو العدد المسيطر على القرار العسكري فلا اعلم حتى اليوم كيف لوطني ان يقبل ان يحاكم ابن بلده من قبل شيشاني وينفذ فيه حكم الاعدام سعودي ويصادق على الحكم افغاني؟ وكيف لوطني يصفق ويهلل لمقتل جنود جيش وطنه؟ وكيف لوطني ان يوافق على اعدام شعب بأكملكه بالحصار الاقتصادي والاعلامي؟
ايها الساده انتهت اللعبة وانتهى دوركم ابحثوا عن استثمار للاموال التي نهبتموها تحت اسم مساعدات انسانية للشعب السوري، فتقارير سيدكم الأميركي تتحدث عن مئة وستين مليون دولار فقط لهذا العام نهبت من قبل من يدعي انه ممثل للشعب السوري.