الصين لن تتحمّل هيمنة الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية موضوع العقيدة العسكرية الصينية «الكتاب الأبيض»، التي يفهم منها أن الصين ستخصّص مزيداً من الأموال اللازمة لتعزيز قوتها البحرية والجوية والفضائية.

وجاء في مقال الصحيفة: نشرت بكين للمرة الأولى «الكتاب الأبيض» في شأن عقيدتها العسكرية، تشير فيه إلى انها إذا كانت في السابق تهتم بتعزيز قواتها البرية، فإنها الآن ستخصص الأموال اللازمة لتعزيز الأمن في البحار والجو والفضاء وفي مجالي الفضاء الالكتروني والنووي.

يربط الأميركيون التغيرات في الاستراتيجية الصينية برغبتها في الهيمنة على بحر الصين الجنوبي والجزء الغربي من المحيط الهادئ. ولكن، بحسب رأي الخبراء، هدف القيادة الصينية ضمان وصول إمدادات النفط إليها من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يؤكد «الكتاب الأبيض» الذي يتحدث عن الاستراتيجية العسكرية الصينية على أنه من الضروري الابتعاد عن التفكير التقليدي، الذي يركز على اليابسة، في حين لا يولي أهمية كبيرة للشؤون البحرية. لذلك يجب أن نهتم بهذا الموضوع أكثر لحماية حقوق الملاحة الصينية البحرية. يفهم من هذا أن الصين ستخصّص الجزء الأكبر من الأموال لتعزيز القوات البحرية والجوية ـ الفضائية والدفاع السيبراني الإلكتروني وقدراتها النووية.

لم يصدر أي ردّ فعل من الغرب على «الكتاب الأبيض» حتى الآن. ولكن البنتاغون كان قد أعلن أن الموازنة العسكرية الصينية ارتفعت هذه السنة بمقدار 10 في المئة وأصبحت تعادل 141 مليار دولار، وأن الصين تبني حاملة طائرات ثانية وتعزز قواتها البحرية. كما تصنع الصواريخ بهدف اصابة القوات المعادية، ومن ضمنها الأميركية، بعيداً عن المناطق الساحلية.

يصف مدير برامج الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الخبير الأميركي باتريك كرونين، «الكتاب الأبيض» بأنه يرسم كيفية فرض الصين هيمنتها في المنطقة. أما صحيفة «نيويورك تايمز» فتقول إن الصين لا تنوي فقط حماية مياهها الإقليمية، لا بل إظهار قوتها البحرية في المحيط، ومن وجهة نظر بكين، هذا ضروري للنهضة الوطنية في الصين. ولكن الولايات المتحدة ستعرقلها.

من جانبه، يشير الباحث العلمي الأقدم في معهد الشرق الأقصى بأكاديمية العلوم الروسية، بافل كامينوف، إلى أن التركيز على القوات البحرية هو السعي إلى ضمان أمن إمدادات النفط إلى الصين من الشرقين الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا، لأن أكثر من نصف الاقتصاد الصيني يعتمد على توريد النفط من هذه المناطق. أما ما يخص رغبة الصين في فرض هيمنتها في العالم التي يتحدثون عنها في الولايات المتحدة، فأنا أشك فيها، لأن الصين لا تملك في الوقت الحاضر الأساطيل التي تسمح لها بذلك.

تملك الصين حالياً حاملة طائرات واحدة، وتنوي بناء أربع حاملات أخرى لغاية عام 2020. هذا يعني أنّ مساحة عمليات القوات البحرية الصينية تتوسع.

إن الصين تحاول تجاوز تخلفها في القوات البحرية والجوية. ولكن هذا لا يشير إلى انها لم تعد تهتم بقواتها البرية، التي ارتفعت قدرتها الضاربة خلال السنوات الأخيرة، إذ غدت تزوّد بأحدث المعدات والأجهزة والآليات العسكرية اللازمة.

أما في شأن الالتزام بعدم البدء في استخدام السلاح النووي الذي جاء في «الكتاب الأبيض»، فيقول كامينوف إن مسألة من يبدأ باستخدام السلاح النووي أمر بالغ الأهمية، لذلك لمثل هذا التعهد صفة إعلانية فقط. مع العلم ان العقيدة العسكرية الصينية تحمل صفة دفاعية. لقد أعلنت الصين انها سترد على الضربة بضربة، ولكنها لن تكون البادئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى