صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
«تل أبيب» تقّر بعجزها الكامل في مواجهة حملة المقاطعة
على رغم أنّ «إسرائيل» تنفسّت الصعداء بعد سحب السلطة الفلسطينية مشروع قرارها بإبعادها عن «فيفا»، إلّا أنّ «تل أبيب الرسمية»، لم تعبّر عن فرحها، لا بل أعربت عن توجسّها من القادم، لافتةً إلى أن الفلسطينيين سيواصلون حملتهم لإقناع العالم بعزل «إسرائيل»، وهو الأمر الذي صار يعتبره القادة «الإسرائيليون» تهديداً استراتيجياً من الدرجة الأولى.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نشرت على صدر صفحتها الأولى خريطة المقاطعة المتوقعة للدولة العبريّة في العالم، ونقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى قولهم إن التسونامي السياسي ـ الدبلوماسي سيبدأ عملياً بعد التوقيع النهائي على الاتفاق النووي بين مجموعة دول «5+1» وإيران في نهاية الشهر الجاري، وقال مسؤول «إسرائيليّ» آخر، رفض الإفصاح عن اسمه، إنّ «تل أبيب» ليس لديها أدوات ولا أموال ولا قوى بشريّة لمواجهة ما اسماه بالانتفاضة السياسية.
ولفتت المصادر السياسية في «تل أبيب» إلى أنّه في «إسرائيل» صاروا على علمٍ ويقينٍ بأن أيّ مواجهة جديدة، كالتي حدثت في «فيفا»، ستؤدّي إلى تراجع مكانة «إسرائيل» الدولية. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الخارجية «الإسرائيلية» قولها إنّ صناع القرار في «تل أبيب» يتوسلون للدول الصديقة من أجل تقديم المساعدة لها في المحافل الدولية، وشدّدت المصادر على أنّه ليس من المؤكد أن تتمكّن «إسرائيل» في المستقبل المنظور من التوجّه إلى الدول الصديقة للحصول على مساعدة، حسبما ذكرت المصادر.
يشار إلى أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، عيّن دوري غولد، وهو من أقرب المقرّبين إليه، مديراً عاماً للخارجية «الإسرائيلية»، علماً أنّ غولد من غلاة المتشددين والمتطرّفين في «إسرائيل»، هذا إضافة إلى عدم وجود وزير للخارجية في الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة.
وبرأي المصادر، فإنّه لا يمكن التقليل أو الاستخفاف بتشكيل لجنة في «فيفا» لمراقبة سلوك «إسرائيل» إزاء الرياضيين الفلسطينيين، ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أنّه في كلّ مرّة يعتقد فيها جبريل رجوب أنّ «إسرائيل» اجتازت الخطوط الحمراء، فسيقوم بمكالمة «فيفا»، الأمر الذي سيعيد القضية إلى الأجندة المحلية والدولية.
يشار إلى أنّ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق إيهود باراك كان قد حذّر من أن «إسرائيل» صارت عرضة للمقاطعة أكثر من ذي قبل مع تطور حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات والمعروفة بـ«بي دي أس». وجاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «هاآرتس» العبرية، وذلك عندما سئل باراك هل يعتقد أن حملة مقاطعة «إسرائيل» تتنامى على غرار ما واجهه نظام الفصل العنصري «آبارتهايد» في جنوب أفريقيا.
وفي معرض وصفه عملية نزع الشرعية من «إسرائيل»، والتي تجري تحت السطح، أقرّ باراك بأنّ حركة المقاطعة تتطور. وقال: طالما كانت تلك الأصوات تأتي من إريتريا أو موريتانيا، فلا مشكلة. لكن عندما تبدأ الدعوات تأتي من الدول الاسكندينافية وبريطانيا، فإننا أمام مشكلة خطرة. انظر إلى مكانة «إسرائيل» في مجتمع المنظمات العمالية حول العالم، إنها في وضعٍ خطير للغاية. وهذا سيستمر من خلال جمعيات المستهلكين، وصناديق التقاعد، والجامعات.
وعلقّ باراك على الوضع في الجامعات الأميركية قائلاً: قبل 35 سنة، كانت الجامعات معاقل للتعاطف مع «إسرائيل»، لكن اليوم عندما نزور جامعة، يتم إخبارنا مقدماً بأنه ستكون هناك تظاهرة.
وفي تصعيد لانتقاداته ضدّ حكومة بنيامين نتنياهو، قال باراك إنّ عزلة «إسرائيل» صارت أكثر احتمالاً، موضحاً: من يقول إن العزلة لن تحدث؟ قد تحدث فعلاً حتى لو لم نكن نرغب في ذلك. نحن لا نريد المقاطعة، لكننا عرضة للمقاطعة. نحن لا نريد عزل «إسرائيل»، لكن «إسرائيل» قد تجد نفسها في عزلة مؤلمة للغاية. وأشار إلى الوضع الذي واجهته جنوب أفريقيا مع نهاية نظام الفصل العنصري، مؤكداً أنّ الضغوط والعقوبات أفاقت القيادة العالمية.
يذكر أن حركة المقاطعة «بي دي أس» تشير إلى الحملة الدولية الاقتصادية التي بدأت منتصف عام 2005 بنداء من 171 منظمة فلسطينية غير حكومية دعت إلى المقاطعة، وسحب الاستثمارات وتطبيق العقوبات ضد «إسرائيل» حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان.
وتهدف الحملة التي تقارن عادة بين «إسرائيل» ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إلى أهداف معلنة عدّة، من بينها إنهاء الاحتلال، فضلاً عن تفكيك الجدار العازل، واحترام «إسرائيل» حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ جبهة جديدة قد فتحت ضدّ «إسرائيل»، إذ تقوم عشرات التنظيمات الغربيّة بحملات مقاطعة وفرض عقوبات على «إسرائيل» بسبب سياستها في الأراضي العربية المحتلة. وقال كبير المحللين السياسيين في الصحيفة، ناحوم بارنيع، إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صادق عندما يقول إنّ المقاطعة ليست ضدّ الاحتلال، إنمّا ضدّ وجود «إسرائيل». وأضاف: المشكلة التي نواجهها لا تكمن في الفلسطينيين، إنما في الدول الصديقة لـ«إسرائيل» في الغرب، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّه من جولة إلى أخرى، تجد هذه الدول الصديقة، من الناحية السياسية والأخلاقية، صعوبة بالغة في الدفاع عن «إسرائيل» وعن سياساتها في الضفة الغربية.
شرطة نسائية خاصة لمكافحة التحرّش الجنسي في الجيش «الإسرائيلي»
افتتحت الشرطة «الإسرائيلية» للمرة الأولى وحدة شرطية نسائية خاصة، تعنى بظاهرة التحرّش الجنسي الآخذة بالتفاقم في الجيش، الشرطة، الوزارات، المؤسسات الرسمية، البلديات، وآخرها في الجامعات «الإسرائيلية».
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، ستعطى محاضرات مكثفة لتأهيل الشرطيات اللواتي سيخدمن في هذه الوحدة الشرطية لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي، إذ ستكون هذه الوحدة بمثابة الغطاء الآمن لكل فتاة أو امرأة مشتكية تم التحرّش بها جنسياً أو اغتصبت.
وسجّل في «إسرائيل» خلال اليومين الماضيين وقوع حادثتَي تحرّش جنسي، إضافة إلى حوادث أخرى كثيرة من أبرزها: إقدام رئيس بلدية «إسرائيلية» على اغتصاب خمس من العاملات في البلدية، وقيام 11 محاضراً في الجامعة العبرية في القدس بالتحرّش جنسياً بطالبات في الجامعة.