بعد استقالة بلاتر من رئاسة الفيفا 5 مرشحين يتقدّمهم مارادونا وبلاتيني… ومونديال روسيا لن يتأثر
بعد 17 سنة انتهت حقبة جوزيف بلاتر، الذي تولى فترة رئاسية خامسة للاتحاد الدولي لكرة القدم قبل 4 أيام، لكن السويسري فجر أول من أمس مفاجأة كبيرة وأعلن استقالته.
ودعا بلاتر إلى مؤتمر صحافي مفاجئ، في مقر المنظمة في زيوريخ، أعلن فيه تنحيه عن منصب الرئيس لأكبر منظمة لكرة القدم في العالم. وقال بلاتر: «أحب الفيفا أكثر من أي شيء آخر، وقررت أن أدخل الانتخابات مرة أخرى لمصلحة كرة القدم فقط».
ودعا بلاتر إلى اجتماع غير عادي لإجراء انتخابات جديدة لرئاسة المنظمة، بعد فوزه يوم الجمعة الماضي في 29 أيار بولاية خامسة في رئاسة المنظمة. وأضاف بلاتر: «سأدعو لتنظيم مؤتمر سنوي استثنائي سيعقد في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس جديد يخلفني».
وقال دومونيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق والامتثال في الفيفا، إنه سيتم تنظيم مؤتمر سنوي استثنائي للفيفا، على الأرجح بين كانون الأول 2015 وآذار 2016 لانتخاب الرئيس الجديد، وخلال هذه الفترة سيزاول بلاتر عمله كرئيس للاتحاد.
ويجب إخطار لجنة التدقيق والامتثال المستقلة في الفيفا قبل 4 أشهر على الأقل من أي عملية انتخابية، وذلك لضمان أن تكون الانتخابات وفقاً لقواعد الفيفا، ويتم التصويت من قبل أعضاء الجمعية العمومية. وقالت وكالة «فرانس برس» إن الأمير علي بن الحسين سيكون أحد المرشحين للانتخابات الجديدة.
وتعرض بلاتر منذ ترشحه لفترة خامسة في الفيفا، إلى حملة كبيرة من الضغوط ودعاوى الفساد، وبخاصة من الصحافة البريطانية، كما دعا وزير الرياضة البريطاني جون ويتينغديل أوروبا إلى الانسحاب من كأس العالم في حال بقي بلاتر رئيساً للمنظمة، كما أن أصواتاً أخرى نادت بمقاطعة نجوم كرة القدم لبطولات كأس العالم، وعلى رأسهم ميسي ورونالدو.
وكان بلاتر قد احتفظ بمنصبه لولاية خامسة، بعد انسحاب منافسه الوحيد الأمير الأردني علي بن الحسين، على رغم فضيحة الفساد التي أدت أخيراً إلى اعتقال عدد من كبار مسؤولي الاتحاد.
واعتقلت السلطات السويسرية الأربعاء الماضي 27 أيار 7 مسؤولين بارزين في الفيفا، من بينهم جيفري ويب رئيس الكونكاكاف، على أن تسلمهم للولايات المتحدة لاحقاً بداعي الفساد، وذلك قبل يومين من المؤتمر السنوي والانتخابات للمنظمة الدولية.
ووجهت الولايات المتحدة تهم فساد إلى 9 من مسؤولي كرة القدم و5 مديرين تنفيذيين في وسائل إعلام وشركات ترويج رياضية، تنطوي على رشى تزيد على 150 مليون دولار.
ونفى الفيفا تورط أمينه العام جيروم فالكه في معاملات مصرفية بقيمة 10 مليون دولار، يتم التحقيق فيها من قبل السلطات الأميركية على رغم الكشف عن خطاب موجه لفالكه يشير للمبلغ وصلته باستضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم 2010.
5 مرشحين للفيفا يتقدّمهم مارادونا وبلاتيني
وما إن خوى المنصب الأرفع في عالم المستديرة حتى قفزت أسماء ثلاثة من ألمع نجومها على مدى التاريخ كمرشحين لقيادة سفينة «الفيفا» في مرحلة هي الأعقد منذ تأسيسها عام 1904. فبعد ساعات فقط من إعلان السويسري سيب بلاتر تنحيه عن رئاسة الفيفا، طرحت وسائل الإعلام أسماء 3 شخصيات أسطورية من عالم كرة القدم مارادونا وزيكو وبلاتيني .
اسم أسطورة الأرجنتين لكرة القدم دييغو مارادونا تداولته وسائل الإعلام بعدما أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعمه له لخلافة بلاتر. أما مادورو فقال: «يجب أن يصبح الرئيس المقبل للاتحاد الدولي لكرة القدم دييغو أرماندو مارادونا أو شخص مثله». وأضاف: «يندد دييغو أرماندو مارادونا بالفيفا منذ عقود… كانوا يهددونه ويسخرون منه».
وأعلن مارادونا بدوره أنه «مستمتع» بالفضيحة، علماً أنه كان ينتقد بلاتر صراحة، وأعلن في الانتخابات الأخيرة على رئاسة الفيفا دعمه الواضح للمرشح الآخر الأمير علي بن الحسين.
وانتقد مادورو السلطات الأميركية لعملها خارج نطاق نفوذها، بعد أن طلبت الأخيرة تسليهما 7 موظفين للفيفا لإجراء تحقيقات معهم، من بينهم رئيس الاتحاد الفنزويلي، ورجّح أن يكون كل هذا جزء من مؤامرة أميركية لإفساد بطولتي كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا و2022 في قطر.
أما ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي فلم يعلن صراحة رغبته بخلافة بلاتر، لكنه كشف أن اتحاده ألغى اجتماعاً مخططاً السبت المقبل، إذ كان ينوي مناقشة الخطوات المتخذة بعد انتخاب سيب بلاتر رئيساً للفيفا. وقال بلاتيني بعد استقالة بلاتر: «لقد قررت أنه سيكون من الأنسب تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً في برلين».
وأضاف: «في ظلّ الكشف عن معلومات جديدة بشكلٍ يومي، أعتقد أنه سيكون من الأفضل الحصول على الوقت اللازم لتقييم الموقف، وحتى يكون بوسعنا جميعاً أن نتخذ موقفاً بشأن هذا الأمر».
وبلاتيني من أشد المعارضين لبلاتر وطالبه مرات عدّة بالتنحي، كما دعم صراحة الأمير علي للفوز بالرئاسة.
زيكو أيضاً يدخل أتون السباق الرئاسي
نجم آخر انضم للسباق الرئاسي، إذ أبدى الدولي البرازيلي السابق زيكو 62 سنة ، رغبته في الترشّح لرئاسة الفيفا، بعد أن شغل منصب وزير الرياضة في البرازيل في تسعينات القرن الماضي، ولديه عقود من الخبرة على كل المستويات بينها فترات تولى فيها تدريب منتخبات اليابان وتركيا وروسيا واليونان.
وقال زيكو على صفحته في «فايسبوك»: «حياتي كانت دائماً في كرة القدم. إنه شغف لخدمتها بجدية واحترامها في البرازيل ودول أخرى». وتابع: «كنت وزيراً للرياضة ولدي خبرة مع الأندية. ليس لدي أي دعم حتى الآن لكن إذا أصبح الأمر مفتوحاً سيمكنني الترشّح».
تشونغ مونغ جون مرشحاً
وأعلن الملياردير الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون إنه «يدرس بعناية» الترشّح لرئاسة الفيفا. وقال تشونغ، وهو عضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا ومن أشد المعارضين لبلاتر، في مؤتمر صحافي في سيول، إنه سيلتقي مع مسؤولين أوروبيين قبل اتخاذ قراره النهائي.
وتشونغ هو صاحب أكبر حصة من الأسهم في شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، وكان يتطلّع لحصول كوريا الجنوبية على حقّ استضافة نهائيات كأس العالم 2022، ويبقى من العناصر المؤثرة في كرة القدم الآسيوية.
علي بن الحسين يكرّر المحاولة
من جهة أخرى، صرح نائب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم صلاح صبرة، أن الأمير الأردني علي بن الحسين سيكون أحد المرشحين في الانتخابات الجديدة لمنصب رئاسة الفيفا.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن صبرة: «في حال إجراء انتخابات جديدة، فإن الأمير علي بن الحسين على استعداد للترشّح وتولي قيادة الفيفا في أي وقت إذا تطلب الأمر».
الكرملين لم يعلق على استقالة بلاتر
رفض دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، التعليق على استقالة جوزف بلاتر من رئاسة الفيفا، قائلاً إن الكرملين لا يملك معلومات مفصلة بهذا الشأن. وقال بيسكوف في حديث مع الصحافيين: «لا أستطيع أن أقول لكم شيئاً ولا أن أجيب على أي سؤال خاص ببلاتر، لأنه لا تتوفر لدينا معلومات مفصلة بعد».
ووعد بأن يعلق على الوضع الناشئ في وقت لاحق، «بعد أن نفهم ماذا حدث»، مشيراً إلى أن رد فعل الكرملين لا يمكن انتظاره إلا عقب حصوله على المعلومات.
ورجّح وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو في حديث صحافي أن يكون قرار بلاتر الاستقالة قد جاء نتيجة ضغوط تعرّض لها قبل المؤتمر الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم. وصرح بأن هذا القرار مفاجئ بالنسبة لكثير من الاتحادات ولأسرة كرة القدم، لكنه قراره الشخصي وهو قرار شجاع ويعكس حبه للفيفا.
وأضاف أن قرار بلاتر بالاستقالة سيساعد في منع الانقسام في مجال كرة القدم العالمية وكذلك في توحيد كرة القدم وإكمال الإصلاحات التي بدأت إلى جانب إجراءات أخرى جديدة.
مع ذلك، قال موتكو إن الاعتقاد بأن الفيفا بدأ بالانقسام ليس صحيحاً، وأوضح أنه «من المهم الآن ترشيح زعيم واحد لعالم كرة القدم يحظى بدعم عام ويحمي الفيفا، وذلك من أجل تجنب وضع يتم فيه انتخاب رئيس جديد غداً ولن يرضي المنتخبين في ما بعد».
وأكد موتكو أن ما عصف بالفيفا أخيراً لن يؤثر في استضافة روسيا لمونديال 2018 وقال: «لا توجد مخاطر على ملف روسيا بشأن استضافة المونديال المقبل، فهو الحدث الأهم للفيفا وسيجرى بعد 3 سنوات».
وأضاف الوزير أن «روسيا قدمت مقترحاتها بشأن استضافة نهائيات كأس العالم. والفيفا وافق على ذلك. وهو ليس قرار شخص بل هو قرار لجنة مختصة قبل الموافقة عليه، من قبل كونغرس الفيفا».
وكشف موتكو أن روسيا قدمت تقارير بشأن استعدادها للمونديال خلال كونغرس الفيفا الأخير، وفي المقابل لم تتلق البلاد أي سؤال بشأن هذه التحضيرات بل كانت علامات الرضى واضحة لدى الجميع.
أما ألكسندر جوكوف رئيس اللجنة الأولمبية الروسية فرأى أنه لن «يحدث أي نوع من المقاطعة لمونديال روسيا ».
من ناحية أخرى، رأى رئيس لجنة الرياضة في مجلس الدوما إيغور أنانسكيخ أن تخلي بلاتر عن منصبه لن يؤثر في استضافة روسيا للمونديال المقبل.
فيما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أن واشنطن لا تنوي التعليق على استقالة بلاتر، مؤكدة أن الحكومة الأميركية لا تملك موقفاً تجاه شخصية من يجب عليه أن يشغل منصب رئيس الفيفا. ونفت هارف للصحافيين أن تكون واشنطن هي التي دفعت بلاتر للاستقالة.