مهرجان طرطوس الدولي الأول للزهور: مقاومة الورد للحصار الظلامي القادم من وراء الحدود

انطلقت مساء الاثنين فعاليات مهرجان طرطوس الدولي الأول للزهور والزراعات المحمية وتقنيات التصدير 2015 تحت عنوان «بلدي يا لون الفرح» في حديقة الباسل في المدينة والذي يقيمه مجلس المدينة واتحاد المصدرين السوري برعاية وزارة الزراعة، ومشاركة رسميين وغير رسميين من سورية و9 دول عربية وأجنبية.

وأكد معاون وزير الزراعة عبدالكريم اللحام في كلمة التي ألقاها نيابة عن الوزير أحمد القادري خلال الافتتاح «أهمية هذا المهرجان الذي يعبر عن حيوية السوريين وإصرارهم على مواصلة العمل والعطاء ومواجهة الحرب والمؤامرة بغرس الزهور ونشر الملاحم البطولية لشعب لا يقهر وإرسال رسالة لكلّ العالم بأنّ الإرهاب لا يثني هذا الشعب عن المقاومة وتشغيل المنشآت العامة والخاصة وإصلاح ما خربه الإرهابيون».

وأشار اللحام إلى أنّ المهرجان «بمن يضمهم من مشاركي القطاعين العام والخاص في سورية يؤكد تكامل القطاعين كذراع أساسي للاقتصاد الوطني ويجعل المهرجان واحداً من أهم التظاهرات الاقتصادية في سورية، ولا سيما بحلته المتميزة من ألوان الطيف التي يمثلها المشاركون العرب والأجانب»، لافتاً إلى «أنّ القطاع الزراعي، رغم كلّ ما مرّ به من تدمير، حافظ على إنتاج جميع المحاصيل الرئيسية والاستراتيجية ولم يسجل أي حالة فقدان لأي منتج زراعي خلال فترة الحرب».

ولفت إلى «أنّ الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني يحتل المرتبة الأولى في اهتمامات الحكومة، الأمر الذي يتضح من خلال سياسات الدعم الزراعي الحكومي والتوسع بمشاريع الري وتأمين الأعلاف واللقاحات البيطرية مجاناً للحصول على المنتج الجيد الملائم للتصدير وفق المقاييس العالمية».

وأكد محافظ طرطوس صفوان أبوسعدى، من جانبه، أنّ إقامة المهرجان في هذه الظروف الصعبة «دليل على مقاومة الورد للحصار الظلامي القادم من وراء الحدود ومؤشر إلى أنّ السواعد التي تزرع القمح والورد والزيتون هي الضامن والحامي للاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أنّ احتضان طرطوس للمهرجان يعبر عنها كمحافظة استحقت اسم أم الشهداء واحتضنت أبناء البلد».

ولفت رئيس مجلس مدينة طرطوس المهندس علي السوريتي إلى «المكانة الزراعية للمحافظة، وخصوصاً في مجال زراعة الورد والنباتات الطبية والعطرية الذي يعول عليه الكثير»، موضحاً «أنّ المهرجان مملوء بفعاليات متنوعة تتجاوز الجانب الزراعي والاقتصادي إلى الفعاليات الثقافية والرياضية لجذب أبناء طرطوس وضيوفها».

أوضح رئيس الاتحاد العربي للمشاتل والزهور محمد الشبعاني في كلمة اللجنة المنظمة ان وجود 150 مشاركا سوريا وعربيا واجنبيا يغني المهرجان وينشر رسالة محبة وسلام وتفاؤل بالغد المشرق معبرا عن تمنياته ان تكون هذه التظاهرة انطلاقة صحية نحو تطوير زراعة وتصدير الورود.

وأشار عضو اتحاد المصدرين السوريين إياد المحمد في كلمة الاتحاد إلى «أهمية السعي إلى دفع عجلة الاقتصاد الوطني بالإمكانيات المتاحة وبالنهج التشاركي مع مجلس المدينة لتأكيد تعافي القطاعات الاقتصادية وقدرتها على العمل في أصعب الظروف»، موضحاً «أنّ اقامة المهرجان تمثل تحدياً حقيقياً للوضع الراهن، لا سيما من خلال لقاء المشاركين من مختلف الدول لتبادل الخبرات الزراعية وتقنيات التصدير وإبرام عقود التعاون بينهم كلّ حسب اختصاصه».

وأوضح رئيس اتحاد المزارعين الأردنيين عودة الرواشدة «أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية التي تمثل رفضاً للاستسلام للمعوقات المرتبطة بالحرب والمؤامرة والقيود التي أفرزتها في حق سورية والدول العربية في مجالات عدة»، لافتاً إلى «أنّ وجود مشاركات عربية وأجنبية تحيي الأمل بتجدّد اللقاءات ومناسبات التعاون المثمر».

وأشار ممثل الوفد السوداني عادل رابح إلى «أنّ هذا اللقاء الذي لم يحدث منذ سنوات عديدة يشكل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والاضاءة على الأسعار العالمية للزهور والنباتات المتنوعة ودراستها إلى جانب الاتفاق على التوسع في مهرجانات مقبلة حيث تشمل دولاً أخرى في المستقبل».

وتضمن حفل الافتتاح فقرات فنية استعراضية للأطفال بإشراف المسرح المدرسي في مديرية التربية وفرع طلائع طرطوس.

وتتضمن الفعاليات على مدار أيام المهرجان العشرة نشاط رسم على جدران مداخل طرطوس ونشاط رسم للأطفال في الكورنيش البحري، إضافة إلى سباقي ماراثون ودياتلون ومحاضرات علمية زراعية ونشاط يومي لتنسيق الزهور التفاعلي ومسابقة مرتبطة به وأمسيات موسيقية وزجلية وعروض مسرحية وزيارات لجرحى الجيش وتكريم لذوي الشهداء والجرحى والمشاركين في المهرجان.

يرافق المهرجان فعاليات دائمة كمعرض للرسم الحي وصناعة طائرات ورقية والرسم عليها وتوزيع بذار مجانية على ذوي الشهداء من بنك البذار في اتحاد المصدرين ومعسكر نشاط كشفي للفرقة الأولى والفرقة 15 من كشاف سورية ومعرض فني دائم للفنانة تغريد بلال ومعرض لمشغولات توالف البيئة وموسيقى وسينما في الهواء الطلق، إضافة إلى أجنحة تقنيات الزراعة الحديثة ومشاغل توضيب وتجهيز منتجات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى