حردان: خطر الإرهاب لا يقتصر على بلادنا وشعبنا بل يتهدّد أوروبا والعالم وعلى الجميع تحمّل المسؤولية في وقف دعمه وتمويله والقضاء عليه
شدّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أمام وفد من الأحزاب الاوروبية، على أهمية العلاقات بين بلادنا والبلدان الأوروبية، معتبراً أنّ لأوروبا مصلحة في تعزيز هذه العلاقات ودعم استقرار الدول.
وأكد حردان أنّ الإرهاب الذي يهدّد المنطقة، وخصوصاً سورية والعراق، لا يقتصر خطره على بلادنا وشعبنا، بل يطال أوروبا والعالم، ولذلك، فإنّ الدول الأوروبية مطالبة بالضغط على الدول التي تدعم الإرهاب وتموّله، حتى تتوقف عن دعم هذا الإرهاب الذي يدمّر الحضارة، ويرتكب الجرائم بحق الإنسان والإنسانية.
وقال إنّ مصلحة أوروبا تكمن في وجود دول مستقرة في بلادنا، ولذلك عليها أن تلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في دعم القضايا المحقة والتخلّص من الاحتلال والإرهاب، كونهما يشكلان تهديداً للاستقرار وللقيم الإنسانية وخطراً على حقوق الإنسان.
ورأى أنّ البلدان الأوروبية مطالبة بالوقوف إلى جانب المسألة الفلسطينية والعمل الجادّ من أجل إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» ووقف مأساة شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من جرائم هذا الاحتلال ومن التشريد والتهجير.
ولفت حردان إلى أهمية دور الأحزاب الأوروبية في إقامة حراك واسع في المجتمعات الأوروبية، وتشكيل أدوات ضغط على الحكومات من أجل موقف أوروبي موحّد يخلق بيئة من الدفء في العلاقات بين أوروبا ودول المنطقة.
ودعا حردان الأحزاب الأوروبية إلى لعب دور فاعل في تأليب الرأي العام الأوروبي لدعم القضايا العادلة والمحقة ومحاربة الإرهاب والتطرف وكلّ أشكال الغطرسة والاحتلال.
وختم حردان بالقول: إننا نتطلع إلى المستقبل وإلى علاقات طيبة مع الشعوب الأوروبية، لأنها تحصّن المصالح المشتركة وتصون حقوق الإنسان، وتعزّز مسارات الحرية والديمقراطية والتقدّم.
كلام حردان جاء خلال استقباله وفداً يمثل مجموعة أحزاب أوروبية من بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا تنضوي في حزب الـ»اي بي في»، برئاسة البرلماني الإيطالي السابق روبرتو فيوري، وعضوية نيغ غريفن من بريطانيا، اودو فويت ونيس برهسي وفلورين ستاين وروبرتو ديماكبو من المانيا، أرفي فان ليزم ولحود لحدو من بلجيكا، بحضور عميد الخارجية في «القومي» حسان صقر، ومدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية.
الوفد الأوروبي، أكد التقاءه مع موقف «القومي» حيال الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وحيال الإرهاب الذي يرتكب الجرائم في سورية والعراق والمنطقة، مؤكداً أنه يعمل في الوسط الأوروبي في هذا الاتجاه، من خلال حراكه الدائم وبرلمانيّيه المتمثلين في سبع دول.
ولفت الوفد إلى انّ الولايات المتحدة الأميركية لديها قواعد عسكرية في أوروبا وتمتلك نفوذاً سياسياً، وأنّ الاحزاب الأوروبية تعمل من أجل أن يعي الأوروبيون مصالحهم بمنأى عن هذه التأثيرات.
وأشار الوفد الأوروبي إلى أنّ أوروبا تتلمّس مخاطر الإرهاب، والدولة الايطالية تتوجّس من خطر الإرهاب المتأتّي من ليبيا وتركيا، ما يعني أنّ الإرهاب في المنطقة قد يمتدّ إلى كلّ أوروبا.
وأكد الوفد حرص الأحزاب الأوروبية على مصالح البلدان الأوروبية وأمن واستقرار شعوبها، مشدّداً على ضرورة تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع الأحزاب الصديقة في العالم العربي، وخصوصاً الحزب السوري القومي الاجتماعي، انطلاقاً من قناعة راسخة بأنّ هذا التعاون يصبّ في مصلحة الجميع، وأنّ الإرهاب يشكل خطراً على شعوب العالم قاطبة.
الديبلوماسي الياباني
واستقبل حردان بحضور صقر وحمية المستشار الياباني كايسولي ياماناكا وبحث مع في عدد من المواضيع، لا سيما موضوعي النازحين والإرهاب.
وأكد حردان خلال اللقاء أنّ استقرار المنطقة مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته لوقف عمليات القتل التي تمارسها القوى الإرهابية، ووقف النزف الاقتصادي لدول المنطقة وضرب بنيانها الحضاري والعمراني، لافتاً إلى أنّ هذه المسؤولية تتحقق بالضغط على الدول الداعمة للإرهاب.
ولفت حردان إلى أنّ موضوع النازحين السوريين خصوصاً في لبنان، يشكل عبئاً حقيقياً على الدولة اللبنانية، فهذه القضية تمّ تسييسها منذ البداية بهدف ممارسة الضغوط على الدولة السورية، لذلك نرى فوضى حقيقية وأعباء مضاعفة من جراء هذا التسييس بمعزل عن الطابع الإنساني.
ورأى حردان أنّ الأمم المتحدة مطالبة بدور بنّاء يسهم في خلق بيئة للحلّ السياسي، والخطوة الأولى في هذا الاتجاه تتمثل بوقف دعم الإرهاب والتطرف من قبل تركيا وقطر والسعودية.
وأمل حردان أن تبادر اليابان الى لعب دور في قضية النازحين، فهي مشكورة على ما قدّمته من مساعدات مالية، لكنها تستطيع أيضاً أن تساهم بشكل أكبر وبصورة أكثر فاعلية، سواء من خلال مضاعفة المساعدات للبنان أو من خلال التواصل المباشر مع الحكومة السورية.
وأكد حردان أنّ الدولة السورية لا تزال ممسكة بزمام الأمور وقائمة بمسؤولياتها تجاه شعبها، والسوريون ملتفون حول دولتهم وقيادتهم، وهذا من أسباب صمود الدولة السورية في مواجهة الإرهاب والتطرف والدول الداعمة لهذا الإرهاب.
بدوره أكد الديبلوماسي الياباني أنّ بلاده حريصة على الحلّ السياسي، وأنها مستمرّة في تقديم المساعدات الإنسانية.
رئيس حزب الوعد
واستقبل حردان رئيس حزب الوعد جو حبيقة، بحضور صقر والدكتور جورج جريج وجرى عرض عام للأوضاع، وتمّ التشديد على أهمية الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني في لبنان، وضرورة أن تسهم جميع القوى في هذا الاستقرار من خلال الحفاظ على مؤسسات الدولة، وتفعيلها حتى تتحمّل مسؤولياتها تجاه الناس.
كما تمّ التأكيد خلال اللقاء على ضرورة أن يتوحّد اللبنانيون في مواجهة المخاطر الإرهابية، وإطلاق يد المؤسسات العسكرية والأمنية للقضاء على هذه التهديد، لا سيما في المناطق اللبنانية التي تحتلّها القوى الإرهابية.
وشدّد المجتمعون على ضرورة حماية السلم الأهلي والقيام بالخطوات المطلوبة من أجل إنجاز الاستحقاقات الداخلية بما يصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين.