في عملية نوعية للقوات العراقية مقتل 40 «داعشياً» بينهم قياديون
قطع تنظيم «داعش» إمدادات المياه التي تغذي مناطق عدة من العراق، وذلك عبر إغلاقه السدود التي يسيطر عليها في الرمادي غرب الأنبار.
لا يدخر تنظيم «داعش» جهداً ووسيلة لمد نفوذه والسيطرة على مناطق جديدة لتوسيع حدود دولته المزعومة، فمن حربه الإعلامية وبث الرعب من طريق الأفلام المنتجة باحترافية إلى حرب الانتحاريين، ها هو يبتكر طريقة قد تكون الأخطر والأكثر تأثيراً، وهي حرب المياه.
ويجعل قطع المياه عملية استعادة السيطرة على الرمادي أكثر تعقيداً وخطورة لأسباب عديدة أهمها:
1 – تسهيل تنقل المسلحين عبر النهر وعلى ضفافه بحرية أكبر.
2 – قطع المياه عن مناطق تمركز القوات العراقية والحشد الشعبي ما سيزيد من معاناتهم بخاصة مع لهيب الصيف الحارق.
3 – دفع المدنيين وأهالي المناطق المستهدفة بقطع المياه إلى النزوح ما يسهل على مقاتلي التنظيم احتلال أماكنهم بسهولة.
4 – تضرر المحافظات الجنوبية والوسطى التي يقطعها نهر الفرات كالديوانية وبابل وكربلاء والنجف والسماوة.
بدأ التنظيم تصعيداً جديداً في الحرب منذ نيسان الماضي عندما قام بإغلاق سد الفلوجة وما يعمل لتحقيقه جنوب الموصل من أجل تسميم نهر دجلة بالكامل، وها هو اليوم يتبع النهج نفسه في سدود الرمادي التي حصنها ضد الغارات الجوية.
«داعش» بعد دخوله آبار النفط في مناطق واسعة من سورية والعراق، وسيطرته على أهم الموارد المائية بات يعرض اليوم الأمن الغذائي والمائي لأكبر كارثة.
أسلوب قتالي قديم جديد، من يسيطر على المياه يسيطر على مجريات المعركة، التي يبدو أنها طويلة الأمد وتضع الشعوب أمام خيارات عديدة ليس أفضلها الموت عطشاً أو حرقاً أو ذبحاً.
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، عن مقتل 40 عنصراً من «داعش» بضربة جوية غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار غرب العراق، بينهم قياديون عرب، موضحاً أن القصف استهدف مقراً لهذه الجماعة الارهابية ضم اجتماعاً للعديد من قادتها غرب الرمادي.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن معن قوله أمس، إن «طيران القوة الجوية وبالتنسيق مع خلية الصقور الاستخباراتية ـ التابعة للداخلية العراقية ـ نفذ ضربة جوية مساء أمس، استهدفت مقر ما يسمى بالحسبة التابع لـ«داعش»، ما أسفر عن مقتل 40 إرهابياً من التنظيم».
وأوضح أن «من بين قتلى الغارة المدعو أبو إبراهيم الكويتي الذي قدم من سورية إلى القائم لتنسيق مواضيع تخص تنظيم الخراسان، وأبو مشاري السلماني أمير مفرزة الأمنيين في ما يسمى بالحسبة».
وأضاف معن أن «من بين القتلى القياديين أيضاً، عدنان الصحراوي وأبو محمد الجزراوي من الجزائر ومروان الراوي مسؤول حماية المقر وأبو حمزة الكبيسي مسؤول مفارز الحسبة في القائم».
يذكر أن خلية الصقور الاستخباراتية تعلن باستمرار عن عمليات نوعية تؤدي في الغالب الى اصطياد رؤوس كبيرة في جماعة «داعش» الارهابية وفي مختلف مناطق البلاد.
إلى ذلك، خلفت الضربة الجوية التي شنها التحالف الدولي في بلدة الحويجة شمال العراق دماراً كبيراً وعشرات القتلى بين مسلحي «داعش» ومدنيين.
وقال حسن محمود الجبوري، أحد السكان إنه سمع طائرات تحلق في سماء المنطقة لنحو عشر دقائق قبل الانفجار الأول الذي حطم زجاج نوافذ منزله: «هرعت مع أبنائي وزوجتي بحثا عن ساتر أسفل الدرج. وأعقب الانفجار الأول ثلاثة أو أربعة انفجارات قوية وشعرت بأن سقف المنزل على وشك الانهيار فوق رؤوسنا».
وأظهرت الصور التي وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يزعم أنها التقطت في موقع الانفجار مشهد دمار واسع لم يبق فيه وجود لأي مبنى.