«القومي» في يوم البيئة العالمي: بلادنا تتعرض للأخطار نتيجة الأطماع بمواردها وتراثها الحضاري
لمناسبة يوم البيئة العالمي أصدرت عمدة شؤون البيئة في الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:
يحتفل العالم كلّ عام في الخامس من حزيران بيوم البيئة العالمي وتشكل المناسبة منصة لتبيان الأخطار التي تهدّد البيئة، ولنشر الوعي البيئي بشكل أوسع وأشمل، وللدعوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة، من قبل حكومات الدول والمؤسسات والهيئات المعنية والشعوب على حدّ سواء.
«سبعة مليارات حلم على كوكب واحد فلنستهلك بعناية» هو شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام، بهدف التدليل على دور ومسؤولية الأفراد كافة لوضع تنمية اقتصادية سالمة ومستدامة وتحسين نوعية الحياة للجميع، آخذين في الاعتبار التدهور البيئي الحادّ والحاجة إلى حماية احتياجات الأجيال القادمة من موارد طبيعية أساسية. ويأتي ذلك من خلال الاستعمال المعتدل للموارد الطبيعية كالطاقة والمياه وغيرها، والتقليل من كميات الهدر في الطعام. فبالرغم من الجهود الحثيثة للحفاظ على الموارد الطبيعية، لا تزال أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدام واحدة من الأسباب لتدهور البيئة العالمية، ولا يزال الانسان يستهلك كميات من الموارد الطبيعية أكثر مما تستطيع الأرض تأمينه بشكل مستدام، لذلك، يجب التأكيد على ضرورة:
ـ نشر الوعي البيئي بشكل أوسع وأشمل، وإيلاء التنشئة البيئية الاهتمام اللازم وترسيخ هذا الوعي لدى الأجيالل الجديدة، ما من شأنه أن يحلّ جزءاً من المشكلة.
ـ تحمّل دول العالم وخصوصاً الدول الصناعية مسؤوليتها في اتخاذ الخطوات الضرورية للمحافظة على البيئة والحدّ من استخدام الموارد الطبيعية.
هذا على المستوى العالمي. أما في بلادنا الهلال السوري الخصيب ، فبالاضافة إلى التحدّيات الكبيرة نتيجة المشاكل والأخطار البيئية العديدة، تضاف إليها الكوارث الناتجة من الحروب الارهابية والتي تتجاوز النطاقين الاقتصادي والسياسي اللذين ينحصر فيهما غالباً تحديد الخسائر. فالتدخلات والاحتلالات العسكرية والحروب ونهب الثروات الطبيعية والأولية التي يمارسها الغرب الاستعماري ضدّ بلادنا، ليست أقلّ تأثيراً وخطراً ووحشية على بيئتنا من استهدافها بالسياسة والاقتصاد. وقد شهدت كيانات الأمة السورية ولا تزال تشهد، من العراق إلى فلسطين، والشام ولبنان، حروباً وأعمالاً إرهابية ونزاعات كبيرة. وإذا كانت أسباب هذه الحروب كثيرة ومتنوّعة، فإنّ هدفها الأول الذي لا يُخفى يبقى محصوراً في الاستيلاء على الموارد الطبيعية الغنية، من مياه ونفط وغاز وتنوّع بيولوجي وغيرها.
إنّ العدو اليهودي يستخدم في حروبه، كما حدث في اعتداءاته على لبنان وفلسطين المحتلة، شتى صنوف الأسلحة، التي لوّثت التربة والحقول الزراعية وتسبّبت بانتشار الأمراض القاتلة، واقتلعت الأشجار إضافة إلى سرقة المياه. وفي العراق وسورية التي تواجه حرباً كونية، يُسجّل للمجموعات الإرهابية المسلحة الرقم القياسي في استهداف الكثير من المواقع الطبيعية والأثرية، ومنها انتهاكات التدمير والتخريب والسرقة وتهريب القطع الأثرية، وسرقة المياه وقطع الأشجار وغيرها العديد من الانتهاكات.
إنّ نهب الموارد الطبيعية من نفط وغاز ومياه وتدمير ونهب الآثار، له تأثير بالغ على البيئة، ليس لناحية ما تحتاجه عملية إعادة الترميم من عناصر وموارد، بل لما يشكل ذلك من تأثير مباشر على نفس الإنسان، فباعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، يضيء على ارتباط الإنسان ببيئته ويؤكد أن «لا بشر حيث لا أرض ولا جماعة حيث لا بيئة ولا تاريخ حيث لا جماعة»، ولذلك فإنّ كلّ ما يتهدّد بلادنا هو تهديد للإنسان والبيئة في آن معاً.