«القومية الاجتماعية والدين ومنهجية النضال القومي»… موضوع لقاء الندوة الثقافية المركزية في «القومي»

نظَّمت الندوة الثقافية المركزية في الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاءً حوارياً حول موضوع «القومية الاجتماعية والدين ومنهجية النضال القومي» مع عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب د. ميشال نخلة.

حضر اللقاء رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي المركزي، إضافة إلى أعضاء الندوة ومجموعة من الطلاب الجامعيين.

افتتح رئيس الندوة الثقافية المركزية عضو المكتب السياسي المركزي د. زهير فياض اللقاء بكلمة شدّد فيها على دور الندوة الثقافية المركزية في التعمّق بدراسات الفكر والعقيدة وربطها بالأحداث والتطورات التي تحياها أمتنا والعالم.

بعدئذ، حاضر نخلة في ظاهرة الدين في مسار الحضارة الإنسانية، ودوره في تقدّم البشرية. كما توقّف عند أشكال الدين وتجلياته المختلفة، مع التركيز على المكوّنات البنيوية المشتركة بين الأديان.

ثمّ عرض المحاضر لنظرة سعاده إلى الدين وموقفه منه عبر كتابَي «نشوء الأمم» و«المحاضرات العشر»، محلّلاً الطريقة العلمية البحت التي تعاطى بها سعاده مع الظاهرة الدينية. مبرزاً الفصل الواضح لدى المعلم بين ما هو دينيّ يعنى بشؤون الماوراء، وبين ما هو مجتمعيّ ويدخل في حيّز العلم والمعرفة.

وأشار نخلة إلى أن سعاده أفرد حيّزاً واضحاً للمسألة الدينية في برنامجه النضالي الإصلاحي. إذ كرّس ثلاث مواد إصلاحية من خمس لمعالجة الأضرار التي تكبّدتها الأمة السورية من جرّاء إسقاط الدين على العلاقات الاجتماعية والسياسة.

وأضاف: لقد شدّد المعلم الهادي على ضرورة فصل الدين عن الدولة في المبدأ الأصلاحي الأول، وعلى إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب في المبدأ الإصلاحي الثاني، وعلى منع رجال الدين من التدخّل في شؤون السياسة والقضاء القوميين في المبدأ الإصلاحي الثالث. ما يميّز سعاده في مقاربته الإصلاحية عن غيره من مريدي الإصلاح، أنّ تحديد الحيّز الديني وفصله عن الحيّز المجتمعي، لم يأتِ نتيجة استنسابية فكرية أو مصالح آنيّة. إنما أتى نتيجة تحليل عميق للمسار الديني في تاريخ البشرية، ووضوح غلبة الاعتبار القومي على الاعتبار الديني في التحوّلات الحضارية الكبرى والكوارث التي حلّت بأمتنا نتيجة التخلّي عن الخيار القومي لمصلحة الخيار الديني. لقد كانت سوريا ولا تزال أكثر الأمم التي تضررت من جرّاء تغليب الاعتبار الديني في شؤون حياتها.

إضافة إلى ذلك، تطرّق المحاضر إلى ضرورة تعاطي القوميين الاجتماعيين مع المؤسسات الدينية وعدم تجاهلها أو اعتبارها غير موجودة، نظراً إلى أهمية هذه المؤسسات وتأثيرها في شتى ميادين حياتنا، ومنعاً لأن يُساء استغلالها أو تضليلها وهدر مواردها من قبل من لا يعمل، انطلاقاً من المصلحة القومية حتى لو كانت جزئية.

بعد المحاضرة، كان نقاش بين الحضور والمحاضِر تناول مختلف أبعاد الندوة، خصوصاً استعمال الصهيونية وحلفاءها الدين، وخطورة تصاعد ظاهرة الردّة الدينية السياسية في عالمنا الحديث.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى