مهرجان «القدس لنا»… شباب مقدسيّون يتحدّون التهويد الممنهج

كما في كلّ سنة، تقوم بلدية الاحتلال الصهيوني بالتعاون مع عدد من المؤسسات الصهيونية، بإنارة مدينة القدس المحتلة، والبلدة القديمة، بما في المدينة من أسوار وأزقة وشوارع وجدران كنائس ومساجد، ضمن مهرجان تهويديّ تسمّيه «مهرجان الأنوار».

في السنة الماضية، عُرض أحد الأفلام الضوئية على سور «باب العمود» في القدس، والذي أثار استفزاز الفلسطينيين آنذاك، حينما هُدمت قبة الصخرة ضوئياً، وبني الهيكل المزعوم مكانها أمام الملأ. والمراقبون غداً سيكونون في انتظار ما سيروّجه الاحتلال ضمن مهرجانه الذي سيشارك فيه فنانون دوليون، وفقاً للموقع الإلكتروني الخاص به.

أما هذه السنة، فانطلق «مهرجان الأنوار» التهويديّ الأسبوع الماضي، ويستمر حتى 11 من الشهر ذاته. وضمن برنامج المهرجان المعلن عنه، ثمة أربعة مسارات: باب العمود، قلعة القدس، مبنى عثماني في حي الشرف، وكنيسة تاريخية في محيط مسجد النبي داود التاريخي.

ولكن الرياح هذه السنة لم تجر بما تشتهيه السفن الصهيونية، إذ إنّ «الحراك الشبابي الشعبي المقدسي»، كان ردّه قوياً، إذ نظّم «كرنفال القدس لنا» أمام باب العمود في القدس عند الساعة السادسة والنصف من مساء الأربعاء، ضدّ «مهرجان الأنوار» الذي يهدف كما وصفه الحراك في بيانه إلى طمس معالم المدينة العربية، وهو محاولة من الاحتلال لتغيير مجريات التاريخ واستمرار مسلسل التهويد.

وضمّ المهرجان فقرات فنية، وعروض دبكة شعبية فلسطينية، وفقرات كابويرا، وفعاليات للأطفال والرسم على الوجوه.

ودعا الحراك الشبابي جميع المقدسيين إلى المشاركة الواسعة في المهرجان الذي أظهر للاحتلال الصهيوني أنّ القدس لنا، كما دعاهم إلى مقاطعة «مهرجان الأنوار» التهويدي.

«هيّ هيّ القدس عربية»، «بالروح بالدم نفديك يا قدس»، بهذه الهتافات افتتح مئات المقدسيين المهرجان على مدرّجات باب العمود في القدس، بالتزامن مع انطلاق ما يسمى «مهرجان الأنوار».

الطفلة تالين أبو الحلاوة تقول: «لأن القدس عاصمة فلسطين ولأنها مدينة مقدّسة، جئت اليوم للمشاركة في فعاليات المهرجان، وطلبت من القائمين على فعاليات الأطفال أن يكتبوا على جبيني اسم مدينتي القدس تعبيراً عن انتمائي إليها، وتأكيداً على حقنا فيها».

أما الطفلة سادين دويك، فتقول إنها قررت الحضور والمشاركة في المهرجان ليقينها أن القدس للفلسطينيين فقط، «ونحن نثبت لهم ذلك بحضورنا الكبير اليوم».

وعن السبب الذي دفع الأهالي إلى التوافد مع أبنائهم من كافة الأعمار إلى مدرّجات باب العمود، يقول المقدسيّ أيمن أبو الحلاوة: «علينا تعليم أطفالنا منذ نعومة أظفارهم أن القدس فلسطينية وستبقى كذلك، وأن الاحتلال زائل لا محالة، ومن الضروري إقامة فعاليات مشابهة على مدار السنة لإحياء مدينة القدس في ظل ما تتعرّض له من محاولات تهويد ممنهجة».

وكان ضمن المشاركين في المهرجان، الفنانة المقدسية نيفين الصاوي التي قالت: «جئنا كمجموعة نسائية نلبس الزيّ التراثي الفلسطيني لنعيد إلى الذاكرة أغاني الأجداد الشعبية، ولنرسم البسمة على وجوه أطفالنا. وعلى رغم فعاليات المهرجان السلمية، نجد أن الاحتلال يطوّقنا بالعشرات من عناصر الشرطة والقوات الخاصة لقمع النشاطات، ومع ذلك سنستمر حتى إنهاء البرنامج كما خططنا له».

من ناحيته، قال الناشط الشبابي المقدسي ياسين صبيح إن المهرجان يأتي ضد «مهرجان الأنوار» التهويدي في مدينة القدس الذي أطلقته بلدية الاحتلال قبل سنوات بهدف نقل صورة مشوّهة عن القدس.

وأضاف صبيح أن الشباب المقدسيّ أقام المهرجان تحدّياً للاحتلال ولمحاولة صهينة المدينة، مؤكداً: «نحن ننقل حقيقة هذه الأرض الفلسطينية الإسلامية المسيحية».

عن قمع قوات الاحتلال فعاليات المهرجان، أكد صبيح أن سلطات الاحتلال تتبع نهجاً قمعياً لأي صوت مقدسيّ فلسطيني يعبّر عن أصالة هذه الأرض. مضيفاً أن استمرار فعاليات المهرجان تؤكد على تمسك المقدسيين بمدينتهم وكفاحهم في الحفاظ على عروبتها.

يذكر أن عشرات العناصر من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة تواجدت في منطقة باب العمود بالتزامن مع انطلاق مهرجان «القدس لنا»، وتعمدت التنغيص على المشاركين بإعاقة سير الفعاليات، بينما قابل المقدسيون ذلك بالهتافات والأغاني الوطنية، حتى سار برنامج الاحتفال كما خُطّط له.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى