مرهج: نقف مع برنامج الأسد ونختلف مع رؤية البعث شبيب: الأسد ضمانة لمستقبل إعمار البلد
دمشق سعد الله الخليل
فيما يقترب الاستحقاق الرئاسي، تمضي القوى السياسية والشعبية في ترتيب أوراقها بانتظار الثالث من حزيران، وحسمت غالبية الأحزاب السياسية المرخصة حديثاً أمرها بإعلان المرشح بشار الأسد ممثلاً لها في السباق الرئاسي.
وفي هذا السياق، دعا حزب الشباب الوطني السوري الشعب السوري إلى المشاركة في الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية، واختيار الرئيس الذي يلبي طموحات الشعب، والذي تكون أولوياته إعادة الأمن والاستقرار للوطن ودحر الارهاب التكفيري الظلامي الذي يقتل الشعب السوري.
وأكد الأمين العام للحزب ماهر مرهج في مؤتمر صحافي: «أن الحزب وأعضاءه وأنصاره سيصوّتون لمصلحة المرشح الدكتور بشار الاسد لالتصاقه وإحساسه بالشعب السوري، وللخبرة السياسية المتراكمة التي يمتلكها وتحتاجها حالياً القوى السياسية السورية للخروج من الأزمة، ولامتلاكه المشروع السياسي ولشفافيته وصدقيته في تحمّل أخطاء المرحلة السابقة من خلال إقراره بها والعمل على إصلاحها».
وأشار الحزب الى أن لديه نقاطاً مشتركة ونقاطاً مختلفة، مع برنامج المرشح الدكتور حسان النوري في الثوابت الوطنية ووحدة التراب السوري، وبعدم وجود هوية اقتصادية واضحة لسورية، خصوصاً خلال العشرين سنة الأخيرة من التخبط في السياسات الاقتصادية الارتجالية، وضرورة التركيز على التعددية الاقتصادية المتكافئة بين القطاعين الخاص والعام من دون تبعية أي قطاع للآخر، ويتفق الحزب مع نظرية الدكتور النوري الاقتصاد الذكي من حيث الحفاظ على مكتسبات المواطن وتوسيع هامش الحرية الاقتصادية، فيما يختلف الحزب مع المرشح النوري في نظرية الإصلاح السياسي وتأخيره حتى إنجاز الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي، إذ يرى الحزب أن إصدار قانون الأحزاب الرقم 100 لعام 2011 مكسب سياسي كان يجب أن يصدر عام 2005.
وفي حديثة الى «البناء» قال مرهج: «إن الحزب دعم المرشح الدكتور بشار الأسد ولم يدعم رؤية حزبه حزب البعث العربي الاشتراكي، وما زال ينتهج الحزب خط المعارضة، وينظر مستقبل الحياة السياسية في سورية وفق مطالبه، والتي أبرزها تعديل قانون الأحزاب والإعلام والإدارة المحلية، وإجراء تعديلات دستورية لإلغاء الفقرة الأولى من المادة الثالثة من الدستور السوري والتي تحدد دِين رئيس الجمهورية، وإجراء تعديلات على السلطة التشريعية بحيث تضم مجلس الشعب ومجلس الشورى ومجلس للشباب، والذهاب لانتخابات برلمانية مبكرة وإدارة محلية وفق القوانين المعدلة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم تمثيلاً حقيقياً للقوى الوطنية التي ساهمت عبر الأزمة بدفع الدم والمال في الدفاع عن الوطن تضم وزارة للأزمة ووزارة للإعمار ووزارة للشباب والرياضة».
شبيب: لسنا على الحياد
وأعلن حزب الشعب الوقوف إلى جانب المرشح الرئيس الأسد ومنحه أصوات الحزب، وأكد سليمان شبيب العضو السياسي للحزب مسؤول العلاقات الخارجية فيه، أن وقوف الحزب مع برنامج المرشح بشار الأسد يعني الحفاظ على وحدة البلد ومكافحة الإرهاب، وضمان السيادة الوطنية ووحدة الأرض والشعب والوطن، وأضاف شبيب: «إن الحسابات الحزبية تتراجع أمام مصالح الحسابات الوطنية الكبرى خصوصاً في الظروف الاستثنائية التي يتعرض لها الوطن على الأصعدة كافة».
ورأى شبيب: «أن الحزب يلتقي مع حزب البعث بالأهداف الوطنية الكبرى وبرنامج مرشحه الرئيس الأسد الذي يلبي الطموحات، لا سيما بالصمود الذي أبداه خلال الأزمة في حماية البلد، وبالتالي لحماية المستقبل قررنا الوقوف معه لإعادة الإعمار وتنشئة الجيل الجديد».
وعن وقوف الأحزاب المرخصة حديثاً مع المرشح الأسد وعدم إجماعها على مرشح ينتمي إليها، قال شبيب: «ربما في المرحلة المقبلة بعد تبلور الرؤية السياسية لتلك الأحزاب».
وعن موقف الحزب من الأصوات الداعية لمقاطعة الانتخابات تابع شبيب: «الموقف السلبي قد يكون أكثر سوءاً من الموقف المعادي»، مضيفاً: «في الكوميديا الإلهية يقول دانتي أكثر الأماكن حلكة في الجحيم مخصصة لأولئك الذين يحافظون على حيادهم عندما تكون هناك أزمة أخلاقية كبرى، اليوم الوطن في أزمة كبرى لا يمكن الوقوف على الحياد بانتظار ما تسفر عنه التطورات».
المجموعات الإرهابية المسلّحة في سورية
في مرحلة الانحسار والشرذمة… ومثلها جوقة الائتلاف
أكد «مركز شتات الاستخباري» أن المجموعات الإرهابية المسلّحة في سورية والمعارضة المساندة لها أصبحت في مرحلة عدم الصعود على الصعيدين العسكري والسياسي.
ورأى المركز أن حالة التشرذم والمنافسة المختلّة بين الجماعات المتأسلمة والجيش الحر لا تزال مستمرة، إذ لم تُظهِر التحالفات حتى الآن زيادة ملحوظة في الفعالية العملياتية. وعلاوة على ذلك، تشير تقديرات تحظى بالصدقية إلى أنه لم تطرأ أي زيادة على العدد الإجمالي للمسلحين خلال العام الحالي، ما يدلّ على أن المتمردين والمستجلبين يعانون من تقلّص مخزون المجندين الجدد المحتملين كما لاحظ تقرير مركز كارتر الذي استند إلى بيانات ميدانية شاملة.
التوقّعات القاتمة للمعارضة
وأشار المركز إلى أن فوز الرئيس السوري بشار الأسد بالانتخابات هو نصر للدولة والجيش والنهج السياسي والمزاج الشعبي في المقام الأول. وهو ضربة للقواعد التي اتكأ عليها المتربصون بسورية، فتراكم الانتصارات التي اتبعها الجيش السوري قادت المتابعين إلى تصنيف وتقسيم المعارضة بصورة أكبر. واتضح أن كل طرف سياسي أو عسكري بالمعارضة يعزّز مركزه ضمن دائرة اجتماعية وجغرافية وهي تضيق باستمرار. وينطبق هذا بشكل خاص على المجموعات التي تفصح عن توجه إسلامي أو سلفي ـ قاعدي، فهي تقوم بتفريخ المسميات وهذه وسيلة خادعة للحصول على الأموال بحجم الكم المزيف.
ويرى مركز «شتات الاستخباري» أن الحوادث في العام الحالي كشفت عن تنامي الانفصال بين المكوّنات المختلفة بين المسلحين والمعارضة السياسية المدعومة من الخارج، وبين المتمردين «الجيش الحر»، ولم يتمكّنوا من التغلّب على التشرذم الداخلي الذي يعتري صفوفهم، فإن قدرتهم على البقاء وعلى قيد الحياة على المدى الطويل ستكون موضع شكّ.
استمرار التشرذم والمنافسة انعكس على عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى صحوة وطنية، وكانت المصالحات الطريق الأسلم للعودة إلى حضن الدولة، بعدما انكشف قادة المجموعات المسلحة الذين يعملون ضمن منظومة أميركا و»إسرائيل» والسعودية وتركيا.
استحسان الرداءة
تحاول السعودية الآن تشكيل مجموعات وتحالفات خاصة تحت أسماء مختلفة غير إسلامية ضمن مخطط تغيير العناوين مثلاً بدلاً من أبو طلحة الذي يسمي نفسه جيفارا، أو من كتيبة الصحابة يجري التبديل تحت مسمى كتيبة أو لواء، وهذه المسميات لا تلغي الضجّة الإعلامية الكبيرة في الاستخبارات ووسائل الإعلام العربية والغربية التي تناولت إجرام وسلوك المجموعات المتأسلمة المدعومة من النظام الوهابي السعودي ومن قطر، فما يجري هو إعادة تقديم وتسويق التضليل أكثر. وجاء تغيير الأسماء بسبب الضغط السياسي المتواصل على المملكة السعودية وقطر، لتقّبل الولايات المتحدة والغرب استحسان الرداءة.
لقد أصبح مصير المعارضة برمّته رهن التنافس بين طرفين عربيين داعمين لها السعودية وقطر اللتين ترعى كل منهما محاور متنافسة من المسلحين وداخل الائتلاف.
وهذا التحوّل الذي عمّق الانقسامات الداخلية في الجماعات المسلحة وبين الائتلاف والجيش الحر، يدل على حالة الشَّلل بالهياكل. فهم منبوذون أمام الشعب السوري والعربي بسبب اعتمادهم الكلّي على أميركا و»إسرائيل» وأصدقائهما. وبالتالي فإن الائتلاف وجبهة النصرة وداعش والجبهة الاسلامية هي تركيبة مغشوشة تعيش في وقت مستعار. فما بُني على باطل هو باطل والمعارضة التي تعرض بضاعتها بين داعميها العرب والإقليميين. قد انتهى مفعولها عملياً، وهي تعترف سرّاً بأنها مرتبكة ومركبة.