مشروع قرار أوكراني لعودة الجيش إلى ثكناته وتطبيق اللامركزية
أعلن الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف أن مشروع القرار الذي اتفق عليه النواب أمس، لإقراره في البرلمان يدعو الى عودة جميع العسكريين المشاركين في العملية الخاصة شرق البلاد الى قطعاتهم الدائمة فوراً.
ويتضمن المشروع وعداً بتعجيل القيام بالإصلاح الدستوري على أساس مبدأ اللامركزية، والذي ينص على أن قرار مشاركة البلاد في أي اتحاد دولي يُتخذ من خلال استفتاء شعبي فقط.
ووعد البرلمان الأوكراني في حال إقرار المشروع بتثبيت صفة اللغة الروسية في الدستور الجديد. ومن المتوقع أن يصوّت البرلمانيون على المشروع في أقرب وقت.
وأعلن غيورغي كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي تعليقاً على ذلك أنه إذا كانت السلطات الأوكرانية تستعد بالفعل لتنفيذ كل ما جاء في مذكرة الرادا فإن ذلك ما كانت موسكو تدعو إليه كييف دائماً. وقال كاراسين: «يجب النظر أولاً الى الصياغة على الورق، وإذا تبين أن كل ما تقولونه حقيقة، فسيكون ذلك التطور الذي تحدثنا عنه طوال الأشهر الأخيرة. ولكن في البداية يجب رؤية ما الذي اتخذوه، لأنه يجري الإعلان عن شيء بينما يكون على الورق مختلفاً».
ميروسلاف رودينكو القيادي في حكومة «جمهورية دونيتسك الشعبية»، ونائب رئيس وحدات الدفاع الشعبي، قال: «إن الحديث عن بداية الحوار بين كييف وممثلي شرق أوكرانيا ممكن بعد سحب القوات وبدء تنفيذ «مذكرة السلام والاتفاق» الصادرة في البرلمان». وأضاف رودينكو: «إنني لا أرى بعد سعيهم الى تنفيذ المذكرة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه في حال تفعيلها فمن الممكن أن يؤثر هذا على الوضع في شرق البلاد».
يأتي ذلك في وقت جدد الجيش الأوكراني فجر أمس، قصفه المدفعي على مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك اللتين تعتبران من المعاقل الرئيسة لأنصار الفيديرالية في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا.
وأفاد متحدث باسم لجان الدفاع الشعبي في سلافيانسك عن سماع دوي انفجارات قوية في المدينة بسبب قذائف هاون يطلقها الجيش، مؤكداً: «أن القصف أدى إلى إصابة امرأة وتدمير عدد من المنازل السكنية في البلدات المحيطة بالمدينة».
كما ذكر المتحدث أن أفراد اللجان الشعبية تمكنوا من منع تحرك دبابات تابعة للجيش الأوكراني من مقاطعة خاركوف المجاورة باتجاه سلافيانسك وكراماتورسك. وفي مقاطعة لوغانسك، يزداد عدد النازحين من المناطق الشمالية حيث تنتشر وحدات من الحرس الوطني الذي شكلته سلطات كييف أخيراً من عناصر الميليشيات الموالية لها.
وأوضح مسؤولون محليون في مقاطعة لوغانسك أنه تم نشر كتيبتين من الحرس الوطني مزودتين بأسلحة ثقيلة ومروحيات ومدرعات وأنظمة صاروخية محمولة، ما اضطر نحو ألفي مواطن من سكان المناطق الشمالية لمقاطعة لوغانسك إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى جنوب المقاطعة أو إلى روسيا خوفاً من الاعتقال أو عمليات النهب.
ويجري الجيش الأوكراني والحرس الوطني ما تطلق عليه كييف «عملية مكافحة الإرهاب» ضد أنصار الفيديرالية بأوكرانيا في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك حيث سيطر المحتجون على عدد كبير من المباني الرسمية وبدأوا بتشكيل أجهزة إدارة خاصة بهم.
ونظم النشطاء المعارضون استفتاءً في المقاطعتين في 11 أيار، أيدت الغالبية الساحقة من المشاركين فيه قيام «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» المستقلتين عن كييف.
جاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات القوات المسلحة الروسية بدأت بالعودة إلى مواقع مرابطتها الدائمة من التدريبات في المقاطعات الروسية المجاورة لأوكرانيا وفقاً لأمر وزير الدفاع سيرغي شويغو.
وأشارت الوزارة أمس، إلى أن العسكريين تدربوا خلال هذه المناورات على التعاون القتالي بين الوحدات وإطلاق النار، مضيفة أن عودة القوات إلى مواقع مرابطتها ستُجرى على مرحلتين من ميادين التدريب في مقاطعات روستوف وبيلغورود وبريانسك.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أوعز يوم الاثنين إلى القوات المشاركة في التدريبات العسكرية الدورية غرب روسيا بالعودة إلى ثكنها بعد أن أتمت مرحلة التدريب الربيعية.