الإعصار
الأمير صالح آل حرفوش
دقّ النفير وعربد الاعصار
واستفحلت وتعاظمت أخطار
حربٌ تُشَنُّ على البلاد بأسرها
والحاقدون الطامعون كثار
صهيون من خلف السّتار محرّضٌ
وتمدّه دولٌ هناك كبارٌ
يتذرّع المتآمرون بحجّةٍ
من أنّ إرهاباً هناك يُثار
أمريكة نسيت بأيّامٍ مضت
«نَكَزاك» عنها ضجّت الأخبار
وكذاك «هيروشيم» قد لحقت بها
شعبٌ يذوب، مجازر ودمار
هذا هو الإرهاب لا ما تدّعي
بمقاومٍ يجتاحه استعمار
إنّ الدّفاع مشرّعٌ عن موطنٍ
يطغى به متصلّفٌ جبّار
فهناك بالأرض السليبة نكبةٌ
الشعب يهلك والدّما أنهار
وكذاك في أرض العراق مجازر
في كلّ يومٍ يذبح الثوّار
وهنا بلبنان المناضل والذي
قهر العدوّ شبابه الأحرار
طيران «إسرائيل» يملأ جوّه
بفظاظةٍ وكأنّه إنذار
فإلى متى الصّمت المعيب بأمّةٍ
لا ثورة تبدو ولا استنكار
آن الأوان لأن تهبّ شعوبنا
من كبوةٍ ويعربد البتّار
الصبر عن كيد العدوّ مذلّةٌ
وتهرّبٌ، لا تنفع الأعذار
العزّ للشّهم الشّجاع مكافحاً
ويحلّ ضيمٌ بالجبان وعار
وأعدّوا ما اسطعتم خيولاً للوغى
حتّى تصان عوائل وديار
للعرب تاريخٌ مجيدٌ سابقاً
وهم الأسود ويرعب التّزآر
ماذا دهاهم؟ أصبحوا يا للأسى
بديارهم يزهو ويطغى الفار
لم يبق إلّا دولتان بأمّةٍ
وعليهما التعويل والاصرار
لبنان مع شامٍ بمرصادهما
للذود عن وطنٍ، هما التيّار
من سار في خطّ الكفاح مناضلاً
فله الكرامة والسّنا المعطار
أمّا الّذين تقاعسوا وتخاذلوا
فبهم تحيق مهانةٌ وشنار
لا يرتجى من أمّةٍ إنقاذها
إلّا إذا أهل الثقافة ثاروا
وبدوا بتحريض الشعوب ليقظةٍ
من غفلةٍ وتهبّ فيهم نار
يتسابقون إلى المعارف والهدى
أفكارهم تسري بها الأقدار
هي سنّة الأكوان في دنيا الورى
يتقارع الأشرار والأخيار
والحقّ منتصرٌ وإن طال المدى
والبطل يزهق في غدٍ، ينهار
رئيس «دوحة البقاع الثقافية»