حزب الله ينهي المعركة مع «النصرة»… و«داعش» الهدف المقبل العشائر: حريصون على البلدة وأهلها… ومعركتنا محصورة بالإرهابيين
محمد حمية
بعدما حسم حزب الله والجيش السوري جبهة القلمون، لم تنتظر المقاومة قرار الحكومة تكليف الجيش إنهاء ظاهرة الإرهاب في عرسال وجرودها، إنما سبقتها واستكملت عملياتها العسكرية في الجرود، وتركت أمر البلدة للحكومة التي اتخذت قراراً بتكليف الجيش أمن البلدة، وصفه نواب البقاع بالغامض ويربك الجيش أكثر ممّا يحصّنه سياسياً.
العشائر تشارك في معارك القلمون وجرود عرسال وترابض على سلاحها، هكذا يصف قيادي كبير في عشائر البقاع في حديثه لـ«البناء»، إذ اعتبر أن وجودها يشكل ضمانة لكل المواطنين من كل المذهاب والطوائف من الاعتداءات الإرهابية، مؤكداً حرص العشائر على أهل السنّة، ومعركتها محصورة بجرود عرسال والإرهابيين. لكن بما أن عرسال تحولت إلى استراحة محارب لمسلّحي «النصرة» و«داعش»، حذّر المصدر من أن الجيش إذا لم يدخل لإخراج الإرهابيين منها، فإن العشائر ستفعل ذلك.
المعركة حققت أهدافها وقلّصت المساحة التي تسيطر عليها «النصرة» إلى 10 في المئة بعدما كانت تسيطر على 350 كيلومتراً. هكذا يقيّم الخبراء العسكرييون معركة جرود عرسال، ويتوقعون انسحاب المسلحين إلى سورية ضمن صفقة، أو مبايعة «داعش» الذي لن يرضى وجود تنظيم خارج عن سلطته في المنطقة، فضلاً عن أن المقاومة حمت كتف الجيش الايمن، إذ كان المسلحون يعتدون على الجيش والمواطنين، وصارت عرسال محمية أيضاً. كما توقعوا توجه المقاومة نحو الشمال، إذ ستكون المعركة المقبلة مع «داعش»، فيما كشفت مصادر لـ«البناء» عن مسعى قطري ـ تركي يجري لتأمين ممر آمن للمسلحين في جرود عرسال، قوبل برفض حزب الله الذي فضّل استمرار المعركة.
جرود عرسال في قبضة المقاومة
بعد سيطرة المقاومة والجيش السوري على القلمون بشقّيها اللبناني والسوري، انطلقت معركة جرود عرسال بوتيرة سريعة، إذ تمت السيطرة خلال أيام قليلة على جبل «الثلاجة» الاستراتيجي في جرود فليطة، وسيطرت المقاومة بشكلٍ كامل على جبل «شعبة القلعة» شرق وادي «الخيل»، والذي يبلغ ارتفاعه 2339 متراً عن سطح البحر، ويشرف على منطقة وادي «الخيل» وعلى جزء من معبر «الزمراني» وعلى معبر «الحمرا ـ القصير» الذي يربط جرد فليطة بجرود عرسال، وعلى مرتفعات قرنة التنور، كما تم التقدم إلى شرق الجرود ووصل جرود فليطة بجرود عرسال الشرقية، والسيطرة على وادي «التركمان» ووادي «القصير» و«عقبة القصيرة» ووادي «السيري» ووادي «الحريقة» ووادي «التنين».
أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أعلن في خطابه الاخير أن عشرات الكيلومترات من الاراضي المحتلة تم تحريرها بجهود المقاومين، وأن التقدم الكبير والمهم حصل في جرود فليطة، ما سيجعل بالفعل ومن دون أي نقاش، يد المقاومين اليد العليا الآن سواء في جرود القلمون أو في جرود عرسال.
فما أهمية هذه الانجازات؟ وماذا بعد قرار الحكومة تكليف الجيش مهمة أمن عرسال والمخيمات؟ وما هي الترجمة العملية لهذا القرار؟ وما هو مصير المسلحين؟ وكيف هو الوضع الامني والشعبي في البقاع؟
الجيش والقرار الغامض
السيد نصر الله جزم «بأننا كحزب الله لسنا في صدد الدخول إلى بلدة عرسال، وهذا الأمر من مسؤولية الجيش اللبناني والدولة»، موضحاً أن المسألة في ما يعني بلدة عرسال خرجت من النقاش السياسي وأصبحت في عهدة قيادة الجيش، فاللبنانيون يتطلعون إلى الجيش لتحمّل هذه المسؤولية الوطنية والكبيرة والمهمة جداً.
بعد أخذ وردّ ومشاورات مكثفة للخروج بقرار حكومي لحل قضية عرسال على وقع تقدم المقاومة في القلمون، خرج مجلس الوزراء في جلسة الخميس الماضي بقرار يكتنفه الغموض، إذ قرّر تكليف الجيش اللبناني اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة سيطرته وانتشاره داخل بلدة عرسال وحمايتها من الاعتداءات والمخاطر التي تتهددها من المسلحين الإرهابيين وضبط الأمن فيها.
فور صدور القرار، تحرك الجيش ليبدأ تنفيذ المهمة المكلف بها، إذ استهدف تجمعات ومواقع للمسلحين، ما أدى إلى مقتل 16 إرهابياً من «النصرة» بالقصف المدفعي وراجمات الصواريخ في وادي «العويني» جنوب شرق بلدة عرسال.
على رغم القرار الحكومي وتحركات الجيش، إلا أن البعض قرأوا في هذا القرار غموضاً وأنه حمّال أوجه وتفسيرات مختلفة.
عضو القيادة القومية في «حزب البعث الاشتراكي العربي» النائب عن البقاع عاصم قانصوه رأى في حديث لـ«البناء» أن قرار الحكومة «تفويض الجيش باتخاذ القرار الميداني على مسؤوليته، لا على مسؤولية الحكومة، معتبراً أنه قرار ضبابي يربك الجيش أكثر مما يريحه، وجاء ليريح الحكومة من إحراجها بتمرير القرار على أنه توافقي في هذه المعركة لكنه ليس واضحاً ولا يسمح للجيش بأن يتعاون مع المقاومة والجيش السوري».
وتساءل قانصوه: «ما ذنب الجيش لكي يحمل ما لا يحتمل؟ هناك من لم يقتنع بأن المسلحين في الجرود إرهابيون، لذلك نعتبر أنّ قرار الحكومة تخريجة لا قراراً، لماذا لا تأخذ الحكومة القرار؟ لماذا على حزب الله دائماً أن يدفع الضريبة، القرار انسجم مع النأي بالنفس في إطار اجتماعات الرئيس ميشال سليمان التي هي استشارات بلا فائدة».
العشائر: اليد على الزناد
«كتيبة الفاروق عمر» مقابل «لواء القلعة»، معادلة جديدة قرّر إطلاقها من يرفض انهاء ظاهرة الإرهاب في عرسال وجرودها. فبعد الإعلان عن تشكيل «لواء القلعة» من مكوّنات عشائرية في البقاع للقضاء على التهديد التكفيري في الجرود، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تظهر فيه مجموعة من سبعة ملثمين يزعمون أنهم من أهالي عرسال ويعلنون تشكيل «كتيبة الفاروق عمر».
بعدما حسم السيد نصر الله الموقف من عرسال، بأن حزب الله لن يدخل اليها، ما هو دور العشائر؟ وهل ستنجر منطقة البقاع إلى الفتنة كما يتحدث البعض؟
السيد نصر الله ذكر بأنّ «الدولة إذا تخلت عن المسؤولية، فأهل بعلبك والهرمل لن يتخلوا، مشدّداً على ان المسألة حتى الآن لا تحتاج إلى حشدٍ شعبي ولا إلى تعبئة عامة»، موضحاً ان معركة جرود عرسال ستسهّل مهمة الجيش.
مصدر قيادي مطلع على تشكيلات عشائر البقاع أكد لـ«البناء» أن العشائر تشارك في معارك القلمون وجرود عرسال، لافتاً إلى أن الخطة كانت أن يحسم حزب الله والعشائر القلمون، والجيش اللبناني يدخل لاحقاً إلى عرسال البلدة. مؤكداً أن هذه الجرود ستنظف وسيلاحق الإرهابييون على الصخرة الاخيرة.
وأشار المصدر إلى أن العشائر ورقة ضغط حتى يتّخذ الجيش إجراءاته ويدخل إلى عرسال «لأننا لن نقبل بعد اليوم أن يبقى أولادنا يذبحون بفتاوى من محاكم داخل عرسال، المقاومة تمون إلى حدودٍ معينة، لكن اذا تكرر مشهد خطف العسكريين وقتل المواطنين وفصل الرؤوس عن الأجساد، عندئذ الجوار سيتحرك».
وأضاف: «حزب الله سيتابع معركته في جرود عرسال ويحرّر المزيد من التلال الهامة، وأصبح على تماس مع الجيش، بحيث أصبحت النصرة محاصرة بين فكي كماشة»، موضحاً أن تشكيلات العشائر موجودة وكل قرية او بلدة يوجد فيها مواطنون يرابطون على سلاحهم، وقال: «عندما هاجم المسلحون موقعاً لحزب الله في بريتال في عيد الاضحى الماضي، صعد عدد كبير من العشائر بهدف الدفاع عن المنطقة، إلا أنّ المقاومة وضعت الحواجز لكي تمنع المواطنين من الذهاب إلى المنطقة».
وطمأن المصدر أن المقاومة تسيطر والعشائر على المنطقة، مستبعداً أي فتنة مذهبية، «لا بل وجودنا يشكل ضمانة لكل المواطنين من كل المذهاب والطوائف من الاعتداءات الإرهابية. وموقفنا خلف الجيش والمقاومة لا ضدّ أهل عرسال. هناك مطلوبون في عرسال، والدولة تتكفل بهم كما تكفلت بباقي المناطق».
واستخف المصدر بما سمّي «كتيبة الفروق عمر»، متهماً تيار المستقبل بالوقوف خلفها، معتبراً أن أقصى ما يمكن ان يقوموا به «إقفال طريق سعدنايل التي تعتبر ساقطة عسكرياً بالنسبة إلينا، نحن نحافظ على الصيغة المتنوعة في المنطقة وحريصون على اهل السنة ومعركتنا محصورة بجرود عرسال وعندما تتحرر، إما ان يدخل الجيش إلى عرسال البلدة، أو ستدخل المقاومة لكن من خلال العشائر، لأن هناك مطلوبين قتلوا أولادنا وأسروا جنود الجيش نريد أن نعتقلهم أو تعالج الدولة الامر».
عرسال استراحة محارب
وعن مصير المسلحين الفارين من القلمون والمحاصرين في جرود عرسال قال المصدر: «سيذهبون باتجاه ريف حمص الشرقي، باتجاه تدمر عبر مسارب لهم»، لكنه استبعد فرارهم إلى الزبداني التي تعتبر ساقطة في يد الجيش السوري فضلاً عن أن خطوط فليطة وعسال الورد مغلقة أمامهم. مبيناً أن عرسال هي استراحة محارب لمسلحي «النصرة» و«داعش» يدخلون ويخرجون براحة تامة. وهناك ممرات يغضّ الجيش النظر عنها، والتمويل يتم يومياً من خلال شاحنات الغذاء التي تدخل بحجة مخيمات النازحين السوريين.
وساطات لانسحاب المسلحين
تحدثت مصادر لـ«البناء» عن مسعى قطري ـ تركي قيد التنسيق لتأمين ممر آمن للمسلحين في جرود عرسال، من أجل خروجهم من المنطقة إلى مناطق داخل سورية. وقد تم التوسط لدى حزب الله عبر قنوات معنية. إلا ان الحزب رفض أي وساطة من هذا القبيل، لا بل فضّل المعركة. كما أفادت المصادر بأن قيادة عمليات الجيش وقيادة عمليات المقاومة عقدتا اجتماعاً منذ ايام، وتقرر بأن يتولى الجيش البلدة، والمقاومة الجرود. وإن قيادة حزب الله قالت لقيادة الجيش «إن عرسال البلدة مهمتكم وإذا احتجتم إلى المساعدة نحن حاضرون».
كما نقلت المصادر، نيّة العراسلة ضمناً التخلص من الإرهاب وبأنهم سيكونون مع الجبش إذا دخل المسلحون البلدة، محذّرةً من محاولات تهريب المطلوبين الذين يتعاملون مع «النصرة» كالشيخ مصطفي الحجيري «أبو طاقية».
وكشف مصدر أمني رفيع أن «الجيش سيدخل إلى عرسال، والقرار اتخذ ولن يتراجع. إلا ان المشكلة أن الجيش لا يحتاج إلى قرار سياسي، إنما إلى موازين التسليح. أي التوازن العسكري مع النصرة، لأن قدرات النصرة العسكرية تفوق قدرات الجيش، لا سيما امتلاكها الصواريخ الحرارية التي يفقدها الجيش الذي يملك ما أقصاه راجمات 107. وتوقع المصدر أن تنتهي عملية جرود عرسال في غضون أيام قليلة، فقد تم تحرير 65 كيلومتراً حتى الآن وبقي 65.
العشائر خلف الجيش والمقاومة
وفي السياق ذاته، أشار النائب قانصوه إلى أنه «ليست العشائر فقط التي تقاتل، بل كل المواطنين في البقاع، حتى المسيحيين في القاع ورأس بعلبك وجديدة الفاكهة والعين ودير الاحمر مستعدون للدفاع عن أرضهم في وجه الخطر الإرهابي. فضلاً عن أن ابناء العشائر هم في الجيش والمقاومة، إضافة إلى مقاتلي الحزب القومي، وحزب البعث والحزب الشيوعي وحركة أمل، كلهم موجودون على الساحة وسيؤلفون 20 لواء للدفاع عن عرسال والبقاع».
وأكد قانصوه «أن أهالي عرسال أهلنا ونضعهم في قلوبنا، هناك بعض الاشخاص الذين تعاملوا مع الإرهاب بتوريط من المستقبل أو طلباً للمال، لا سيما النائب جمال الجراح الذي يسلح منذ سنوات في البقاع ويبث الفتنة المذهبية».
وطمأن قانصوه كل الحريصين والمتخوفين والمتآمرين أن لا فتنة مذهبية ولا مشكلة مع ابناء عرسال بل مع الإرهاب. متوقعاً أن يهرب المسلحون باتجاه شمال القلمون ما سيؤدي إلى اصطدامهم مع مقاتلي تنظيم «داعش»، لأن سهل «الرهوة» هو الحد الفاصل الآن بين التنظيمين. مستبعداً دخول المسلحين إلى عرسال لأن الجيش موجود فيها ولديه صلاحية لمواجهتهم ومنعهم من الدخول إلى عرسال والمخميات.
عضو كتلة المستقبل نائب البقاع عاصم عراجي لم يستبعد في حديث لـ«البناء» أن يشن المسلحون هجوماً على بلدة عرسال، وعبّر عن ارتياحه وارتياح أهالي البقاع وعرسال تحديداً لتكليف الجيش أمن البلدة. رافضاً أي قوة عسكرية شعبية أو حزبية غير الجيش.
على رغم بيانات قيادة الجيش المتكررة عن حاجتها للسلاح للدفاع عن لبنان من اعتداءات الإرهاب، إلا أن عراجي رأى أن الجيش لديه سلاح أهم من السلاح الموجود مع حزب الله ومع «النصرة». وقال: «نحن مع الجيش وهو لديه السلاح وأولوية قتالية من مغاوير ومجوقل وهو الوحيد المخول بحمل السلاح والدفاع عن الحدود الشمالية والجنوبية للبنان».
ورأى أن «السلطة السياسية هي التي تعطي الجيش القرار للهجوم على المسلحين، لا أن ينجر خلف أي حربٍ يخوضها أي طرف». مشيراً إلى أن دخول أيّ طرف غير الجيش يشجع الأطراف الأخرى لإنشاء قوى مسلحة وأمن ذاتي، ما يكرر تجربة الحشد الشعبي في العراق التي لم تكن ناجحة.
وعن فرار المسلحين من القلمون وجرود عرسال إلى البلدة والمخيمات التي يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه عرسال، دعا عراجي الاجهزة الامنية إلى التحقق من هذا الامر.
وعلى رغم الإنجازات الميدانية التي تحققها المقاومة في جرود عرسال في إبعاد خطر الإرهاب عن لبنان، والمشاهد الحية التي تعرض على شاشات التلفزة، إلا أن عراجي اعتبر أن الاجهزة الامنية هي التي تقيّم الوضع العسكري في الجرود.
المقاومة تحمي كتف الجيش
أكد الخبير العسكري الدكتور محمد عباس أن «عمليات المقاومة والجيش السوري في جرود عرسال بدأت من الجنوب باتجاه الشمال، أي من عسال الورد إلى جرود عرسال، وفي الفترة الاخيرة المقاومة تقدّمت من الجنوب الغربي لإبعاد المسلحين عن بلدة عرسال».
وأشار إلى أن «المقاومة سيطرت على سهل الرهوة جنوب غربي جرود عرسال وعملياً اقتربت قدر الامكان من نقاط تواجد الجيش اللبناني، ما يضع المسلحون أمام خيارين، إما الاتجاه نحو الغرب أي إلى عرسال ومخيمات النازحين، أو إلى الشمال نحو مناطق تواجد تنظيم داعش».
وأكد عباس أن «فرصة دخولهم إلى بلدة عرسال باتت أقل من السابق، لأن المقاومة موجودة في الجهة الجنوبية الغربية من المنطقة الفاصلة، وأقفلت معبر الدرب وغيره الذي كان المسلحون يرسلون عبره السيارات المفخّخة».
واعتبر أن «معركة جرود عرسال شارفت على النهاية، والجرود الباقية التي تبلغ مساحتها المساحة 100 كيلومتر، تعتبر قسمين، مساحة ضيقة يسيطر عليها داعش، وقسم ضيق أيضاً تسيطر عليه النصرة، وإذا تسلل المسلحون إلى عرسال البلدة، فالامر متروك للجيش».
وأضاف: «تقلصت المساحة التي تسيطر عليها النصرة إلى 10 في المئة بعدما كانت تسيطر على 350 كيلومتراً، النصرة أمام خيارين: إما الانسحاب إلى سورية ضمن صفقة، أو مبايعة داعش الذي لن يرضى وجود تنظيم خارج عن سلطته في المنطقة، لأنه بعد السيطرة على سهل الرهوة، دُفع المسلحون شمالاً وهناك، حيث الاودية والاراضي المغطاة تسمح بفرار عدد قليل من المسلحين».
وقال: «المعارك حصلت شرق عرسال وصلت إلى الجرود الشرقية، في جرود فليطة، وحالياً ستصل باتجاه الشمال الشرقي حيث داعش».
ورأى الخبير العسكري أن «الجيش مكلف بتقييم الموقف منذ وقت طويل لأنه لا يتمركز من دون تقييم الوضع العام والخاص، وهو يقوم تلقائياً بوضع الخطط والسيناريوات. ولكن قرار الحكومة وفّر الغطاء السياسي إنما من دون استهداف النازحين السوريين في المخيمات، حيث يتواجد المقاتلون. كما عدم السماح له بالتنسيق مع الجيش السوري ولا حتى مع المقاومة». مبيناً أن الجيش بحاجة إلى قرار يسمح له بالتنسيق مع الجيش السوري والمقاومة جغرافياً وعسكرياً.
وأوضح عباس أن المقاومة الآن تستولي على سهل «الرهوة»، يعني أنها تحمي كتف الجيش الايمن، إذ كان المسلحون يعتدون على الجيش والمواطنين، فضلاً عن أن الجيش الآن مرتاح وعرسال أيضاً محمية.
«داعش» والمعركة المقبلة
السيد نصر الله في خطابه الاخير استغرب كيف أن العالم كله يتصرف على أن «داعش» تهديد وخطر داهم، فيما البعض في لبنان لا يرون فيه خطراً، وهو متواجد في جرود عرسال داخل الاراضي اللبنانية. لا شكّ أن كلام السيد إشارة إلى أن المعركة التالية بعد حسم المعركة مع «النصرة» ستكون مع «داعش».
وهنا توقع العميد عباس أن تتوجه المقاومة نحو الشمال، حيث ستكون المعركة المقبلة مع «داعش» الذي يتشارك و«النصرة» في الايديولوجيا نفسها والعقيدة والتسليح والعديد والقوة. معتبراً أن حسم المعركة معه مرتبط بأداء المقاومة وخططها ومستوى التدريب، وكل ذلك ثبت أنه على درجة عالية من الحرفية والنجاح فضلاً عن تنفيذ مراحل العملية بشكلٍ مثالي، لذلك ما حصل في المعارك مع «النصرة» سيحصل في المعركة مع «داعش».