عريجي: استلام المكتبة الوطنية في أيلول ونجاحها منوطٌ بخطة مهنية

افتتح وزير الثقافة ريمون عريجي أمس، أعمال المؤتمر الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «IFLA»، بالتعاون مع قسم آسيا وأوقيانيا وجمعية المكتبات اللبنانية، بعنوان «مستخدم تكنولوجيا المعلومات: ثورة المعلومات»، وذلك في فندق «كراون بلازا» ـ الحمرا، بحضور رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الدكتور خالد الحلبي، رئيسة جمعية المكتبات اللبنانية المديرة التنفيذية لمكتبة جامعة الروح القدس في الكسليك رندى الشدياق، عضو لجنة الاتحاد الدولي للمكتبات ـ قسم آسيا وأوقيانيا الدكتور فوز عبد الله، عضو لجنة المكتبة الوطنية الدكتورة مود أسطفان، المستشار الإقليمي لتقنيات المكتبات في ولاية تينيسي الأميركية مارشال بريدنغ، ممثل وزارة العلوم والاتصالات في السودان الدكتور العوض أحمد، الأمينة العامة لمكتبة «أبريستويتش» البريطانية الدكتورة جوديث برودي بريستون، الدكتور يديلت سينغ من جامعة كوالا لامبور للعلوم والتكنولوجيا، وعدد من العاملين في قطاع المكتبات في لبنان والدول العربية والأجنبية.

بدايةً، كانت كلمة ترحيبية من عريف الحفل ابراهيم عيسى، ثم تحدّثت الشدياق عن وجود المستخدم الإلكتروني الذي «فرض على اختصاصيي المكتبات والمعلومات اكتساب مهارات جديدة لمواكبة هذا التطوّر من خلال التحوّل إلى مكتبيين على درجة عالية من الجهوزية والتدريب المهني والتقني»، مؤكدة أنّ المكتبيين هم أمناء على التاريخ والتراث، ولا بد من توثيق التراث الثقافي وحفظه لتتداوله الأجيال الآتية.

ونقل عبد الله تحيات رئيس اللجنة شيفينغ لين وتمنياته بنجاح المؤتمر الذي يعقد للمرّة الثانية في بيروت، لافتاً إلى أنّ الاتحاد هو الهيئة الدولية التي تمثل مصالح المكتبات وخدمات المعلومات والمنتفعين منها، «إنه الصوت العالي لمهنيي المكتبات والمعلومات كما إن أهدافه متعدّدة ومتنوّعة لدعم المكتبات وخدمة المعلومات في جميع أنحاء العالم، سواء في أصغر القرى وأكثرها بعداً عن عاصمة في بلد معيّن، أو في أكبر المدن، من الاستفادة على قدم وساق بالمعلومات لأغراض التنمية الذاتية، والتعليم والتحفيز والإثراء الثقافي والنشاط الاقتصادي والمشاركة المستنيرة في الديمقراطية».

وعدّد عبد الله أبرز المواضيع التي يهدف إليها الاتحاد وتهمّ لبنان والعالم العربي وجزءاً كبيراً من آسيا، ومنها إنشاء جمعيات مكتبات قوية، تنمية الوعي المعلوماتي، وحرية الوصول إلى المعلومات. موضحاً أنّ الاتحاد الدولي للمكتبات يؤكد ضرورة إزالة الحواجز التي تعترض تدفّق المعلومات.

وتمنّى على المجلس النيابي اللبناني الموافقة على اقتراح القانون حول الوصول إلى المعلومات الذي أقرّته لجنة الإدارة والعدل النيابية الأربعاء في 17 نيسان 2013 والذي ينضوي تحت عنوان ما وقّعه لبنان مع منظمة الأمم المتحدة عام 2008 ضمن إطار مكافحة الفساد.

ونوّه الحلبي بعمل جمعية المكتبات وتعاونها مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات إيفلا قسم أوقيانيا وآسيا في مؤتمرها الأول عام 2012، ونجح بامتياز لأنّ ثمار نجاحه انعقاد المؤتمر الثاني اليوم ـ أمس . مشيراً إلى أنّ الاتحاد العربي وضع الأسس للتعاون مع «إيفلا» ونجح في ذلك. معتبراً أنّ الشراكة يجب ألا تقتصر فقط على التعاون بين مؤسسات المكتبات والمعلومات، إنّما يجب أن تنطلق إلى آفاق أوسع من ذلك لتشمل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى التي يمكن أن تفيد وتستفيد من شراكتها مع مؤسسات المكتبات العامة.

وقال الحلبي: «السعي متواصل إلى تطبيق مشروع التعاون بين مؤسسة «ميلندا وبيل غيتس» في الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بمشاركة عدد من جمعيات المكتبات العربية الوطنية، ومن بينها جمعية المكتبات اللبنانية بهدف تطوير القوى العاملة في مجال المكتبات والمعلومات وصقلها، «لأننا نركّز على تلك المهارات خلال المرحلة المقبلة بما يواكب متطلبات العصر الحديث».

عريجي

أمّا عريجي، فأشار في كلمته إلى «أنّ عمل جمعية المكتبات اللبنانية اتّخذ بعداً أوسع عبر التعاون الذي أرسته مع جمعيات ومؤسسات إقليمية وعالمية ومنها: قسم آسيا وأوقيانيا في الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «IFLA»، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات «AFLI».

وتطرّق إلى موضوع المكتبتين الورقية والرقمية فقال: «عرفت القراءة منذ آلاف السنين تطوّراً هائلاً، من القراءة على أوراق البردى إلى ألواح الأرجيل إلى القراءة على الورق، لتطلّ علينا مع ثورة المعلوماتية القراءة الرقمية. سؤال كبير يطرح علينا اليوم: ما هو مصير الكتابة الورقية في ظل الاجتياح السريع لقرينتها الرقمية؟ وماذا عن المكتبات الورقية عندما نكاد نحمل مئات الكتب الرقمية على لوحة إلكترونية لا يتعدى وزنها وزن كتاب ورقيّ واحد متوسّط الحجم. هل إن تطوّر الكتاب الرقميّ، وطبعاً المكتبة الرقمية من شأنه إلغاء الكتاب الورقي ومكتبته؟ أم أنّ الإنسان قادر على إيجاد فسحة مشتركة للاثنين بحيث يلعبان دوراً مكملاً لبعضهما؟».

وتطرّق عريجي إلى موضوع المكتبة الوطنية، فقال: «من المرتقب أن تستلم وزارة الثقافة بناءها الذي يبلغ حوالى 5000 متر مربّع في نهاية شهر أيلول، وهذه المكتبة التي حافظت في تصميمها وبنيانها على الطابع التراثي للمجمّع التي تتواجد فيه، سوف تُزوَّد بأحدث المعدّات والتجهيزات لتمكينها من إتمام المهمة التي وجدت من أجلها، التي تكمن في المحافظة على تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا المتجسّد في الكتب التي سوف تختزنها. ولكن نجاح انطلاقة هذه المكتبة واستمراريتها بحاجة إلى وضع تصوّر وخطة عمل على أسس علمية ومهنية. لذلك، شكّلت وزارة الثقافة لجنة تضمّ كبار الاختصاصيين في ميدان المكتبات لمؤازرة وزارة الثقافة في مهمتها، إيماناً منّا بأنّ إشراك المجتمع المدني مع مؤسسات الدولة يؤمّن للمشاريع العامة فرص نجاح أكبر. ومن هذا المنطلق، سيكون لوزارة الثقافة تعاون وثيق ومستمر مع جمعية المكتبات اللبنانية لإنجاح مشروع المكتبة الوطنية».

ثم افتتح عريجي المعرض الذي نظّمه المؤتمرون ويتضمّن أهم التقنيات الحديثة في علم المكتبات وثورة المعلومات وأبرزها. كما تسلّم من رئيس الاتحاد العربي للمكتبات درعاً تقديرية لتعاونه ودعمه أعمال المؤتمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى