تقرير
تناولت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية اجتماع القمة «مجموعة بيلدربيرغ» السنوي لرجال السياسة والمال والأعمال الذي سيُعقد في النمسا اليوم الخميس. وجاء في مقال الصحيفة: يُفتتح اليوم في النمسا اجتماع القمة لـ«مجموعة بيلدربيرغ»، ويستمر لأربعة أيام. يبدو أن قمة السبعة الكبار لم تتذكر لقاء زعماء هذا النادي المغلق الذي يضمّ سياسيين بارزين ومصرفيين ورجال أعمال، الذين يعتبرهم خبراء نظرية المؤامرة حكومة العالم السرية، التي تقرر مصير الأرض. تناقش قمة «مجموعة بيلدربيرغ» كالمعتاد مسائل ذات أهمية عالمية، بدءاً بالإرهاب وانتهاء بالتكنولوجيات المتقدّمة.
سيُعقد هذا الاجتماع في بلدة تيلفز النمسوية التي تبعد فقط 25 كيلومتراً عن المكان الذي عقدت فيه «قمة G7» اجتماعاتها الأخيرة، فهل هذا مصادفة؟ المهم أنّ هذه القمة ستُعقد تحت حراسة مشدّدة أيضاً، من دون أعين المتطفلين، على غرار «قمة G7».
قبل أيام، نشرت «مجموعة بيلدربيرغ» قائمة بأسماء المشاركين في قمتها. وبغضّ النظر عن عدم وجود أسماء من روسيا، فإن القائمة تثير الاهتمام. لأن من ضمن من يشارك في هذه القمة، رؤساء حكومات: هولندا، فنلندا، بلجيكا، والسكرتير العام لحلف الأطلسي يانس شتولتنبرغ، ورئيس النمسا هانس فيشر، ووزيرَي مالية من أوروبا، أحدهما جيرون ديسلبلوم وزير مالية النمسا، رئيس المجموعة الأوروبية الممولة الرئيسية في منطقة اليورو. كما ستحضر ملكة هولندا السابقة بياتريس التي كان والدها أحد مؤسّسي «مجموعة بيلدربيرغ».
تقدّم «مجموعة بيلديربيرغ» نفسها على أنها اتحاد ممثلي النخب السياسية والمالية والتجارية في أوروبا، أُسّست قبل ستّين سنة بدعوة من السياسي البولندي يوسف ريتنغيرم، والأمير جوليان، ووالد الأميرة بياتريس والدة ملك هولندا الحالي. وأُطلِق عليها اسم «مجموعة بيلديربيرغ»، لأن الاجتماع الأول عُقد عام 1954 في فندق «بيلديربيرغ» في مدينة أوستربيغ الهولندية.
يجتمع أعضاء المجموعة سنوياً في أحد الفنادق الفخمة في منتجع سياحي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، يناقشون خلالها أهم المسائل في مجالات المال والسياسات العسكرية والاجتماعية. يُخلى الفندق الذي تقرّر المجموعة الاجتماع فيه من كافة النزلاء والسيّاح، ليس فقط من الضيوف، إنما حتى من السكان المحليين، ويطوَّق المكان من قبل الشرطة والجنود والأجهزة الخاصة.
سيشارك في قمة هذه السنة ـ إضافة إلى المسؤولين الذين ذكروا أعلاه ـ مدراء أكبر المصارف العالمية، رؤساء ومدراء كبريات الشركات العالمية مثل «ميشلان»، و«روش»، و«رويال دوش شيل»، و«بريتش بتروليوم»، و«سيمنس»، و«غوغل»، و«فايسبوك»، وغيرها. كما سيشارك إضافة إلى هؤلاء، رجال السياسة، إذ سيناقشون بالدرجة الأولى الإرهاب الدولي، والوضع حول إيران، وليس مستبعداً أن يتطرّقوا إلى روسيا أيضاً.
طبعاً، سيناقشون المسائل التي تهمّ القارة العجوز والعالم. لأن اجتماعات بهذا المستوى نادراً ما تنتهي من دون مناقشة القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا. لذلك، فإنّ قمة هذه السنة ستناقش مسألة الأمن في الفضاء الإلكتروني، وكذلك العولمة، والشرق الأوسط، وبريطانيا، والانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
لن تحضر قمة هذه السنة هيلاري كلينتون، إذ أوفدت مستشارها في الحملة الانتخابية جيمي ميسين لحضور قمة هذه السنة.
يمكن القول إنّ تأثير هذه المجموعة في حياة الأرض لا يقل عن تأثير «G7»، في جميع المجالات. الشرطة النمسوية فرضت طوقاً حول منطقة اجتماع «قمة بيلديربيغ» قطره عشرة كيلومترات، وأوفدت ألفَي شرطي إليها. أي أنّه لن يتمكن أحد من معارضي العولمة من الوصول إلى الفندق الذي سيقيم ويجتمع فيه المشتركون في القمة. كما مُنع الصحافيون من الوصول إلى المكان