عبير بركسية: لا يمكن لأمة أن تستغني عن الفنّ لأنّه يرصد حضارة الشعوب وثقافتها وتطوّرها

محمد الخضر

تصمّم الفنانة التشكيلية عبير بركسية على الأسلوب الواقعي، فترسم لوحاتها بدقّة، لا سيما أنها تستخدم الألوان بتقنية عالية، إذ رسمت مواضيع مختلفة اجتماعية وإنسانية رصدت أهم الأحداث التي عاشتها سورية بسبب الأزمة.

تقول عبير بركسية: الفن التشكيلي هو تلك الحالة التي تؤثّر بالفنان فيستوحيها من مكنوناته العميقة ليترجم إحساسه إزاء مشهد معيّن أو واقع، أو موقف ينقله بصورة فنية ويعبّر من خلال كل ذلك عمّا يدور في داخله وفي المحيط الذي يعيشه. لذلك، لا يمكن لأمة أن تستغني عن الفن، لأنه يرصد حضارة الشعوب وثقافتها وتطوّرها الفكري. فالفنان يعكس ألمه وفرحه ومشاعره في عمله الفنّي الذي يمثّل بيئته ومجتمعه.

وأضافت: بدأت ممارسة الفن في سن مبكرة، وشاركت بما كان لديّ في معارض طلابية ونشاطات تنظّمها صالات فنية. بعد ذلك وجدتُني أحترف الفن التشكيليّ، وبما قدّمته، حققت كثيراً من النجاح والثناء والتقدير داخل سورية وخارجها.

وتابعت الفنانة الشابة: جسّدت آلام سورية وما تواجهه من تحدّيات، خصوصاً وهي تواجه الحرب الناتجة عن المؤامرة التي حيكت ضدها من بعض دول العالم الحليفة للكيان الصهيوني. كما عبّرت عن مكنونات المجتمع السوري وتضحياته ورغبته بالحياة الآمنة ومحبة الآخر وانتمائه إلى حضارته.

ورأت عبير أن الفنان هو سفيرٌ لبلاده وثقافاتها، يقّدم التراث ويأتي بالعصور ليصوغها فنّاً لمجتمعه. ومن أهم واجباته أن يكون أميناً ونزيهاً في التعامل مع البيئة والمحيط الاجتماعي والوطني. وهذه الأمور لا يمكن أن يؤدّيها بشكل رفيع إلا الفن الواقعي الأقدر على تجسيد الحضارة.

وقالت: إن الفن التجريدي تصوير يأخذ الرائي إلى عالم الغموض ثم يحرّضه للبحث عن الجوهر والصورة التجريدية التي تجبر الناظرين على التأمل وتدفعهم للبحث عن مكنوناتها وأسرارها، فهي أحياناً قد تقدّم فنّاً راقياً ويستحق التقدير، وأحيانا تنفلت إلى الضعف مختبئة وراء الرمز.

وأوضحت أن الفنّ التجريدي أصبح فنّاً يتضمن أساليب لا حصر لها. وهي تؤمن أن للألوان والأشكال كثيراً من المعاني المستقلة التي يقوم بتكوينها الفنان عبر صوغه. فعندما يكون الفن التجريدي متجهاً إلى هدف يخدم الإنسان والحضارة البشرية، ويقوم على منظور علميّ، فهذا يعني أن التجريد ارتقى إلى مستوى الفن وأتى بما يسمّى الإبداع.

لكن عبير تشير إلى ضعف بعض اللوحات التجريدية التي لا ترتكز إلى قواعد ولا إلى أفكار ولا إلى أسس. وتقتصر على محاولات هزيلة يقوم بها بعض أدعياء الفنّ، من دون امتلاكهم أيّ موهبة أو ثقافة بصرية. لذلك، تفضل عبير المدرسة الواقعية، وتجدها أكثر تمثيلاً للإنسان وحياته، وهذا ما قرّبها أكثر إلى التصوير الفوتوغرافي، إذ قدّمت أعمالاً في هذا المجال كانت مقتصرة على انعكاس الواقع.

وعن رأيها بالفنّ على الساحة الثقافية قالت عبير إن الفن موجود في كل المراحل وفي كل الأزمنة. فهو يعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان. ولا يمكن أن يختفي الفن بأي حال من الأحوال. فالساحة الثقافية في سورية تشهد حضور عددٍ من الفنانين الذين عكسوا مواضيع الأزمة وآثارها بأساليب فنية مختلفة.

يذكر أن عبير بركسية فنانة تشكيلية تعبّر عن خلجاتها الفنية بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مستخدمة الألوان الزيتية في أكثر حالاتها ولوحاتها لتصرّ على الفنّ الواقعيّ الذي تقدّمه بكثير من الحساسية والسموّ.

كما شاركت عبير في عدّة معارض في دمشق ودير عطية والنبك، وفي لبنان ودبي. فضلاً عن معارض كُرّم فيها مبدعون وفنانون. كما ترجمت بعض قصائد نزار قباني إلى لوحات وعرضتها في النادي الثقافي في أبو رمانة عام 2010، وهي تنشر رسومها في مجلة «الطليعي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى