مكتب إدارة شؤون الموظفين الفيديراليين الأميركي يتعرّض للقرصنة… والصين متّهمة
الشأن التركي ـ من ناحيتَي دعم الإرهاب والهزيمة الأردوغانية ـ ما زال مادةً دسمة للصحف التركية والغربية، إلّا أنّ تقريراً أميركياً لفت الانتباه أمس، ومفاده أنّ مكتب إدارة شؤون الموظفين الفيديراليين الأميركي تعرّض للقرصنة الإلكترونية، ووُجّهت أصابع الاتّهام إلى الصين التي نفت ذلك.
هذا التقرير أفردت له صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حيّزاً واسعاً، إذ أشارت إلى قراصنة المعلوماتية الصينيين الذين يشتبه في أنهم اخترقوا مؤخراً بيانات أربعة ملايين موظف فيديرالي أميركي، حصلوا على الأرجح على هويات صينيين تربطهم علاقات بموظفين أميركيين، وهي معلومات يمكن أن تستخدمها بكين لابتزاز مواطنيها. وأضافت أنّ المحققين الأميركيين يعتقدون أنّ القراصنة الصينيين الذين اخترقوا قاعدة بيانات مكتب إدارة شؤون الموظفين، تمكّنوا من الحصول على أسماء صينيين تربطهم علاقة قرابة أو صداقة أو شراكة مع دبلوماسيين أميركيين ومسؤولين حكوميين آخرين. وأنّ هذه المعطيات يمكن للسلطات الصينية استخدامها لابتزاز مواطنيها هؤلاء أو الانتقام منهم. فيما سارعت بكين إلى نفي الاتهامات الموجهة إليها بالوقوف خلف الهجوم، مؤكدة أنّ إطلاق هذه الاتهامات من دون إجراء تحقيق معمق، أمر غير مسؤول ولا يستند إلى أساس علميّ.
أما في الشأن التركيّ، فنشرت صحيفة «جمهورييت» التركية فيديو يُظهر شهادات سائقَي الحافلتَين التركيتَين اللتين نقلتا، بإشراف جهاز الاستخبارات التركي، إرهابيين من «داعش» من لواء اسكندرون إلى مدينة تل أبيض في محافظة الرقة السورية مطلع السنة الماضية، إذ أكّدا في الفيديو المصوّر أنهما قاما بعملٍ وكلّتهم به الدولة التركية، ولا ذنب لهما بالجريمة.
أما صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، فتناولت هزيمة أردوغان في الانتخابات التي أجريت مؤخراً، واعتبرت أنّ السياسة الخارجية التركية التي كانت من قبل تقوم على مبدأ عدم إثارة مشكلات مع الدول المجاورة، تحوّلت إلى سياسة إسلامية قتالية بشكل معلن.
«نيويورك تايمز»: قراصنة يحصلون على أسماء صينيّين مرتبطين بأميركيّين
أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بأن قراصنة المعلوماتية الصينيين الذين يشتبه في أنهم اخترقوا مؤخراً بيانات أربعة ملايين موظف فيدرالي أميركي، حصلوا على الأرجح على هويات صينيين تربطهم علاقات بموظفين أميركيين، وهي معلومات يمكن أن تستخدمها بكين لابتزاز مواطنيها.
وقالت الصحيفة إن المحققين الأميركيين يعتقدون أنّ القراصنة الصينيين الذين اخترقوا قاعدة بيانات مكتب إدارة شؤون الموظفين، تمكّنوا من الحصول على أسماء صينيين تربطهم علاقة قرابة أو صداقة أو شراكة مع دبلوماسيين أميركيين ومسؤولين حكوميين آخرين.
وأضافت الصحيفة أن هذه المعطيات يمكن للسلطات الصينية استخدامها لابتزاز مواطنيها هؤلاء أو الانتقام منهم.
وكانت الحكومة الأميركية قد أعلنت الاسبوع الماضي أنها كشفت عن عمليات قرصنة معلوماتية طاولت المعطيات الشخصية لأربعة ملايين موظف فيدرالي على الأقل في هجوم إلكتروني ضخم يشتبه بأنّ مصدره الصين.
وأوضحت واشنطن يومذاك أنّ هذا التوغل الإلكتروني رصده في نيسان 2015 مكتب إدارة شؤون الموظفين، وهو هيئة تتولى إدارة شؤون موظفي الحكومة وتُصدر كل سنة مئات آلاف التصاريح الأمنية الحسّاسة والتحقيقات حول أشخاص مطروحين لوظائف في الإدارة.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنّ الموظفين الفيدراليين الذين يمتلكون معلومات حساسة تتعلق بالامن القومي ملزمون للحصول على تصاريحهم بأن يسلّموا الهيئة قائمة بأسماء معارفهم الأجانب.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جيمس لويس قوله إنه في حال كان بين الصينيين الواردة أسماؤهم في لوائح معارف الموظفين الفيدراليين الأميركيين، مَن لم يصرّح للحكومة الصينية عن معرفته بالموظف الأميركي، فقد يجد نفسه في ورطة.
وكانت بكين قد سارعت إلى نفي الاتهامات الموجهة إليها بالوقوف خلف الهجوم، مؤكدة أنّ إطلاق هذه الاتهامات من دون إجراء تحقيق معمق أمر غير مسؤول ولا يستند إلى أساس علميّ.
وتزايدت عمليات القرصنة في الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة، واستهدفت في معظمها الأنظمة المعلوماتية لمجموعات كبرى على الإنترنت، مثل «شركة تارغت للتوزيع»، و«شركة إنتيم» للتأمين الصحي، و«مجموعة سوني بيكتشرز إنترتينمنت»، لإنتاج الأفلام.
وفي السنة الماضية، تسلّل قراصنة صينيون إلى الشبكة المعلوماتية لمكتب إدارة شؤون الموظفين وشركتين تتعاملان معه، مستهدفين بصورة خاصة ملفّات طلبات تصاريح أمنية سرّية لعشرات آلاف الموظفين.
«جمهورييت»: فيديو لشهادات اعتراف بنقل إرهابيين بإشراف الاستخبارات التركية
نشرت صحيفة «جمهورييت» التركية فيديو يظهر شهادات سائقي الحافلتين التركيتين اللتين نقلتا بإشراف جهاز الاستخبارات التركي إرهابيين من «داعش» من لواء اسكندرون إلى مدينة تل أبيض في محافظة الرقة السورية مطلع السنة الماضية، إذ أكّدا في الفيديو المصوّر أنهما قاما بعمل وكلّتهم به الدولة التركية ولا ذنب لهما بالجريمة.
وشرح السائقان التركيان شاهين جونمز وأسعد لطفي آر في الفيديو بالتفصيل خط رحلة حافلتيهما في التاسع من كانون الأول من العام الماضي من مسرح الجريمة المتمثل بمعسكر أطمة لتجميع الإرهابيين المتطرفين وتدريبهم قبالة قرية بوكلمز التابعة لمدينة الريحانية في لواء اسكندرون، إلى معبر أقجة قلعة الحدودي في محافظة شانلي أورفا والمقابل لمدينة تل أبيض ومعبرها.
وقال أحد السائقين الذي أدلى بشهادته على مقربة من معسكر أطمة الذي يسيطر عليه اليوم إرهابيو «جبهة النصرة» إن حافلته نقلت 46 مسلحاً غريبي الأطوار بينهم شخص كان يتكلم التركية، فيما ركب 27 مسلحاً الحافلة الثانية وذلك بإشراف عناصر استخباراتية رافقت الحافلتين حتى معبر أقجة قلعة الحدودي.
وأشار السائق الثاني الذي أدلى بشهادته من نقطة عبور الحدود إلى سورية في معبر أقجة قلعة أنهما دخلا الأراضي السورية ليلاً من معبر أقجة قلعة، وأنزلا المسلحين في منطقة تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود السورية ـ التركية وعادا بعدئذٍ إلى المعبر برفقة عناصر الاستخبارات التركية.
يشار إلى أن عناصر فرع مكافحة المخدرات في مديرية أمن أضنة كانت قد أوقفت الحافلتين بالصدفة في منطقة إنجرليك بعد التبليغ عن حملها المخدرات ولكن بنتيجة التفتيش تم العثور على طلقات نارية مخبأة داخل صناديق وبعد التحقيق معهما، أكدا أن جهاز الاستخبارات التركي استأجر الحافلتين بحجة نقل لاجئين سوريين، ولكنه قام بنقل مسلحين وأسلحة من مدينة الريحانية إلى تل أبيض.
وكانت صحيفة «جمهورييت» قد كشفت الأسبوع الماضي عن قيام حافلات تركية بنقل إرهابيين متطرفين من لواء اسكندرون إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، مشيرة إلى أن عملية النقل تمت تحت تنسيق وإشراف جهاز الاستخبارات الذي يسيطر عليه نظام أردوغان.
كما نشرت الصحيفة قبل فترة مقطعَي فيديو يظهران قيام شاحنات تابعة لجهاز الاستخبارات التركي في 19 كانون الثاني عام 2014 بنقل أسلحة إلى الإرهابيين في سورية تحت عبوات الأدوية، وذلك بعدما زعم أردوغان وحكومته لفترة طويلة أنها تنقل مساعدات إنسانية وقام على إثرها بشن حملة اعتقالات ضد من شارك في توقيف الشاحنات والتحقيق فيها وزجهم في السجون وبينهم أربعة من وكلاء النيابة العامة والمسؤول العسكري في أضنة، وعدد من أفراد الشرطة المحلية.
«مونيتور»: نتائج الانتخابات التركية تغيّر سياسة أردوغان الخارجية المؤيّدة للإسلاميين
قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، إن حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يترنّح في أعقاب خسارته الغالبية البرلمانية في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي.
وحاولت الصحيفة رصد ذلك على أجندة أردوغان الطموحة وسياسته الخارجية الإسلامية بشكل علني. وأشارت إلى أن المحللين يعتبرون نتائج الانتخابات التركية نهاية لسياسة خارجية إمبريالية عقائدية بشكل متزايد، وتأتي كلمة فشل هنا مراراً، مع تراجع نفوذ تركيا وتدخلها في الحرب السورية.
وتوضح الصحيفة أنّ السياسة الخارجية التركية التي كانت من قبل تقوم على مبدأ عدم إثارة مشكلات مع الدول المجاورة، تحولت إلى سياسة إسلامية قتالية بشكل معلن. فتركيا ليس لها الآن سفراء في خمس دول شرق أوسطية من بينها «إسرائيل» التي كانت صديقة في السابق لأنقرة، وليبيا ومصر التي احتفى بها أردوغان في عام 2011.
وكان مسؤولو «حزب العدالة والتنمية» قد سعوا إلى تصوير عزلة تركيا الجديدة على أنه نتاج تبنّيها مواقف أكثر شجاعة من الناحية الأخلاقية من القضايا الدولية، ما أسفر عن حالة من «الوحدة الثمينة»، إلا أن تلك وجهة نظر أقلية. ومن المرجح أن تسفر انتخابات الأحد الماضي عن «تحول في المحور» في السياسة الخارجية لأن «حزب العدالة والتنمية» أفرط في قدراته وموارده، كما يقول حسين باخشي، أستاذ العلاقات الدولية في «جامعة سابانجي» للتكنولوجيا في تركيا.
وأضاف باخشي أن العكس تماماً حدث عما كانت تركيا تنوي فعله في الشرق الأوسط. فلا ديمقراطية، ولا أمن أو استقرار، وكانت تعدّ بكل هذا، لكنهم في «العدالة والتنمية» أساؤوا حساب كل ذلك، وأساؤوا قراءة التطورات.
ورصدت الصحيفة ثلاثة مجالات يمكن أن تتغير فيها السياسة الخارجية التركية في ظل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. أولها سورية، وقالت إن أكثر التغييرات الجذرية يمكن أن تحدث في سورية المجاورة. فقد سعى أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، بالسماح للجهاديين من كافة القطاعات والأسلحة بالعبور من تركيا، وبالسعي إلى جعل تعاونها مع التحالف الأميركي ضدّ «داعش» يتوقف على التمسك بالموقف المناهض للأسد.
ويقول بهلول أوزكان، الأستاذ في «جامعة مرمرة» في اسطنبول، إن تركيا طوال السنوات الأربع الماضية كانت جزءاً من المشكلة، ويرى أن سورية أصبحت مثل أفغانستان بالنسبة إلى باكستان، وتقوم بتسهيل عبور الجماعات الراديكالية للحدود، ما يخاطر بإذلال وزعزعة استقرار الوطن. والآن مع تغيير الحكومة، فبإمكان تركيا أن تلعب دوراً وسيطاً بين «المعارضة المعتدلة» ونظام الأسد يمكن أن يؤدي إلى تغيير معادلة الأزمة السورية بكاملها.
وأضاف أن تركيا ستواجه مشكلة خطيرة مع العالم الإسلامي، وهو الجانب الثاني الذي تتحدث عنه الصحيفة.
ويقول باخشي إن «حزب العدالة والتنمية» أصبح في سياسته الخارجية جزءاً من الإخوان المسلمين، وحتى اليوم، فإن أردوغان يدعم الإخوان وأصبحت سياسة خارجية أيديولوجية ولم تعد تقوم على أساس المنطق أو المصلحة. أما المجال الثالث، فيتعلق بالعلاقات التركية ـ الأميركية التي شهدت انقساماً حول عدد من القضايا، بدءاً من رفض تركيا الدولة العضو في الناتو السماح للتحالف الذي تقوده أميركا ضدّ «داعش» لاستخدام قاعدتها الجوية لشن غارات داخل سورية والعراق، وحتى علاقتها المتأزمة مع «إسرائيل» منذ أن قامت قوات الكوماندوس «الإسرائيلية» بالإغارة على السفينة «مرمرة» عام 2010.
ويقول فادي هاكورة، الخبير في الشأن التركي في «معهد شاتام هاوس» البريطاني إن الولايات المتحدة تتجنّب إشراك تركيا في أي مناقشات استراتيجية حول برنامج إيران النووي، وفي شأن مستقبل التطورات في سورية، وحول الوضع الحالي في العراق.