صباح الخير للسيد الآتي من الشام إلى مكة إلى القدس
صباح الخير
صباح الخير لعيتا
بيوتها وادعة
حواكير رائعة
مدّات النظر نحو الجليل شاسعة
تظلّلها مقاومة رادعة
في فيء شمسك الساطعة
ننتظرها أن تطل، وها هي تشرق علينا ابتسامتك وتكبيراتنا
كلماتك وانتظاراتنا، عيناك أحلى خياراتنا
وقد حجزنا مقاعدنا بين يديك للمرّة المئة بعد السابعة
لأطول صلاة للصباح والصباح ليس ذهاباً كالمغيب بل الصباح طلوع
جاء الناس يمشون على قلوبهم، والقلوب في محرابك بكل الهدوء خشوع
ساجدة راكعة، تفعل بها ما تشاء
فلا تستهن بما لديك يا سيّد القوم
إن القوم قد جاؤوك بقلوب خاشعة.
عجينة هم الناس لخبز حربك
سكارى بخمرة حبك
يتنفّسون النبض من قلبك
ومثلهم أضعاف تسمروا كأطفال صغار ينتظرون منك أن تعلن
لقد وقعت الواقعة
وأن تقول وما أدراكم ما الواقعة
إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فما خشيناهم
وحزمنا قلوبنا وراءك للرحيل
وربطنا الرموش فوق حملنا والصبر الطويل
وقلنا حسبنا الله ونعم الوكيل
فلا تبخل علينا، نرجوك اليوم أن تطيل
للموت تأهبنا وقد بات انتظارا على المفارق
والرحال وراءك شددنا لبّيك قلنا ولن نفارق
ترمينا في لجّة بحرك، أو في صحراء حرّك
أو تأخذنا إلى حيث قلت تقاتل في الشام
أو حلب أو الرقة أو الحسكة أو مرقد الإمام
فوالله وراؤك وأمامك ومن حولك آلاف مؤلّفة وقلوب مؤلّفة
فامضِ بنا في حملة العمر لزيارة أضرحة الأئمة والأولياء
نروي ظمأ الحسين من عيوننا الماء
ونغسل عار أجدادنا في الكوفة
تصعد بنا مدينة جدّك لتوفي نذرك، ونذورنا توفى
وتكمل المسير، تحطّم الأصنام في الكعبة
وتغسلها كجدّك قبل الطواف
وتعلن فينا أهداف حربك، كجدّك يعلن الأهداف
عندها وعندها فقط ستكون للقدس حرب
وللحرب حزب، وللحزب ملايين الرجال
وعندها فقط سيكون للقدس حطّ الرحال
يا سيّدنا عرضت علينا تجارة
أن نؤجر جماجمنا لله وننال صدق العبارة
ونحن منذ رحيل جدّيك ليس لدينا من يقود بنا رحلة الصيف والشتاء
ولا من يأخذنا لبرّ الشام وأكنافها، فلا تعتب علينا
لك جاهزون أن نعلن وراءك البيعة والولاء
وقد سادت عيونك علينا وحلّ في قلوبنا معك السلام
فارأف بنا كي تقبل منّا الصلاة ويستجاب لنا الدعاء
ها نحن يا سيّدنا نعرض عليك التجارة وتجارتك كتجارة جدك واصلة
أن نبيعك الأرواح والدماء تفعل بها ما تشاء فننال شرف المحاولة
الموت بات في الطرقات وما لنا حق ادّعاء البطولة
نناله شرفاً بين يديك أم تموت فينا الرجولة
وتختنق في بحّة صوتنا صرخة الطفولة
بايعناك قبل الفجر وقبل العصر وقبل الظهر وقبل الصبح والمساء
وفي المنام وقبل أن يأتي رمضان والإفطار والسحور وبعد العشاء
بايعناك فلا تردّنا خائبين
نقبّل يديك نحن، ونقبل قدميك نحن
أن تقبلنا جنداً في حملة العمر ورحلة العمر وجهاد البقاء
ونيل الرضا، رضا عينيك ورضا جدّيك، ورضا الموت بين يديك
ورضا الحملة الأولى والثانية والعاشرة
وحملة الحسنين وحملة الرضا
وإلى اسطنبول لنستعيد بعضاً منّا يرون بأمّ العين
دجّال العصر وينتظروننا هناك
وهم مثلنا والله ينتظرون مثلنا السير «وراك».
خذ بيدنا يا سيّدنا فقد طال الانتظار
وطال الليل، ومعك وحدك وعلى خدّك وحدك يطلع النهار
قلت ذاهب إلى تجارة جدّك في الشام
ونحن من وقتها لا نعرف النوم ولا ننام
فلا تتركنا ننتظر، نعرف أنها طرق جدّك وقد اتخذت لها أخيار القوم
فلا تخذل فينا الرجاء أننا منهم، فهي الطريق الطريق، الواصلة إلى الصراط المستقيم
وهي هي الطريق القديمة، مثلنا مثلهم نسلك القديم
من الطرق هم يأتون من الموصل إلى الرقة
وعند الصحارى المفترقة يختارون الرمادي وتدمر
وطريقهم إلى القلمون ومنه إلى البحر الأبيض
هي طريق التجارة بالحرير، وطريقنا يا قدس إنّا لقادمون
ولا باب يفتح للقدس إلا من طريق جدّك الآتي من المدينة
وستخوض فينا جبالاً وصحارى بين الشام والكعبة
وتخوض بنا المعارك الصعبة
ومن القلمون ستكون المهمة نحو تدمر فتطاع حين تأمر
وعبر الصحراء تطوف حول الشام
ولا تميّز بين المسيحية والإسلام
ولا بين وسنة والكفوف في اليمن بالدم صارت الحنة
ونحن نعلم علم اليقين أنه سيستشهد منّا الكثير وسيبقى منّا الأكثر
وهناك تعيد تنظيم الصفوف وشحذ السيوف
وتستقبل ملايين الضيوف
تجنّد وتنظّم وتدرّب وتعدّ وتستعدّ
فاعلِن أنك عازم إلى القدس من مكة وإلى مكة من الشام
واعلِن أننا سنذيقهم بعضاً من نارك وبعضاً من الغضب
ونعلمهم من نصل سيوفنا حقيقة المسيحية والإسلام والسلام
وعندها كبّر الله أكبر الله أكبر حيّ على الفلاح
يا سيّدنا ها نحن جيشك والسلاح
يا سيّدنا لا تطل علينا انتظار الصباح
يا سيّدنا ما عاد يطيب صوت إلا صوتك
ونظرة إلا من عينيك
والعشق صار مرادفه إليك
والموت صار أمنية إن تأخذنا بين يديك
فلا تطل إعلان حربك ولا تبخل علينا أننا حزبك
ما عاد فينا طاقة للسهر
ولا السلاح قادر أن ينتظر
فاعلِن طلوع الصباح
فترد لابتسامتك القلوب الصباح بزغردة السلاح
صباح الخير يا سيّد!