حنان «إسرائيلي» مفاجئ على بني معروف في سورية

سعد الله الخليل

على مدى سنوات الأزمة التي تواجهها سورية بقيت محافظة السويداء خارج نطاق الخطر الأمني، ولم تستطع القوى الإرهابية إيجاد منفذ إلى محافظة لها خصوصية تغري تلك التنظيمات بالعمل على محاولة العبث في استقرارها بما يقلب معادلات الهدوء الذي امتازت به.

ورغم تواجد تنظيمات «النصرة» و«داعش» في ريف درعا والقنيطرة المحاذية للسويداء، فقد فشلت في خلق خلايا إرهابية تشعل شرارة الدخول الأول لأسباب عدة أهمّها غياب أيّ حاضن شعبي في بيئة السويداء، ولدور المرجعيات الدرزية الحاسم في قطع الطريق على أيّ محاولة تعبث بأمن السويداء بغية ترك الاصطفاف السياسي خارج دائرة اللعب بأمن واستقرار المحافظة، والتعاون مع وحدات الجيش العربي السوري وفصائل الدفاع الوطني والتنسيق لضمان الأمن وحماية المحافظة.

بعد لقاء أمير جبهة «النصرة» أبو محمد الجولاني على قناة «الجزيرة»، والمحاضرة التي ألقاها على الدروز والعلويين، والتي تجلت أولى ثمارها بمحاولات تسلل إلى قرى المحافظة أحبطها الجيش والدفاع الوطني، وما سوّقه الجولاني تردّد صداه في الضفة الأخرى من الحدود السورية ولقيَ صداه لدى طابور من عملاء العدو «الإسرائيلي» بإطلاق دعوات ظاهرها حماية «أشقائهم الدروز» في السويداء، علّها تخفي ما يحضّر في الدوائر الصهيونية المغلقة من مساع لخلق خط تواصل مباشر بين الداخل السوري والأراضي المحتلة يسمح بتأمين ما عجزت عنه «جبهة النصرة» في درعا بإقامة منطقة عازلة تحمي الكيان من تطوّرات الأيام المقبلة، وتكون منصة أمامية للانقضاض على الدولة السورية بهدف الترويج لمخططها وخلق عامل ضغط وتشويش على الجيش السوري وإرباك الدولة، فتولّى بعض الأشخاص المحسوبين على وليد جنبلاط مهمة زرع اليأس وإثارة القلاقل بين أهالي السويداء، ونشر أخبار تتهم الدولة والجيش بالتخلي عن المحافظة والتخطيط للانسحاب فور هجوم «النصرة»، بالتزامن مع الإعلان عن دور «إسرائيلي» في حماية المحافظة ومنع «النصرة» من الهجوم عليها، وفتح الحدود للأهالي للاحتماء من خطرها، وهي التي سبق أن منعت تفاح الجولان من دخول الأراضي السورية بإشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى منعها إقامة إنشاء مراكز صحية ونقاط طبية داخل الجولان لتقديم الخدمات الصحية للسوريين في الأراضي المحتلة، فأيّ حنان حلّ على العدو لنصرة بني معروف في سورية؟

ربما تكشف تصريحات القيادات العسكرية عن سيناريوات تل أبيب للتدخل العسكري في سورية وادّعاء حماية الدروز، جانباً مما يفكر به العدو، فالحديث عن تأمين مناطق محدّدة لاستقبالهم ضمن الحدود السورية استعادة جديدة لنغمة المناطق العازلة، خاصة أنه يأتي متوازياً مع كلام قائد سلاح الجو «الاسرائيلي» أمير ايشل، أنه «اذا طُلب منا ان نساعد الدروز في سورية، فسلاح الجو يعرف كيف يفعل ذلك».

إذاً… سلاح الجوّ «الإسرائيلي» يتحرّك بحسب المصالح «الإسرائيلية»، وليس لحماية دروز السويداء كما يروَّج، ولكن الأكيد أنّ كل أسلحة الجيش السوري حاضرة للدفاع عن الأرض السورية، وعن كلّ شريحة اجتماعية في سورية، خاصةً أنه يحمل التفويض الحقيقي من شعب وقيادات روحية تدرك عمق الانتماء للحاضنة السورية، وتدرك حقيقة معركتها ووجهة السلاح الحقيقية منذ عهد سلطان باشا الأطرش حتى يومنا هذا، ولا تنطلي عليها مشاريع الخبثاء باستعادة نغمة «الدولة الدرزية» التي طويت آخر صفحاتها منذ 1967.

خطط مكشوفة المرامي وجوقة مرتزقة معروفة الانتماء تحاول إثارة البلبلة في إحدى الحواضن الرئيسية للدولة السورية لن تمرّ على أحد، والحنان «الإسرائيلي» المفاجئ لا يطعم بني معروف خبزاً في أيام السويداء العجاف بانتظار سنوات الفرج.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى