بايدن يهدد روسيا بعقوبات جديدة ولوغانسك تمنع الانتخابات الأوكرانية على أرضها
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده قامت بكل ما في وسعها من أجل إقامة اتصالات مباشرة بين سكان شرق أوكرانيا وسلطات كييف، مشيراً الى أنه كان من الأفضل إجراء استفتاء في أوكرانيا في شأن الدستور الجديد قبل إجراء انتخابات الرئاسة، لكي يتم اختيار رئيس جديد وبرلمان جديد وتشكيل الحكومة على أساس الدستور الجديد.
وأشار الرئيس بوتين من شنغهاي، «إلى ضرورة أن تقيم كييف علاقات مع الأقاليم كافة كي يشعر جميع سكان أوكرانيا بأنهم مواطنون يتمتعون بكامل الحقوق، ولكي تتمتع الأقليات القومية بكل الحقوق بما في ذلك استخدام اللغة الأم، مشيراً الى أن الدستور الأوكراني الحالي لا يسمح بانتخاب رئيس البلاد في ظلّ وجود الرئيس الشرعي فيكتور يانوكوفيتش.
وأكد الرئيس الروسي أنه كان من المنطقي أن يُجرى إقرار دستور أوكراني جديد أولاً فهذا يتيح إمكانية أكبر لإحلال الاستقرار في البلاد، لكن السلطات الأوكرانية الحالية اتخذت قراراً آخر بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
كما قال بوتين إن سحب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا يجب أن يساهم في تهيئة ظروف ملائمة قبل إجراء انتخابات الرئاسة، داعياً إلى إجراء تحقيق مستفيض في مأساة أوديسا ومعاقبة جميع المسؤولين عن سقوط عشرات القتلى هناك، محذراً من تكرار مثل هذه المأساة.
من جهة أخرى، وصف بوتين بالهراء اتهام الصحافيين الروسيين المحتجزين في أوكرانيا بنقل أسلحة.
وأضاف: «سيصعب علينا بناء علاقات مع الأشخاص الذين يتولون الحكم في أوكرانيا على خلفية استمرار العملية القمعية في جنوب شرقي البلاد ويقومون بعرقلة عمل الصحافيين».
يأتي ذلك في وقت تبنّى المجلس الأدنى للبرلمان الروسي الدوما بالإجماع أمس بياناً حول احتجاز صحافيين روسيين في أوكرانيا، دعا خلاله البرلمانيين الى إخلاء سبيل مراسلَيْ قناة «LifeNews» الروسية فوراً ومعاقبة المسؤولين عن انتهاك حقوقهما.
وأعرب البرلمانيون في البيان عن استيائهم من التعامل غير الإنساني مع الصحافيين، مؤكدين أن «إيقافهما كان بذريعة مكافحة الإرهاب الملفقة، وصارا ضحية استفزاز متعمّد من قبل أجهزة الأمن الأوكرانية غير الراغبة أبداً بدخول صحافيين لا تتحكم بهم الى المناطق القتالية، بسبب خوف سلطات كييف من أن يصبح التوثيق الصحافي أساساً للتحقيقات الجنائية المستقبلية في جرائم المسؤولين».
ويشير البيان إلى أن خرق القانون في التعامل مع ممثلي وسائل الإعلام بات من تقاليد سلطات كييف التي تدّعي تمسكها بمبادئ الديمقراطية، ويدعو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا إلى رفع صوتها دفاعاً عن حرية الكلمة في أوكرانيا. ويؤكد البيان أن نواب مجلس الدوما الروسي ينتظرون من العواصم الغربية اتخاذ إجراءات حازمة لضمان إخلاء سبيل الصحافيين الروسيين. وأعد مشروع البيان بمشاركة رؤساء كافة الكتل البرلمانية ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين.
الى ذلك، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن احتجاز صحافيي قناة «LifeNews» هو انتقام من كييف بعد كشف الحقيقة. وقال بوشكوف لدى عرضه مشروع بيان حول احتجاز الصحافيين الروس في مجلس الدوما أمس، إن نظام كييف يسعى إلى إخفاء الحقيقة وإخفاء جرائمه.
وأشار رئيس لجنة الدوما للشؤون الدولية إلى أن الصحافيَين المحتجزَين هما اللذان تمكنا من تصوير مروحيات تحمل علامات الأمم المتحدة وكشفا عن هذه الفضيحة، مضيفاً أن كييف قررت بعد ذلك إلقاء القبض عليهما.
من جهة أخرى، قال بوشكوف إن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لا تتبنّى أي موقف واضح في شأن ما يجري في أوكرانيا وتغضّ النظر عما يفعله نظام كييف. وأضاف أن سلطات كييف لا تحاول الالتزام، بل لا تتظاهر بالالتزام بقواعد القانون الدولي والاتفاقات التي وقّعت عليها أوكرانيا، متهماً كييف بعدم تنفيذ «خريطة الطريق» التي طرحتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الأزمة.
وفي السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين أن سلطات كييف منعت أعضاء بعثة المراقبة التابعة للمنظمة من زيارة الصحافيين الروسيين المحتجزين في أوكرانيا.
وأشار الدبلوماسي الروسي في تصريح صحافي أمس إلى أن «بعثة منظمة الأمن والتعاون تطلب من كييف لليوم الثاني على التوالي السماح بزيارة الروسيين، لكن سلطات كييف ترفض».
الى ذلك، هدد جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أمس روسيا بعقوبات جديدة إذا قوّضت الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الأحد المقبل في أوكرانيا. وجاء تصريح بايدن في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس الروماني، وقال بايدن: «إذا قوّضت روسيا الانتخابات في أوكرانيا يجب أن نبقى مصممين على فرض عقوبات إضافية». وأضاف بايدن أن «كل الدول يجب أن تستخدم نفوذها من أجل ضمان جو مستقر يتيح للأوكرانيين التصويت بكل حرية»، مشيراً إلى أنها انتخابات «جوهرية» بالنسبة الى هذا البلد.
وأكد بايدن، الذي عقد اجتماعاً مع الرئيس الروماني ترايان باسيسكو، من جديد لبوخارست التزام الولايات المتحدة باحترام المادة الخامسة في معاهدة حلف الأطلسي حول الدفاع الجماعي.
وفي السياق، أكد رئيس «جمهورية لوغانسك الشعبية» غير المعترف بها فاليري بولوتوف أنه لن يسمح بإجراء انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقررة يوم 25 أيار على أراضي جمهوريته.
وقال بولوتوف أمس: «ستحاول سلطات كييف فتح مراكز للتصويت. لن نسمح بذلك. سنهاجمهم»، وأعرب عن استعداد حكومة «جمهورية لوغانسك الشعبية» التي تم إعلانها على أساس نتائج استفتاء 11 أيار، لبدء الحوار مع كييف شرط وقف الأخيرة العملية القمعية في شرق أوكرانيا، وقال: «نطالب بالسحب الفوري لجميع الوحدات القتالية من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية. إننا مستعدون للمفاوضات، لكن فقط بعد وقف العدوان ضد دولتنا».