ميركل تؤكد رغبة ألمانيا في علاقات طيبة مع روسيا
طالبت موسكو واشنطن بفرض حظر شامل على دعم كل الكتائب النازية في أوكرانيا بعد تبني الكونغرس الأميركي قراراً يحظر تمويل تدريب كتيبة «آزوف» المتطرفة.
وقالت الخارجية الروسية: «الكونغرس الأميركي احتاج إلى أكثر من عام للإدراك بأن كتيبة «أزوف» في أوكرانيا تمثل مجموعة من النازيين، وفرض حظر على تخصيص الأموال لتدريبهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان أمس، إن «احتاج الكونغرس الأميركي إلى أكثر من سنة ليدرك أن هذه الوحدة تمثل مجموعة من النازيين السافرين الذين يتفاخرون برموز وحدات الجيش الهتلري ويتصرفون كالجلادين على أراضي محتلة»، مضيفاً أن هذه الخطوة «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي».
وأشار إلى أنه من المنطقي أن تكون الخطوة التالية هي الاعتراف بأن الانقلاب على السلطة الشرعية الذي شهدته كييف العام الماضي، والذي أيدته واشنطن بقوة، تم على يد هؤلاء النازيين الجدد.
وأردف: «من الواضح أن تشكيلات أخرى تابعة للحرس الوطني الأوكراني ليست أفضل من «آزوف»، فإن جرائم النازيين الأوكرانيين الذين قاموا بحرق سكان في مدينة أوديسا وهم أحياء ويواصلون قتل النساء والأطفال في دونباس، تتحدث عن نفسها. ويبقى السؤال متى ستلاحظ واشنطن هذه التصرفات».
وفي وقت سابق أمس، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الكونغرس أدخل تعديلات على مشروع قانون الموازنة الأميركية تسمح برصد أموال لإرسال أسلحة قاتلة إلى أوكرانيا، لكنه يحظر في نفس الوقت تدريب الولايات المتحدة لمقاتلي كتيبة «آزوف».
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن التعديلات التي أدخلها أعضاء الكونغرس تتضمن تزويد كييف بأنظمة صاروخية مضادة للدبابات، ومدافع هاون وقواذف وذخائر، مرفقة بتوصيات تشترط على الإدارة الأميركية عدم صرف أكثر من نصف المعونة الأميركية المخصصة لمساعدة أوكرانيا وقدرها 300 مليون دولار، إذا لم يكن محفوظاً 20 في المئة من هذه المساعدة تحت بند الأسلحة الهجومية. وقد اتخذ مجلس النواب تدابير مماثلة، بحسب الصحيفة.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات إلى أوكرانيا وتزودها بمعدات عسكرية وعتاد، إلا أن البيت الأبيض يعارض إلى الآن إرسال أسلحة هجومية لأنه يرى أن ذلك سيؤدى إلى تصعيد النزاع في دونباس، حيث تشن السلطات الأوكرانية عمليات عسكرية أودت، بحسب الأمم المتحدة بحياة 6500 من سكان المنطقة الرافضين للانقلاب الذي وقع في كييف قبل عام تقريباً.
في المقابل، أقر الكونغرس تعديلات اقترحها السيناتور جون كونيرز تنص على عدم السماح بتدريب الولايات المتحدة لمقاتلي كتيبة «آزوف» .
وذكر موقع الكونغرس الالكتروني أن التعديلات المعتمدة تحظر أيضاً على الولايات المتحدة إرسال الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات إلى أوكرانيا والعراق.
وورد في موقع الكونغرس على لسان السيناتور كونيرز قوله: «أعبر عن امتناني لمجلس النواب على إقراره تعديلاتي أمس، ما يؤكد أن قواتنا المسلحة لن تدرب كتيبة النازيين الجدد «آزوف» البغيضة، وأيضاً على مساندته محاولاتي بشأن عدم السماح بوصول السلاح الخفيف والخطر المضاد للطائرات إلى مناطق غير مستقرة».
من جهة أخرى، قال مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف إنه يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن النازية الجديدة متغلغلة في جميع مؤسسات السلطة في كييف.
وكتب دولغوف على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «حظر الكونغرس الأميركي مساعدة كتيبة النازية الجديدة «آزوف». حان الوقت لواشنطن أن تدرك أن النازية الجديدة متغلغلة في جميع مؤسسات السلطة والمؤسسات العسكرية والأمنية في كييف».
إلى ذلك، أفادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، بأن برلين حريصة على أن تربطها علاقات جيدة مع موسكو وتسعى للتوصل إلى حل سياسي للصراع في أوكرانيا.
وصرحت ميركل في مؤتمر مع رجال أعمال: «نرغب في علاقات طيبة مع روسيا لكن لا يمكن أن نقبل انتهاك القانون الدولي»، مضيفة أننا لن نتوصل إلا إلى حل سياسي ولن يكون هناك حل عسكري لهذا الصراع.
وكانت المستشارة الألمانية أعلنت في الـ 9 من حزيران، أن زعماء مجموعة G7 اتفقوا على تشديد العقوبات حيال روسيا في حال تفاقم الوضع في أوكرانيا، إلا أنهم لا يودون ذلك، وأكدت أن زعماء مجموعة G7 يرون أنه لا يمكن حل الأزمة الأوكرانية إلا بالطرق السياسية مدينين ما سموه ضم القرم إلى الاتحاد الروسي.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن سفراء مجموعة G7 سيشكلون فريق دعم في كييف للمساعدة في إجراء الإصلاحات ومكافحة الفساد، واصفة قمة G7 في بافاريا بالفعالة جداً، قائلة إن «هذا الاجتماع كان مكثفاً ومركزاً وكذلك مثمراً جداً».
وفي شأن متصل، طالبت موسكو السلطات في كييف أمس بإجراء تحقيق في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الروسية في مدينة خاركوف شرق أوكرانيا، يوم الخميس.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: «في 11 حزيران، وخلال الاستقبال لمناسبة الاحتفال بعيد روسيا، هاجمت مجموعة من المخربين، وبتغاض تام من قبل الأجهزة الأمنية الأوكرانية القنصلية الروسية العامة في خاركوف، الأمر الذي أدى إلى تدنيس رمز الدولة الروسية وإلحاق أضرار ملموسة بالمبنى. وبذلك، انتهك الجانب الأوكراني مجدداً وبشكل صارم التزاماته الدولية وفق اتفاق فيينا حول العلاقات القنصلية الموقعة في عام 1963».
وأضاف البيان: «يطالب الجانب الروسي الجانب الأوكراني بإجراء تحقيق شامل في الحادثة ومعاقبة المشاركين والمدبرين لهذه العملية الاستفزازية المشينة وكذلك تعويض الإضرار. ونصر على اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن الممثليات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن».
من جانب آخر، أشار البيان إلى أن وزارة الخارجية الروسية تقيم عالياً تصرف الممثلين عن مختلف المؤسسات الدولية الذين كانوا في مبنى القنصلية لحظة الهجوم وأعلنوا استعدادهم عدم المغادرة إلا مع المشاركين الآخرين في الاستقبال.