العلماء يثبتون وجود أصول وراثية مشتركة للإبداع وانفصام الشخصية
بينت نتائج دراسات علمية جديدة أن الجينات المسؤولة عن العبقرية والإبداع تتطابق كثيراً مع أجزاء الحمض النووي المرتبطة بانفصام الشخصية ومرض الهوس الاكتئابي.
تقول مديرة مختبر «deCODE» كاري ستيفنسون: «استخدمنا في المختبر أحدث المعدات الوراثية في دراسة كيفية عمل الدماغ. يجب أن لا تثير النتائج التي حصلنا عليها الدهشة والتعجب، لأن المبدعين يفكرون بصورة مغايرة عن الآخرين، ولقد بينا في دراسات سابقة وجود خيارات في الحمض النووي لهم مرتبطة بمرض انفصام الشخصية».
تمكنت ستيفنسون وفريقها العلمي خلال السنوات العشر المنصرمة من اكتشاف مسائل علمية فريدة، فمثلاً في عام 2006 اكتشفوا الجين المسؤول عن الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وفي عام 2009 اكتشفوا جزء الحمض النووي المسؤول عن بداية سن اليأس عند النساء، وكذلك الجزء المسؤول عن انفصام الشخصية والعبقرية، وفي عام 2013 أجزاء الشفرة الجينية المسؤولة عن بداية الصداع النصفي «الشقيقة».
يعتقد الخبراء أن انفصام الشخصية هو نتيجة اضطرابات وراثية يعاني منها 1 في المئة من سكان الأرض، وأنه إذا اصيب أحد التوأمين بالفصام فاحتمال إصابة الثاني تصل إلى 65 في المئة.
وشملت هذه الدراسة 11355 مصاباً بانفصام الشخصية و16416 شخصاً سليماً، وبينت النتائج وجود خلل في الجينات المشتركة في نقاط الاتصال العصبي بالدماغ لدى المصابين بالفصام. تبين هذه المعطيات أن هذا الخلل هو المسبب للاضطرابات النفسية والفصام وغيرها من الأمراض النفسية.
وفق حسابات علماء الوراثة، فإن وجود تغيرات «عبقرية» في الحمض النووي تزيد من فرص الإصابة بمرض الهوس الاكتئابي بنسبة 30 في المئة، وفرص الإصابة بالفصام بنسبة 200 في المئة. وقد لوحظت نفس هذه النتائج لدى الرسامين والممثلين الذين درس العلماء حالتهم على انفراد.
تشير هذه النتائج إلى أن العبقرية والإبداع والاضطرابات النفسية مرتبطة مع بعضها جينياً.