الراعي: لا يحقّ لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن وفق أهوائهم
أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنه «لا يحقّ لأحد حرمان البلاد من رئيس لها منذ ما يزيد على السنة، الأمر الذي يتسبب بتعطيل سلطة المجلس النيابي التشريعية، ويعثر عمل الحكومة، ويوقف التعيينات في المؤسسات العامة». وقال: «لا يحقّ لأحد رمي البلد والشعب في حالة من الفوضى والفقر والعوز. ولا يحقّ لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره ومؤسساته وفق أهوائهم ومصالحهم».
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه بمشاركة بطريرك طائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قداساً احتفالياً في بازيليك سيدة لبنان ـ حاريصا، لمناسبة الذكرى السنوية لتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر وزيارة تمثال سيدة فاطيما إلى لبنان، عاونه فيه السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا، ولفيف من المطارنة.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة جاء فيها: «نحن اليوم من جديد نكرس أرضنا المشرقية المقدسة التي تجلى عليها سر الله، واعتلن تصميمه الخلاصي: على أرض العراق مع إبراهيم أبي الآباء، وفي مصر مع موسى محرر شعب الله، وفي فلسطين والأراضي المقدسة حيث صار ابن الله إنساناً من مريم ابنة الناصرة بالروح القدس، وفي أورشليم حيث رفع الفادي الإلهي على صليب الجلجلة وقام من بين الأموات، وحلّ الروح القدس في علية الرسل».
وأضاف الراعي: «لذلك نعيد تكريس هذه الأرض المشرقية، وهي مسيحية في الأساس، وقبل ظهور الإسلام بستماية وست وثلاثين سنة، وأُرسيت عليها ثقافةٌ مسيحيةٌ ما زالت تتفاعل إيجابياً مع الثقافة الإسلامية منذ ألفٍ وأربعماية سنة. إننا نكرسها لكي تندمج الثقافتان في حضارة واحدة مشتركة، وتكون نموذجاً لعيش الأديان والثقافات معاً، بوجه المحاولات الدولية المعاكسة القائمة والمفتعلة في منطقتنا».
وتابع: «إننا، في المناسبة، نستنكر ونأسف لهذا التقاتل الهدام الجاري بين الأخوة من أبناء الدين الواحد في منطقتنا. وآلمنا جداً بالأمس الاعتداء على الأخوة الموحدين الدروز في قرية قلب لوزه بريف أدلب في سورية، وقد وقع ضحية المجزرة عشرات القتلى. إننا نعزي عائلاتهم وسماحة شيخ العقل وكلّ الأحباء من طائفة الموحدين أينما وجدوا. ونعرب لهم عن تضامننا معهم وقربنا منهم. وندعو إلى الله أن تتم تسوية هذه الكارثة الكبيرة والبغيضة بكثير من الحكمة والروية، تجنباً لما هو أسوأ».
وتوجه الراعي إلى «نواب الأمة والكتل السياسية والعاملين في الشأن العام» قائلاً: «الشعب هو مصدر السلطات، كما نقرأ في مقدمة الدستور. فلا يحقّ لأحد حرمان البلاد من رئيس لها منذ ما يزيد على السنة، الأمر الذي يتسبب بتعطيل سلطة المجلس النيابي التشريعية، ويعثر عمل الحكومة، ويوقف التعيينات في المؤسسات العامة. ولا يحقّ لأحد رمي البلد والشعب في حالة من الفوضى والفقر والعوز. ولا يحقّ لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره ومؤسساته بحسب أهوائهم ومصالحهم».