المسلسلات السورية في رمضان… «حرائر» يخرق الصورة النمطيّة
سيكون المشاهدون على موعد خلال رمضان المقبل، مع أجزاء جديدة من أعمالٍ درامية سورية تابعوها الموسم الفائت وفي مواسم سابقة، تدور حكايتها حول الأفكار ذاتها تقريباً: الصراع على الزعامة، الثأر، الحبّ، مكائد الناس، ومواجهة المحتلين.
ويبقى «باب الحارة» بجزئه السابع تأليف سليمان عبد العزيز وعثمان جحا، إخراج عزّام فوق العادة ، العمل الأكثر ترقّباً بالنسبة إلى المشاهدين، وأحد عناوينه الأبرز عودة «النمس» مصطفى الخاني للأخذ بثأر أخيه «الواوي» الذي قُتل في الجزء السادس.
كذلك تدخل «أم صابر» نادين خوري على خطّ أحداث الجزء الثاني من مسلسل «الغربال» تأليف سيف رضا حامد، إخراج مروان بركات، إنتاج غولدن لاين ، ويكون وراء عودتها الثأر لمقتل أختها «سالمة» منى واصف في الجزء الأول.
ثأر ثالث، في مسلسلٍ سوريّ ثالث لموسم دراما رمضان 2015، هو ثاني أجزاء «طوق البنات» تأليف أحمد حامد، إخراج إياد نحّاس، إنتاج شركة قبنض ، إذ تثأر «لمعات» إمارات رزق من تجاهل «أبي طالب» رشيد عساف لحبّها القديم له وزواجه بأخرى، وتحوك له المكائد، بالاشتراك مع زوجها «مراد آغا» رضوان عقيلي الذي يسعى إلى انتزاع زعامة «حيّ القنوات» منه.
الصراع على الزعامة، ما زال قائماً أيضاً في «الغربال ـ 2» بين «أبي جابر» بسّام كوسا ، و«أبي عرب» عباس النوري ، وسط منازلةٍ تقليدية بين الخير والشر، التي تبقى المحرّك الأساس لأحداث هذا النوع من الأعمال.
بينما تبقى زعامة «حارة الضبع»، معلقّة في «باب الحارة 7»، ويتنافس عليها «أبو ظافر» أيمن زيدان ، مع «أبي عصام» عبّاس النوري ، ويواجه الأخير تبعات زواجه من الجاسوسة الفرنسية «ناديا» ميسون أبو أسعد بعد فضح أمرها، وستحمل أحداث الجزء السابع من السلسلة الشاميّة الشهيرة، الحبّ لـ«العكيد معتز» وائل شرف ، حينما يلتقي بـ«سارة» كندة حنّا بينما يكون متوارياً عن أنظار الفرنسيين في «حارة اليهود».
وحبٌ جديد سيكون بانتظار «مريم» تاج حيدر بطلة «طوق البنات 2»، إذ سيخفق قلبها لـ«حسّان» جوان خضر ، الذي يحمل لها رسالةً أخيرةً من زوجها «الكولونيل فرانس» مهيار خضّور .
كذلك تعيش «سعاد» روزينا لاذقاني ابنة الزعيم «أبي جابر» في ثاني أجزاء «الغربال» قصّة حبّ مع «نزار» معتصم النهار وتتحوّل بعد زواجها منه إلى امرأة قوية، ومتمرّدة، لكن تأُثير والدتها «أمّ جابر» أمل عرفة ، يبقى قوياً في حياتها وقراراتها.
أما مواجهة الاحتلال الفرنسي، فهي حاضرةٌ بطبيعة الحال في الأعمال الدرامية السورية الثلاثة التي تحدثّنا عنها، وتُعرض على عدّة محطاتٍ عربية خلال رمضان.
ثمّة صورةٌ أخرى عن دمشق وعن المرأة الدمشقية بين عامَي 1915 و1920 ، خلافاً للسائد في الأعمال التي تتخذ من الشام إطاراً مكانياً لها ترصدها كاميرا المخرج باسل الخطيب هذا الموسم، عبر مسلسل «حرائر» تأليف عنود الخالد، إنتاج المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بالشراكة مع كلاكيت .
ويسلّط العمل الضوء على تلك المرحلة تاريخياً واجتماعياً، ويفرد المساحة الأكبر لواقع المرأة ومعاناتها مع سطوة الرجال، والأعراف الاجتماعية الظالمة لها، عبر حكايةٍ يتداخل فيها التاريخي بالافتراضي.
وتؤثر الشخصيتان الحقيقيتان، «نازك العابد» لمى الحكيم ، وماري عجمي حلا رجب رائدتا النهضة الاجتماعية وحركة التنوير في سورية خلال مطلع القرن العشرين بحياة بطلة المسلسل «بسيمة» سلاف فواخرجي التي لفتها مجتمع النساء الحقوقيات والمتعلمّات، وساعدها الاحتكاك بهنّ على تحقيق نقلة كبيرة جداً، كسيدة دمشقية تحدّت ظروفها وظروف عائلتها، ورفضت الخنوع أو الاستكانة للمعايير الاجتماعية السائدة آنذاك، لتحقق كيانها الخاص في مواجهة تدخلات «صبحي» أيمن زيدان شقيق زوجها المتوفى، في حياتها وحياة ابنتيها.
كما يشهد موسم 2015 تقديم عملٍ لبناني ـ سوري مشترك، يصّب في إطار الأعمال البيئية التي تستقي مفرداتها من الحكاية الشعبية، وهو مسلسل «بنت الشهبندر» تأليف هوزان عكو، إخراج سيف الدين سبيعي، وإنتاج شركة MR7 اللبنانية ، وتدور أحداثه في «ولاية بيروت» أواخر القرن التاسع عشر، ويروي قصة حبّ بطليها: «راغب» قصي خولي ، المغرم بـ«ناريمان» ابنة الشهبندر سلافة معمار ، لكنه يكتم مشاعرة تجاهها باعتبارها زوجة شقيقه «زيد» قيس الشيخ نجيب إلى أن اختفاء الأخير يغيّر مجرى الأحداث، التي يحتدم فيها الصراع أيضاً على السلطة والنفوذ.