الخبير العسكري العميد د. تركي الحسن: الأهمية الاستراتيجية لسجن حلب المركزي
ما أنجز أمس في مدينة حلب وتحديداً في شمال حلب هو إنجاز كنا ننتظره منذ عدة أشهر، وفي قراءة ميدانية سريعة للخطوات التي اتبعتها القوات المسلحة في التقدم إلى حلب منذ العام الماضي إلى يومنا هذا، يمكننا أن نبيّن أنّ القوات المسلحة قامت منذ نهاية الشهر التاسع وبداية الشهر العاشر عام 2013 بفتح الطريق المقطوع باتجاه مدينة حلب الذي يعتبر شريان الحياة.
وعندما تمّ فتح هذا الطريق في خناصر ثم إلى السفيرة وامتداداً إلى منطقة المطار وضعت القوات المسلحة على عاتقها مهمة أخرى وهي تطويق الإرهاب من الاتجاه الشرقي بعد أن قدمت من الجهة الجنوبية الشرقية ومن جهة الشرق وقطعت إمدادات الإرهابيين من المنطقة الشرقية وتحديداً باتجاه منبج والباب بعد أن حاول الإرهابيون وقف تقدمها، ثم تابعت تقدمها شمالاً إلى أن وصلت إلى منطقة الشيخ نجار ومن الشيخ نجار أطلت بنظرها باتجاه سجن حلب المركزي واتجهت باتجاه الغرب وإلى شمال حلب، وتقدمت بخطوات واثقة إلى أن وصلت إلى منطقة حيلان، ومنذ أيام قليلة سيطرت القوات المسلحة على تلة حيلان وقلعة آغوب ومشطت حيلان وتوجهت إلى سجن حلب المركزي.
ما هي أهمية موقع سجن حلب المركزي؟ وماذا يعني وصول القوات المسلحة إليه من الناحية العسكرية والاستراتيجية؟
سجن حلب المركزي يقع إلى شمال حلب بـ10 كلم على الطريق الذي يصل بين حلب وكلية المشاة، ويتمركز فيه عدد كبير من المسلحين وهو محاصر منذ عام ونصف تقريباً ويوجد فيه عدد من السجناء المدنيين والعسكريين، وقد تمكنت القوات المسلحة أمس من فك الطوق والوصول إلى سجن حلب المركزي حيث هي الآن تتمركز في منطقة بشمال حلب وتتطلع إلى إكمال الطوق على المنطقة الشمالية، وإذا أكملت الطوق باتجاه الغرب نحو حندرات وصولاً إلى حريتان تكون القوات المسلحة قد أحكمت الطوق على كلّ الإرهاب في منطقة حلب، وبالتالي قد تذهب إلى تسوية أو اتفاق كما حصل في حمص أو أنّ على الإرهاب أن يقاتل حتى الموت أو الاستسلام.