سجن حلب إلى الحرية وموسكو تستخدم «الفيتو» اليوم
تسارعت التطورات الميدانية على جبهات القتال في الساحة السورية، وسط تقدم ملحوظ لوحدات الجيش السوري والقوات الرديفة في مناطق حلب ودرعا، في وقت أكدت روسيا على لسان مندوبها الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنها ستستخدم حق النقد «الفيتو» ضد مشروع القرار الغربي لإحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية خلال التصويت عليه، مشيراً الى أنه سيشرح خلال الجلسة اليوم السبب وراء استخدام «الفيتو».
جاء ذلك بعد يوم على تأكيد مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة جيرار أرو أن الدول الغربية في مجلس الأمن قررت شطب ذكر العقوبات من مشروعها حول الوضع الإنساني في سورية، وذلك من أجل نيل تأييد روسيا، مشيراً الى أن المفاوضات حول صوغ نص مشروع القرار الدولي تتواصل. وقال: «نعمل على تعديل النص كي يُرضي جميع أعضاء المجلس. ولن يشير القرار إلى فرض عقوبات، لأن ذكرها سيعني أن روسيا ستستخدم الفيتو ضد المشروع».
وأوضح أرو أن الهدف الرئيس لمشروع القرار الجديد يكمن في توسيع صلاحيات القوافل الإنسانية للأمم المتحدة، كي يكون لها الحق في عبور حدود سورية وخطوط الجبهة من دون الحصول على إذن مسبق من دمشق، مشيراً الى أن «هذا الحق يكتسب أهمية بالغة في شمال البلاد، حيث يحتاج مئات آلاف الناس إلى الأغذية والمستلزمات الأولية».
وتصر الدول الغربية في مجلس الأمن على تبني قرار دولي جديد حول الوضع الإنساني في سورية، لأنها ترى أن دمشق لا تلتزم بالقرار السابق الذي صدر بهذا الخصوص في شباط الماضي.
ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار آخر، قدمته فرنسا وينص على إحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش السوري من تدمير دفاعات المسلحين في محيط سجن حلب المركزي، واستطاعت القوات السورية التقدم والسيطرة على بلدة حيلان وتلتها ومحطة الكهرباء في الشيخ نجار، وسيطر على الجهة الشرقية للسجن وثبّت نقاطه فيها.
وقد تقدمت وحدات الجيش السوري لتشكل قوساً يحيط بالسجن من الجهتين الشرقية والجنوبية، واستطاعت مجموعة مدعومة بالدبابات دخول السجن وإيصال ذخيرة للعناصر داخله، وسط غارات مكثفة للطيران الحربي السوري على تجمعات المسلحين في مناطق حندرات وحريتان وخطوط امدادهم الآتية من الريف الشمالي لحلب.
وقد أفادت مصادر خاصة لـ«البناء» أن السجن ومحيطه أصبح عملياً تحت سيطرة قوات الجيش السوري، وما يجري الآن هو عملية تمشيط وتفكيك العبوات وتثبيت نقاط في المناطق التي سيطر عليها الجيش، تمهيداً لهجوم شامل على ما تبقى من مسلحين لإبعادهم عن محيط السجن لمسافة تسمح بتأمينه ليصبح قاعدة انطلاق لاحقة لعمليات الجيش السوري باتجاه الريف الشمالي لحلب.
إلى ذلك، استهدفت وحدات الجيش تجمعات لمسلحين على محاور المدينة الصناعية وكفر صغير وكفر ناها ومحيط مدرسة المشاة والكاستيلو وبعيدين والجندول وأعزاز والأتارب ومارع ودارة عزة وعندان و أحياء بستان القصر والراشدين الأولى والخامس وقتلت اعداداً من المسلحين ودمرت آلياتهم.
وفي نوى في ريف درعا، واصل الجيش السوري تقدمه في أحياء المدينة، حيث تقوم وحداته بتفكيك العبوات الناسفة وتمشيط المناطق التي سيطر عليها، وسط قصف مدفعي مركّز لتحركات المسلحين داخل نوى، فيما تقوم وحدات اخرى من الجيش باستهداف مجموعات المسلحين وتحصيناتهم في مناطق انخل وداعل
واللجاة وخربة جمرة ومناطق فرن العباسية وبريد الاتصالات وحي سجنة وجنوب جامع الخليل في درعا البلد ومخيم النازحين وطريق السد، والجزء القديم من مدينة بصرى الشام.
وفي ريف دمشق، استهدفت وحدات الجيش مسلحين في مناطق جوبر وحرستا
وزملكا ومحيط المليحة في دير العصافير وزبدين وسقبا، ومناطق عدرا العمالية والبلد ومزارع عالية في دوما ومناطق في داريا وخان الشيح والضمير
وجيرود والزبداني والتلال المحيطة بها.