بزّي لـ«الجديد»: «المستقبل» غير قادر على إمساك الأمور في الشمال
رأى الكاتب والمحلّل السياسي وسيم بزّي في حوار على قناة «الجديد» أن سياق الاستثمار على الأزمة السورية ومحاولة ضرب منطق الدولة في سورية من قبل حواضر لبنانية، والذي استمر على مدى ثلاث سنوات وكان محصناً بإرادة دولية وبتواطؤ محلي من بعض القوى، هذه المرحلة قد انتهت ببعدها اللبناني وما يؤكد ذلك أننا شهدنا في ظرف أسبوع قطع أهم وصلين تاريخيين بعد القصير بين لبنان والأزمة السورية.
وأضاف: «عرسال والقصير والحصن تمثل المثلث التاريخي الذي اعتمد من قبل المتواطئين على سورية للنيل من أمنها والتآمرعليها لإسقاطها، فسقوط هذا المثلث التاريخي هو الذي أدى إلى الغطاء السياسي الذي اتخذ بالأمس في مجلس الوزراء. كما أن مقاربة المجتمع الدولي ببعده الغربي والأميركي والخليجي وصل الآن بقيادة الولايات المتحدّة الأميركية إلى مرحلة القناعة على ارتفاع منسوب الخطر من ردود الفعل، وبالذات بعد نجاح سورية بالدفاع عن حصنها وهزيمة هذا المشروع بجزئه اللبناني إلى المسارعة وتلقف الهزات الارتدادية التي بدأت تلقي بحممها إلى خارج سورية».
وأشار إلى أن أزمة عرسال تختلف عن طرابلس، ففي عرسال يوجد أكثرية صامتة داخل المدينة، وأتمنى أن يكون تيّار المستقبل جزء منها، وكانت إلى حدّ ما ليست هي صاحبة القرار. كما أن تيار المستقبل وصل إلى إنهاء شعبيته وعدم قدرته على الإمساك بالوضع في الشمال وطرابلس، وعلى سعد الحريري أن يحاول إعادة تصدّر مشهد الزعامة عن طريق الطائفة السنية».
واعتبر بزي أن تضافر جهود الجيش والقوى السياسية يشكّل قوة دفع لمحاولة إحداث اختراق نوعي لمعالجة أزمة طرابلس، وهناك من يريد أن يأخذ طرابلس إلى معارك شبيهة بما يحدث في سورية وهذا سيؤدّي إلى مرحلة خطيرة جداً.
وأشار إلى استثمار التطرّف والتكفير، فأميركا باستثمارها الإرهابيين سعت إلى أفغنة المشروع الاسلامي في المنطقة خلال الثمانينات، والسعودية التي دفعت ثمنه بالردّة التي حصلت على أمنها في عامَيْ 2004 و2005. فالسياق التاريخي يثبت أن هؤلاء يغدرون بمن يستثمرهم، وهذا ما نشهده الآن في هذه البيئات التي هي جزء من هذا النموذج. ولفت إلى أن الرهانات الاستراتيجية الكبرى هي في سورية ومن صُدم بسقوط رهاناته عليه أن يراجع ويحاول أن يحدّ من خسائره.
وختم بزي قائلاً: «الواضح الآن بعد معركة القلمون أنه سيجري التأسيس لمرحلة جديدة في سورية واتجاه الأسد سياساً للإعلان عن ترشّحه وظواهر التأييد له، وبعد سلسلة المصالحات التي تجري في الداخل، وسقوط رؤوس كبيرة من الجيش الحرّ، كل هذه الوقائع جعلت القوى الإقليمية تفضل المسارعة إلى امتصاص نصر القلمون».