العبد الله لـ«تلاقي»: خيبة أمل فرنسا لفشلها في إعادة سورية إلى الانتداب

قال الباحث والمحلل السياسي حميدي العبد الله أن «الحسابات الفرنسية بالدرجة الأولى هي أن فرنسا أصيبت بخيبة أمل كبيرة جداً، ومن المعروف أن فرنسا كانت تمنّي النفس أن تعود سورية مرة أخرى لتكون جرماً يدور في الفلك الفرنسي، ولتعود أيضاً حظيرة الانتداب الفرنسي التي كانت تطمح فرنسا دائماً وباستمرار إلى أن تكون سورية في هذا الإطار، وقد كانت سورية خاضعة للاحتلال الفرنسي وأرغمت بفعل مقاومة الشعب السوري على الجلاء في عام 1956».

وأضاف: «حاولت فرنسا أن تبقي شيئاً من نفوذها في لبنان وتجري محاولات دائماً من قبل فرنسا للعودة إلى سورية، وعندما جرت الأحداث في سورية وعندما رفع علم الانتداب من قبل المجموعات المسلحة ومجموعات المعارضة تراءى للحكومات الفرنسية سواء حكومة الرئيس السابق أو الحكومة الحالية حكومة الحزب الاشتراكي التي يقودها هولاند، وهم أيضاً توقّعوا أنه يمكن لسورية أن تكون مستعمرة أو تحت الوصاية الفرنسية، ولهذا السبب بذلوا جهوداً منذ بداية الأحداث متطرفة بالمقارنة مع الدول الأخرى يحفزهم على القيام ببذل مثل هذه الجهود والرغبة في الوصول إلى هذه النتيجة، علماً أن فرنسا تدرك أن هذه الجهود هي محاولات يائسة تصطدم بحائط مسدود».

وأضاف: «إن مجلس الأمن عندما أسس الأمم المتحدة ووضع ميثاقها، وكان الهدف من وراء ذلك هو نشوء نزاعات إقليمية ونزاعات دولية توصل إلى حروب تشبه الحرب العالمية الأولى والثانية التي ذهب ضحيتها ملايين البشر في أوروبا. وقد استمرت حالة من التوازن داخل مجلس الأمن بعد انتهاء الحرب الباردة في مطلع التسعينات من القرن الماضي وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، هيمنت الولايات المتحدة والدول الغربية على مجلس الأمن، ومنذ تلك الفترة تحول مجلس الأمن ليس إلى منبر وإنما إلى أداة بيد الولايات المتحدة لتمرر مخططاتها، وفي فرض سيطرتها على أجزاء مختلفة من العالم أو تمرير وتبرير التدخلات المسلّحة والتدخلات السياسية في شؤون الدول، وبعد عودة روسيا من جديد».

وختم: «بعد أن اشتد ساعد الصين، وأصبحت لها مصالح متعارضة بوضوح مع مصالح الحكومات الغربية، باتت الصين أيضاً تدعم خيار نظام دولي متعدد الأقطاب يحترم سيادة الدول، وبالتالي نضجت الشروط للعودة إلى ما كانت عليه الحال في مجلس الأمن قبل عقد التسعينات أي العودة إلى المرحلة التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى