سرور لـ«الميادين»: محاولات صينية ـ روسية حثيثة لبناء نظام دولي جديد

أوضح أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الآسيوية نبيل سرور أن «الثقة المطروحة الآن بين روسيا والصين على خلفية قمة شنغهاي، أنه بعد انهيار المنظومة الاشتراكية كان لا بد من إعادة ملء هذا الفراغ، وخصوصاً بعد أن تولّت الولايات المتحدة الأحادية القطبية بصفتها قطب أساسي على المستوى الدولي، فلجأت كل من الصين وروسيا إلى تمكين قوتهما على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى العلاقات السياسية، بالإضافة لتعرض الولايات المتحدة لعدة انتكاسات على مستوى العالم، فحاولت كل من روسيا والصين ملء هذا الفراغ، حيث أن لروسيا والصين حدوداً مشتركة طويلة جداً، وكلاهما يطمح لخطف أكبر قدر ممكن من المكاسب في العالم، فكان لا بد أن تنضم هاتان الدولتان إلى مجموعة من التكتلات الاقتصادية، وأن تنشئ لها حيزاً على الصعيد الدولي يمكّنها من الانطلاق في أسواق جديدة، وفي تحالفات استراتيجية مهمة قبالة الولايات المتحدة التي كانت القوة المهيمنة الأساسية في العالم».

وأضاف سرور: «هناك محاولات حثيثة من أجل بناء نظام دولي جديد تنتهي فيه القطبية الأحادية التي تولّتها الولايات المتحدة لسنوات من الزمن بعد انتهاء الحرب الباردة، ومن الممكن أن تكون روسيا والصين أحد قطبي الواقع السياسي الجديد في العالم حيث سيتكون عالم متعدد الأقطاب تكون فيه روسيا والصين والهند والكثير من الدول الأخرى تمثل نقاط ارتكاز أساسية على المستوى الاقتصادي. فهو سيكون عالماً متعدد الأقطاب ومتعدد مراكز القوى، ولن تكون الولايات المتحدة أساسية فيه من ناحية اتخاذ القرارات بشكل منفرد».

وحول وجود إيران في منظمة شنغهاي وانعكاسه على مجمل ملفات المنطقة قال سرور: «إن الحضور الإيراني أصبح ذي فاعلية أكبر على المستوى الدولي والإقليمي، وأصبح فاعلاً أكثر على مستوى المنتديات الدولية لا سيما بعد انتهاء مرحلة العقوبات التي كانت مفروضة على إيران»، مشيراً إلى أن «إيران كانت في قمة شنغهاي بصفة مراقب أما الآن فهناك توجهّ جديد وجدي لأن تصبح عضواً فاعلاً في المنظمة، وبالتالي سيصبح تأثيرها السياسي أكثر فاعلية لأن التكتّلات الكبرى لا تنحو منحى اقتصادياً فقط، وإنما تنحو باتجاه المنحنى السياسي والجيوسياسي والاستراتيجي والعسكري، ومن هنا فإن مشاركة إيران كانت لافتة من خلال القمة التي عقدت، والحضور الإيراني كان مميزاً حيث جرت لقاءات عدة للرئيس الإيراني حسن روحاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، إضافة لبحث العديد من الملفات الدولية، أهمها الملف السوري الذي بحث في العمق وتتطرق للموضوع الأوكراني والعقوبات التي كانت مفروضة على إيران، ورسمت العديد من الأطر على المستوى الدولي».

وتابع: «من المسائل التي كانت لافتة في هذه القمة، هو الحديث عن منع التدخل الدولي من دون قرارات ملزمة من الأمم المتحدة، وهذا يشير إلى التدخل الأميركي في أكثر من بلد في العالم من دون إذن من الأمم المتحدة».

أما في الموضوع السوري، قال: «كان هناك إشادة وترحيب بتسليم سورية لسلاحها الكيماوي وانضمامها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إضافة إلى التشديد على العملية الانتخابية في سورية والتأكيد على البعد الديمقراطي الموجود فيها. فكل هذه الأمور التي طرحت في هذه القمة ترسم أطراً للنظام الدولي الجديد الذي بدأ يتشكّل وربما بدأت ملامحه بالظهور».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى