الحوثي: واشنطن و«تل أبيب» والرياض منشأ الشر والإجرام
أكد زعيم حركة «أنصارالله» السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي صمود الشعب اليمني في وجه العدوان الوحشي والبربري على اليمن على رغم حجمه الكبير واستخدامه للتدمير والقتل والابادة، وأن هذا الشعب في طريقه للتغلب على أدوات هذا العدوان التي كانت تدفع بالبلاد نحو حالة اللااستقرار.
وفي كلمة متلفزة خصصها للحديث عن آخر التطورات اليمنية غداة انطلاق مفاوضات جنيف لبحث حلّ للأزمة اليمنية، شدد الحوثي على أن الشعب اليمني لا يقبل بالإذلال والهوان ولا ينحني أمام الصعوبات، وأنه لا خيار له الا الصمود بمواجهة العدوان، متهماً النظام السعودي الجائر بأنه يعتدي على هذا البلد تحت توجيه اميركا ومباركة «اسرائيل» ودفعها وبأنه لا يملك اية اجندة انما يؤدي دوره كخادم وأداة للآخرين يتحركون بها في المنطقة وضد الشعوب كلها.
واعتبر السيد الحوثي أن ثلاثية الشر والاجرام على مستوى العالم ومنشأ الشر في العالم هي اميركا و«اسرائيل» والسعودية بما لديها من اموال، مشيراً إلى «أننا المعنيون بأمرنا وتقرير مصيرنا وليس لمنشئي الشر والمؤامرات من حق ان يفرضوا شروطهم علينا».
ورأى السيد الحوثي أن «الصمود يحمي شعبنا ويحفظ له كرامته وعزته واستقلاله ومستقبله، وأن البديل عن الصمود هو الضياع والخزي والارتهان والغرق في وحل الشر والاشرار والخضوع المطلق لهيمنتهم حتى يدوسوا هذا الشعب».
ونوّه السيد الحوثي إلى أن «اسرائيل» شاركت فعلياً من خلال سلاح جوها وخبرائها العسكريين مع النظام السعودي في العدوان على اليمن، لافتاً إلى أن «شعبنا اليمني يعرف حقيقة اميركا ويعرف زيف شعاراتها ويعرف حقيقة الخطر الذي تمثله «اسرائيل»، وهو كان وسيظل متضامناً مع القضية الفلسطينية كقضية تعنيه لأنه يحمل هم أمته ككل».
وأشار السيد الحوثي إلى أن كل المواقف السياسية التي تطلقها الدول لمصلحة العدوان مدفوعة الثمن سياسياً وإعلامياً، معتبراً أن الاستمرار في العدوان يؤكد طبيعة الدور الذي يلعبه النظام السعودي في المنطقة واكثر المستفيدين منه «اسرائيل».
وشدد السيد الحوثي على أنه «لا يتعاون من داخل البلد مع هذا العدوان الا من فقد انسانيته وارتضى لنفسه ان يكون شريكاً في كل الجرائم بحق شعبنا»، سائلاً: «مَن غير «القاعدة» يستفيد اليوم من إخلاء المدن ومؤسسات الدولة التي يحميها الشعب اليمني؟».
وانتقد السيد الحوثي ما تقوم به بعض القوى السياسية من تأييد للعدوان، واصفاً هذا الأمر بالخيانة الوطنية التي ستكون لها تداعيات في المستقبل، مؤكداً أنه لا حل في اليمن إلا بالحوار والعدوان هو الذي أوقف الحوار الوطني ومَن عطل مخرجات الحوار هم الذين يعتدون اليوم.
سياسياً، وصل وفد القوى السياسية اليمنية إلى مدينة جنيف السويسرية للمشاركة في حوار ترعاه الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية.
وستجري المحادثات في صالات منفصلة وسينقل الوسيط الأممي وجهات الأطراف إلى بعضها بعضاً، وستتركز على وقف نزيف الدم اليمني ورفع الحصار الظالم، وكانت الأمم المتحدة أكدت أن النتائج هي التي ستحدد أمد المفاوضات.
ويأتي ذلك بعد تعرض طائرة الوفد لعراقيل في مطار القاهرة جراء ضغوط سعودية… بالإضافة إلى تأخرها نحو 24 ساعة في جيبوتي من دون توضيح الأمم المتحدة سبب التأخير.
وأكد مصدر أممي أن غاية تأخير الطائرة كانت منذ البداية عدم السماح لوفد «أنصار الله» بمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة ونيل أي شرعية دوْلية إضافة إلى أن السعودية ترفض أيضاً تدويل الأزمة اليمنية بكل الوسائل وتعد اليمن شأناً سعودياً محضاً.
ورأى رئيس اللجنة الثورية اليمنية العليا محمد علي الحوثي أن عرقلة وصول الوفود السياسية إلى مشاورات جنيف دليل على تدخل تحالف السعودية في دور الأمم المتحدة لرفض الحل السياسي اليمني.
ميدانياً، واصل النظام السعودي عدوانه على الشعب اليمني مخلفاً المزيد من الضحايا معظمهم من النساء والأطفال وتدمير المنازل والمؤسسات الحيوية المدنية، فيما واصل الجيش واللجان الشعبية استهدافهم المواقع العسكرية السعودية في جيزان وعسير، حيث تمكنوا من قصف المراكز الحدودية للحرس الحدودي السعودي بعد عمليات عدوانية متكررة من الموقع، ما دفع الجنود السعوديين إلى الفرار من المواقع.
واقتحم الجيش اليمني واللجان الشعبية برج الحجر جنوب موقع الرديف العسكري السعودي في جيزان ودمروا عربة عسكرية، بعدما لاذ جنود العدوان بالفرار، كما دك الجيش موقع حمامة العسكري في عسير بصواريخ غراد، واستهدف عربة بي إم بي سعودية في جبل الشبكة، فيما تعرض معسكر العميش السعودي في ظهران عسير إلى قصف بـ40 صاروخاً من قبل الجيش واللجان الشعبية.
كما تمكن الجيش واللجان الشعبية من دحر عناصر تنظيم «القاعدة» بالكامل من معسكري نخلا والسحيل في محافظة مأرب.
وتأتي هذه الإنجازات اليمنية، والتقدم باتجاه المواقع السعودية، رداً على مواصلة طائرات العدوان السعودي غاراتها على المدنيين في المناطق السكنية، حيث تعرضت منازل المواطنين في منطقة الخزاين بمديرية سحار في محافظة صعدة، ومحافظة تعز إلى قصف عنيف من الطائرات السعودية، فيما استُهدف مركز الطيبة التجاري في المحافظة بعد تعرضه لـ7 غارات وحشية. في وقت شن طيران العدوان أكثر من 25 غارة خلال الساعات الماضية على خطوط التماس في مأرب وفشل في إعاقة تقدم الجيش واللجان الشعبية.
من جهة أخرى، يبدأ وفد من منظمة «العفو الدولية» اليوم الأربعاء زيارة لليمن للاطلاع على الأوضاع الميدانية جراء العدوان السعودي على اليمن وتحديث معلومات المنظمة حول حقوق الإنسان في اليمن.